الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تراث الإمارات يطرق أبواب «اليونسكو»

تراث الإمارات يطرق أبواب «اليونسكو»
5 يوليو 2013 23:18
أبوظبي (وام) - تسعى الإمارات حاليا لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني في قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة “اليونسكو”، وفي مقدمتها حرفة “السدو” التي تعكس مهارات صناعة النسيج اليدوي التقليدية، والألعاب الشعبية القديمة، وفن “العيالة” وتراث “التغريدة”. وتمتلك الدولة إرثاً غنياً من التراث المتنوع، وتحرص على التمسك به والحفاظ عليه، وتجلى ذلك في قول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، “إننا نتطلع إلى مشروع حضاري شامل يستوعب الحديث دون إخلال بالأصيل بما يحفظ للوطن وجوده، وللمواطن هويته، وللمجتمع تماسكه، فلا تساهل ولا تهاون مع كل ما يهدد قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا الوطنية التي هي قلب الهوية الوطنية ودرعها وروح الأمة وعنصر أصالتها ووعاء فكرها وتراثها، فمن لا هوية له لا وجود له في الحاضر ولا مكان له في المستقبل”. وكانت دولة الإمارات وسلطنة عمان وقعتا في 23 مارس 2011 على الملف الخاص بتراثي “التغريدة” و”العيالة”، تمهيدا لرفعه إلى منظمة “اليونسكو” بهدف تسجيلهما في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للمنظمة. شراكات عالمية امتد اهتمام الإمارات إلى الإسهام في الحفاظ على التراث الإنساني العالمي من خلال إقامة شراكات عالمية مع العديد من الدول والمنظمات المتخصصة في مجالات صون التراث ونشر الثقافة والفنون، وأطلقت في إطار هذه الجهود في عام 2007 مشروع إنشاء منطقة ثقافية متكاملة في جزيرة السعديات بأبوظبي والتي ستحتوي إلى جانب متحف اللوفر أبوظبي على “متحف الشيخ زايد الوطني” والمتاحف العالمية الثلاثة وهي “متحف جوجنهايم أبوظبي للفن المعاصر” و”المتحف البحري” و”متحف الفنون الكلاسيكية” إلى جانب دار المسارح والفنون والتي ستساهم في أن تصبح أبوظبي منارة وعاصمة للثقافة والتراث على الصعيدين الإقليمي والعالمي. العين التاريخية ووضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في العام 2011 مدينة العين على القائمة الأولية للتراث العالمي للبشرية في خطوة مهمة وأساسية تمهد للاعتماد النهائي لهذه المدينة العريقة التي تمكنت من المحافظة على مستوى عال من الأصالة بالرغم من خطوات التطور السريعة التي حققتها. وتزخر مدينة العين بوجود العديد من المواقع الأثرية المهمة وفي صدارتها قلعة الجاهلي التي يعود تاريخها إلى عام 1898 وتعتبر من أهم المعالم التاريخية وأكبر قلاعها وتم بناؤها من قبل الشيخ زايد الأول ما بين 1891 و1898، وأعيد ترميمها وفق المعايير الدولية التي تضعها منظمة “اليونسكو” وتحويلها إلى مركز ثقافي سياحي أصبح مقصدا رئيسيا لزوار وسياح العين. وقادت الإمارات في نوفمبر 2010 بالتنسيق مع 12 دولة عربية وأجنبية جهود إعداد ملف مشترك لتسجيل “الصقارة” ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة “اليونسكو”. المكتشفات الأثرية وبدأت دولة الإمارات منذ أكثر من خمسة عقود عمليات تنقيب واسعة عن الآثار في مختلف أنحاء الدولة بالتعاون مع بعثات وجامعات عالمية مرموقة من مختلف دول العالم لتوثيق وتأصيل تاريخها وتراثها العريق في الحضارة الإنسانية على مر الأزمان. وأظهرت المكتشفات الأثرية في الإمارات إجمالا أن سكان المنطقة كانوا يتقنون العديد من المهارات الحرفية والصناعات اليدوية منذ زمن بعيد يعود إلى أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد. وسجلت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في