الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آنا ماري:نبي الإسلام النموذج المثالي للكمال الأخلاقي

آنا ماري:نبي الإسلام النموذج المثالي للكمال الأخلاقي
5 يوليو 2015 10:34
أحمد مراد (القاهرة) ولدت المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل في 7 أبريل 1922 في مدينة إرفورت بوسط ألمانيا لعائلة بروتستانتية، وكانت منذ طفولتها شغوفة بكل ما يتعلق بالشرق، ومعجبة بكل ما هو روحاني وصوفي في الإسلام، تعلمت العربية وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وتلقت دروساً في مبادئ الدين والتاريخ الإسلاميين. وانتهت من رسالة الدكتوراه، وهي في التاسعة عشرة من عمرها ونشرتها عام 1943 في مجلة «عالم الإسلام» تحت عنوان «الخليفة والقاضي في مصر في العصور الوسطى المتأخرة»، وفي عام 1951 حصلت على دكتوراه ثانية عن مصطلح الحب الصوفي في الإسلام، ثم ترجمت بناء على طلب بعض علماء الاجتماع الألمان مقاطع طويلة من مقدمة ابن خلدون، وكانت تلقى محاضرات عن التصوف الإسلامي، وهي المحاضرات التي كونت فيما بعد أحد أهم كتبها «الأبعاد الصوفية في الإسلام»، وبعد إحالتها إلى التقاعد عام 1992 واصلت الكتابة عن الإسلام بالألمانية والإنجليزية لتقريبه من قراء هاتين اللغتين، وكان من أبرز كتبها المنصفة لنبي الإسلام كتاب «وأن محمداً رسول الله»، وكانت أنباء قد ترددت عن إسلام شيمل، غير أنها لم تشهر إسلامها حتى وفاتها في 2003، ويصفها المفكر الإسلامي عبد الحليم خفاجي في معظم كتبه بـ «مؤمنة آل فرعون». الشهادات المنصفة وعلى مدى مشوارها العلمي والفكري كتبت ماري شيمل العديد من الشهادات المنصفة لنبي الإسلام، وفي كتابها «وأن محمداً رسول الله» خصصت فصلاً كاملاً لمناقشة كون محمد صلى الله عليه وسلم «رحمة للعالمين»، وكيف أن هذا الوصف القرآني يعبر تعبيراً جيداً عن وضع النبي في علم الكلام وفي الدين الإسلامي. وربطت المستشرقة الألمانية بين رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتداله وتقول: لقد ارتدى عباءة شرف صفة الرحمة، وعندما اتخذت الرحمة شكلاً أُرسل إلى الخلق، إن جانباً مهماً من علم النبوة هو دور محمد صلى الله عليه وسلم، كشفيع لأمته وهو دور مرتبط برحمته. وتستشهد المستشرقة ببعض الأحاديث النبوية التي تثبت هذا الدور للنبي من بينها الحديث الذي يقول «إن الله يحشر الناس جميعاً في يوم القيامة ويطلب الخلق من بعض الأنبياء أن يشفعوا لهم عند الله فلا يجدون هذه الشفاعة فيذهبوا في النهاية إلى محمد صلى الله عليه وسلم الذي يُمنح الشفاعة فيشفع لهم»، مؤكدة أن شفاعة الرسول جزء من كونه «رحمة للعالمين». النموذج المثالي وفي شهادة أخرى تقول المستشرقة الألمانية: لقد أصبح النبي صلى الله عليه وسلم النموذج المثالي للكمال الأخلاقي، وكل ما فعله أصبح مثالاً لأتباعه، وصلواته ودعواته أصبحت صيغاً يكررها المسلمون كنموذج، وأقواله المرتبطة بمعظم شؤون الحياة والدين أصبحت وصايا، وأهم ما يميز هذا كله شعور النبي صلى الله عليه وسلم بالتواضع أمام الله والتوكل عليه، فهو دائماً مدرك لحاجته إلى العفو والمغفرة ومعطياً في ذلك المثال لأمته لكي تصلي وتدعو، وهي مدركة لضعفها الإنساني. الأسوة الحسنة وتؤكد شيمل على أن تقليد محمد صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأفكاره النبيلة باعتبارها الأسوة الحسنة قد أمد المسلمين من المغرب إلى أندونسيا بوحدة في العقل والعمل، فالكل يعرف ماذا يقول، وماذا يفعل في الشأن الإنساني أو الديني المعين مقلداً أو متبعاً لفعل النبي. وفي تفسيرها الصوفي للإسلام تشير المستشرقة الألمانية إلى أن محمداً اكتسب عند الصوفية لقب «حبيب الله»، وأن هذا اللقب أصبح فيما بعد مقبولاً عند المسلمين، ويقابل بعض الألقاب الأخرى التي لقب بها بعض الأنبياء السابقين مثل لقب «خليل الرحمن» الذي وُصف به إبراهيم، ولقب «كليم الله» الذي وُصف به موسى، وتستنتج ماري من لقب «حبيب الله» أن الإسلام يمكن أن يوصف بأنه «دين الحب»، مؤكدة أن حالة الحب الكامل نسبت إلى محمد ولم يوصف بها نبي آخر. وقالت: «لا تلوموني على حبي لرسول الإسلام، حبي وشغفي بالإسلام ورسوله بلا حدود حتى إن البعض يقول إنني أخفي إسلامي وأنا أقول مقولة لأحد الشعراء»، وقد أكون كافراً أو مؤمناً، فهذا شيء علمه عند الله وحده، ولكن أود أن أنذر نفسي كمحب مخلص لسيد المدينة العظيم محمد رسول الله. حبي وشغفي بالإسلام ورسوله بلا حدود
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©