الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة لوتاه: ذاتي في التجريد واكتشافها عبر اللون

فاطمة لوتاه: ذاتي في التجريد واكتشافها عبر اللون
5 يوليو 2013 23:30
جهاد هديب (دبي)- أنجزت الفنانة فاطمة عبد الله لوتاه عبر العديد من الأعمال الأخيرة التي انتهت منها موقفا معرفيا ينطوي على موقف إنساني وأخلاقي من هذه الأحداث التي تمرّ بها المنطقة العربية منذ أكثر من عامين، فعرضت العديد من هذه الأعمال في إيطاليا وسواها كما أنجزت أعمال أخرى سوف ترى النور قريبا من بينها رسومات خاصة لكتاب شعري للأطفال بالتعاون مع الشاعر المصري أحمد بخيت الذي كتب القصائد. وقالت الفنانة فاطمة لوتاه في حديث مع “الاتحاد”، “في الفترة الأخيرة ركزت على الطفولة وخاصة بعد هذا “الخريف العربي”.. حيث لي أعمالا كثيرة في صفحتي على الفيس بوك وكذالك فيديو عن حدث قمت به في مهرجان فني في ايطاليا عن أطفال الحولة في سوريا وهو موجود في موقع الفيديو “يوتيوب” بهذا العنوان:fatma lootah women in art” وذلك بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات التي حملت عنوان: “سوريا.. ما ذنب الطفولة”. وترى الفنانة أن الطفولة كانت هي الضحية الأكبر لما تسميه بالخريف العربي إجمالا وخاصة في سوريا “فهم الذين يدفعون أثمانا أكثر من سواهم”، فأوضحت أنها وتحت ضغط لحظة محددة من الصعب الغوص في تفاصيلها قد أنجزت “سوريا.. ما ذنب الطفولة” خلال ليلة واحدة بمعدل لوحة لكل عشرين دقيقة، مؤكدة أن “تراكمات من أحاسيس ومشاعر لا حصر لها بدأت مع الأحداث في تونس ومصر وليبيا، ولكن تجاه ما يحصل في سوريا أحسست أن فكرة العمل “سوريا.. ما ذنب الطفولة” قد أوشكت على الوصول وهذا ما حدث فخرجت كل تلك المشاعر إلى السطح التصويري دفعة واحدة”. وتضيف “أما في ما يتصل بالديجتال فقد أنجزته بالروح ذاتها التي أنجزت فيها العمل السابق ووجد تفاعلا من قبل متلقيه على الموقع”. وأكدت لوتاه أن لديها مشاريع أخرى تتعلق بالطفولة ذاتها وفي أفق ما يحدث في المنطقة العربية “لكن يصعب الحديث عنها ما دامت لا تزال مجرد مشاريع أو أفكار قائمة تحتاج إلى تنفيذ”. وكانت الفنانة قد بدأت تجربتها الفنية في سن الثالثة عشرة من عمرها عندما بدأت تكتشف مقدرتها على الرسم ليس على الورق وحده فحسب بل على الجدران بواسطة ما تخلفه النار من أصابع الرماد “الكربون” وكذلك على الرمل بالعصا، حيث اكتشفت أن كل عمل تقوم به من هذا النوع يجعلها تكتشف شيئا جديدا، بحسب ما أوضحت. كما انتقلت إلى بغداد للدراسة في كلية الفنون، نهاية السبعينات في الوقت الذي لم يكن من الممكن للمجتمع أن يتقبل دراسة المرأة للفنون فكيف هي الحال إذا انتقلت إلى بغداد أيضا. وبعد بغداد انتقلت فاطمة لوتاه لمتابعة الدراسة في أميركا وهناك اكتشفت الفارق بين المدرستين، فهي في بغداد قد تعلمت واكتسبت العديد من الأدوات التي تجعلها قادرة على التعبير عن نفسها، وفي أميركا مُنحَت مرسما خاصا بها وتُركت لترسم وترسم إلى أن تكتشف ذاتها كفنانة وخصوصيتها كرسّامة، لتستقر بها الحال متنقلة بين محترفها في الشمال الإيطالي ومدينة (دبين) مؤكدة أنها بذلك قد وقفت على بوابة الطريق الفني. وعن واحدة من المراحل الأبرز في حياتها الفنية والتي قدمتها للساحة العربية والمحلية كانت المرحلة التي امتدت من العام 1984 حتى العام 1991، وهي مرحلة كان موضوعها الأساسي هو المرأة، فكان العمل الفني معادلا موضوعيا لأفكار ومشاعر تتعلق بهذه الثيمة التي ظلّت تتكرر إلى أن استنفدت تماما كما تقول، ليحدث بعد ذلك انقطاع عن الرسم دام لعشرة سنوات متتالية. في هذه المرحلة تنقلت اللوحة بين الواقعية والتجريدية التعبيرية وسواها من الاتجاهات الفنية التي تشير إلى فكرة ما من خلال اللوحة اكثر مما تصرّح بها، غير أن الأبرز على المستوى التقني هنا هو معالجة السطح التصويري والسلاسة التي كانت تقدم بها فاطمة لوتاه أعمالها من خلال هذه الاتجاهات تبعا لما تريد أن توصله لمتلقي عملها كالتعبير عن الغضب. ومع مطلع الألفية عاودت الرسم، لكن كان التجريد هو الاتجاه الأكثر تعبيرية عن المرحلة الجديدة في رحلتها الفنية، أي أن اللون بوصفه “ضوءا” أو “نورا” بالمعنى الصوفي والوجداني للكلمة هو الذي سوف يجعل المتلقي يقطع تلك المسافة التي تفصله عن العمل، مثلما تقول الفنانة، وتضيف: “أي خلق فني أساسه اللقاء مع النور، وأي فنان لن ينجح في خلق خط أو اتجاه خاص به إذا لم يكن مصدر هذا الخلق هو الروح. هذه حقيقة الفن بالنسبة لي”. مؤكدة: “أجد ذاتي في التجريد وأعيد اكتشافها من خلال اللون”. وتتابع لوتاه “من الصعب الحديث عن جوهر الفن، لذلك لم أُعْطِ بعد ما أتمنى أن أعطيه لأقول بأنني قد قدمت شيئا ما إذا دخل متلقي إلى معرض لي وقال إن اللون جميل، قد أشعر بذلك حقا إذا أدرك المتلقي ذاته بأن هذا اللون مصدره الروح، سأكون سعيدة بذلك إذ أُسعد مَنْ هم حولي”. وأخير تقول لوتاه “لقد اندفعت إلى محاولة اكتشاف نفسي من خلال الرسم عبر معادلة من هذا النوع: ما الذي يمكن أن أعطيه في اللوحة عندما أعيد اكتشاف نفسي، وما الذي يعنيه أن أكون فنانة؟ فأكتشف أن مشواري الفني ما زال طويلا وصعبا وأنني في بداية الطريق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©