عام 2011، 48 موقعا أثرياً جديداً في المنطقة الواقعة ما بين الختم ومدينة زايد بالمنطقة الغربية، تعود لفترة العصر الحديدي. وتم الكشف عن هذه الآثار خلال فعاليات المؤتمر الدولي حول الآثار في دولة الإمارات الذي ع قد في 29 مارس 2011 بمدينة العين، وأعلن فيه عن العثور خلال المسح الأثري للمنطقة الغربية على عدد من الأحافير المهمة ومنها فك علوي لفرس نهري وطبقات أحفورية لعدة حيوانات من ضمنها الفيل في موقع في بدع المطاوعة. وتساعد هذه المكتشفات الخبراء المختصين في رسم تصور للعلاقة بين تلك الأحافير مع تكاثرها المكتشفة في أفريقيا وشبه الجزيرة الهندية، كما أن هذه الأدلة الأحفورية والجيولوجية الموجودة في المنطقة الغربية تؤكد مجددا وجود نهر كان يمر في المنطقة ضمن بيئة تحتوي على الغابات والمراعي وتتنوع فيها الحياة البرية والحيوانية، وتتطابق هذه النتائج مع ما أظهرته المكتشفات التي تمت في المنطقة خلال العقدين الماضيين والتي بينت بأن أراضي المنطقة الغربية من أبوظبي قبل ستة إلى ثمانية ملايين سنة مختلفة عن الآن حيث كان فيها نهر يعج بأفراس النهر والتماسيح والسلاحف والأسماك، وفيها كذلك غابات وأراض أشبه بالسفانا وكانت تسرح فيها حيوانات لم يعد لها وجود حاليا في أي مكان من الجزيرة العربية كالفيلة ووحيد القرن والزراف والنعام وغيرها. المواقع الأثرية تشمل هذه العمليات العديد من المواقع الأثرية ومن أهمها مواقع جزيرة أم النار والقطارة وحفيت وهيلي والجيمي في إمارة أبوظبي وخور دبي والقصيص بدبي ومليحة وتل الأبرق والخان والحلو ودبا الحصن في الشارقة وسيح الحرف برأس الخيمة والدور والشبيكة بأم القيوين والجبلية وسكمكم ودبا ومسافي والبدية والبثنة بالفجيرة ومصفوت والزوراء والخنفرية بعجمان. وحصرت جمعية التراث العمراني بدبي في إحصائية أصدرتها في شهر أبريل الماضي بمناسبة احتفال الدولة بيوم التراث العالمي عدد المباني التاريخية والأثرية التي قامت بتسجيلها مبدئيا في الدولة بنحو 3100 مبنى تاريخي من بينها 600 في أبوظبي، و550 في دبي، و600 في الشارقة، و50 في عجمان، و150 في أم القيوين، و550 في الفجيرة، و600 مبنى تاريخي في رأس الخيمة. الصيد والفروسية يشكل المعرض الدولي للصيد والفروسية ملتقى تراثياً ثقافياً ويعبر عن ركيزة أساسية في استراتيجية تراث أبناء الإمارات في صون القيم والعادات والتقاليد التي يعتزون بها ومنبرا للترويج عالميا لحضارة ممتدة توارثها الأجيال، كما يعد محطة مهمة على خارطة المعارض الدولية المتخصصة لما يجسده من جهود في ترسيخ ثقافة الصيد المستدام وتشجيع استراتيجيات الحفاظ على التراث والقيم الأصيلة التي تتميز بها حضارة دولة الإمارات. وافتتح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات في 5 سبتمبر 2012 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض المعرض في دورته العاشرة على التوالي بمشاركة أكثر من 630 عارضا من 40 دولة من مختلف أنحاء العالم. وأكد سموه أن دولة الإمارات كانت ولا تزال في مقدمة الدول التي تعمل بشتى الوسائل للحفاظ على تراثها الغني والقيم، الأمر الذي يحظى باحترام وتقدير من العالم أجمع، إضافة إلى مساهمتها المباشرة في حماية التراث الإنساني المشترك بين الأمم والشعوب. وقال سموه، إن المعرض بات مهرجانا وملتقى لمحبي التراث والصحراء وهواة الصيد وركوب الخيل والشعراء ومحبي الإبل والسلق والمهتمين بالحفاظ على الطبيعة. وينظم المعرض نادي صقاري الإمارات بالتعاون والتنسيق مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويحظى بدعم ورعاية كل من مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة، ومزرعة الوثبة ستود، ومجلس أبوظبي الرياضي وشركة أبوظبي للاستثمار وشركة توازن التي ترعى قسم الأسلحة في المعرض. ونجح المعرض في استقطاب العديد من المؤسسات الدولية المرموقة في مجال السياحة التراثية والحفاظ على الحياة البرية ومنها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وجمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين والرابطة العالمية للصقارة والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية. «قصر الحصن» شاهد على إنجازات أبوظبي احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في 28 فبراير 2013 ولمدة 10 أيام متواصلة بذكرى مرور 250 عاماً على بناء قصر الحصن الذي يتوسط العاصمة أبوظبي ويعتبر من أبرز معالمها التاريخية التي تحكي قصة ابن الإمارات مع الأرض والتاريخ والأصالة والعراقة. ويرتبط القصر ارتباطاً وثيقاً بإمارة أبوظبي، بدءا من اكتشاف الماء العذب فيها وتشييده في قلب العاصمة. وبعد أن كان في الماضي برجاً أقيم لحماية بئر المياه العذبة التي اكتشفت في العام 1761 أصبح مع مرور الوقت مكانا أثيرا يضم في جنباته العائلة الحاكمة وحصنا منيعا في المدينة الصغيرة التي بدأت تتوسع بسرعة مذهلة لتصبح من أجمل وأروع المدن التي تجمع معادلة الأصالة والمعاصرة. وعاصر القصر أكثر مراحل تاريخ الإمارات ازدحاما بالأحداث والمنعطفات التي طرأت على حركة سير التاريخ في الإمارات ومنطقة الخليج وهو يشهد على إنجازات خالدة لحكام آل بوفلاح، وبذلك خلد مسيرتهم الرائدة التي أرست دعائم السياسة الداخلية والخارجية للدولة وتحولت بالمجتمع إلى واقع مفعم بالرفاهية والرخاء والاستقرار. ويحظى القصر بمكانة كبيرة انطلاقا من كونه نقطة البداية لنمو وتقدم إمارة أبوظبي ولأنه بقي على مدى قرنين الملاذ والمنزل ومقر الحكم والإدارة لآل نهيان حكام أبوظبي. فعاليات ومهرجانات تراثية تحرص الإمارات على الحفاظ على موروثها الثقافي والتراثي من خلال عدة فعاليات في كافة أنحاء الدولة على مدار العام من بينها أيام الشارقة التراثية، وعروض المتاحف والقرى التراثية في مدن الدولة، والمهرجانات التراثية مثل مهرجان ليوا للرطب ومهرجان الظفرة لمزاينة الإبل بالمنطقة الغربية ومسابقات الصيد بالصقور وسباقات الخيل والفروسية والقدرة والقوارب والمحامل الشراعية والهجن العربية الأصيلة وغيرها من الفعاليات التراثية. بيت الهوية الوطنية يعد نادي تراث الإمارات الذي يحظى برعاية ودعم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، أحد صروح الإمارات التي تعمل من أجل المحافظة على التراث والهوية الوطنية، وحفز الأجيال على التمسك بتراث الآباء والأجداد وغرس القيم والعادات والتقاليد والممارسات الأصيلة في نفوسهم. وأشاد وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” زار مقر النادي واطلع على أنشطته بدوره وجهوده في المحافظة على الهوية الوطنية وإحياء التراث الشعبي. وينظم النادي على مدار العام المئات من الفعاليات والملتقيات والمهرجانات من خلال مراكزه ومقاره في أبوظبي والعين وسويحان وجزيرة السمالية والقرى التراثية ومدرسة الإمارات للشراع ورابطة هواة الفلك العديد من الأنشطة التي ترسخ الموروث الشعبي وتحيي مفردات التراث وتربط الأجيال بجيل الآباء والأجداد لكي يحافظوا على التراث الوطني. ونفذ النادي بنهاية عام 2011 ما يزيد على 500 نشاط، من بينها ملتقى السمالية الصيفي في دورته الثامنة عشرة بمعدل مشاركة تبلغ نحو ألفين و200 طالب وطالبة وبرامج القوافل الثقافية في كافة أنحاء الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©