الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أطفال العراق في جحيم «داعش».. رشاش زائد رشاش يساوي رشاشين!

أطفال العراق في جحيم «داعش».. رشاش زائد رشاش يساوي رشاشين!
16 ديسمبر 2016 00:25
مخيم حسن شام (أ ف ب) تقول ملاك الطفلة العراقية مبتسمة رغم ملامحها الرصينة «تحسنت حال والدي بعد أن جئنا إلى هنا». وتؤكد الطفلة النازحة أنها «خرجت من الجحيم» بعدما قضت أكثر من سنتين مع أسرتها تحت رحمة الإرهابيين والخوف من المعارك. ويروي فيصل البالغ مثلها إحدى عشرة سنة ويقف إلى جانبها متحدثاً مثل الكبار «نريد أن نعود إلى ديارنا، فأبي لا يجد عملاً، ونشعر بالبرد هنا ولا نأكل كفاية». وكان فيصل وهو أكبر أطفال الأسرة الخمسة، يتحدث والمطر يهطل على خيمة الدراسة التي وفرتها منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف). وأفاد «موليد وارفا»، الذي يدير مكتب يونسيف في أربيل، بأنه فقط في هذا المكان حيث تتوافر الدروس والأنشطة والألعاب يعود هؤلاء العراقيون الصغار «أطفالا». ويوضح «لقد شاهدوا عمليات تدمير وشاهدوا الموت وعاشوا وسط معارك قاسية واستمعوا إلى دوي انفجارات ضخمة، وكل هذا له تأثير على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال» الذين يشكلون نصف العراقيين، وبالتالي نصف النازحين. ومن بينهم أطفال دخلوا قبل الأوان سن البالغين ويؤمنون دعماً لأسرهم المفقرة والمكلومة والنازحة. وفي ممرات مخيم «حسن شام»، حيث يعيش فيصل وملاك، تتولى الفتيات نشر الغسيل أو يساعدن أمهاتهن في غسل الأواني، في حين يتولى الفتيان المتدثرون في ثياب صوفية مبللة نقل صناديق أو مغلفات المساعدة الإنسانية مع آبائهم. وذكرت «سوزدار صالح»، الطبيبة النفسانية التابعة لمنظمة «تير دي زوم» (أرض البشر) التي تتابع كل يوم هؤلاء الأطفال في حركتهم جيئة وذهاباً، «يجب أن يغادروا الخيام ويتحدثوا مع أناس آخرين يستمعون إليهم بدلاً من سماع أقاربهم يتحدثون عن الحرب». فهؤلاء الأطفال حرمت غالبيتهم من التعليم منذ سيطرة الإرهابيين على مناطقهم في 2014. وبعد عامين من انقطاعها عن الدراسة، تأتي ملاك كل يوم إلى مركز «يونسيف» لاستئناف دراستها. وتقول الطفلة التي تطمح لأن تصبح «صحافية أو دكتورة»، «إن الإرهابيين فتحوا مدارس في قريتها لكنها كانت لقاء رسوم وكان يفرض على الفتيات ارتداء حجاب طويل أسود». وتقول: «هناك ما كانوا يعلموننا أشياء تجعلك تصبح مهندساً أو طبيبا بل فقط (رشاش زائد رشاش يساوي رشاشين)». وتطالب المنظمات الدولية بحماية حقوق الأطفال في العراق الذي كان مثالاً إقليمياً في مستوى توفير الرعاية الصحية والتعليم. وأجبر الإرهابيون الذكور من الأطفال على حمل السلاح وحولوا الفتيات إلى سبايا. وتشير «يونيسيف» «إلى أن طفلاً من ثلاثة على الأقل في العراق بحاجة إلى مساعدة إنسانية كما أن 3,5 مليون طفل لم يعودوا يتلقون تعليماً». ويشهد العراق منذ سنوات نزاعات، لكن الأمور تدهورت أكثر مع دخول إرهابيي تنظيم «داعش» إلى الموصل حيث يعيش فيصل وملاك. وتقول ملاك التي ارتدت معطفاً صوفياً أسود طويلاً: «إن العنف كان يطبع كل نواحي الحياة، من الكتب المدرسية إلى الأسرة حيث كانت تعيش مع أخوته وأخواتها الخمسة ووالديها في خوف مستمر». وتتابع الطفلة «والدي عمل شرطياً في السابق وكان الإرهابيون يهددونه بالذبح». وتضيف: «أما الآن وبعيداً عن الإرهابيين، ورغم البرد والعيش في خيمة نحن جميعاً سعداء وخصوصا أبي». وتسترسل ملاك «أمي وأبي يلعبان معنا ويضحكوننا حتى ننسى، لأننا استعدنا حياتنا بعد الجحيم». أما فيصل، فإنه لا يقوى على نسيان «الانفجارات والطائرات والقنابل»، التي أجبرت أسرته على الفرار من منزلها للجوء عند أقارب على مشارف الموصل. ويتذكر فيصل الذي لا تكاد تهدأ حركة عينيه «لا يكاد يتوقف الدوي، لم يكن بإمكاننا النوم». وفي هذه الأثناء، وقبل أن يتمكن من تجاوز كل ما حصل معه، تمكن فيصل من قطع مرحلة أولى. ويقول: «إني سعيد لأني أصبحت أنام الآن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©