الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الحداد: لا حَظّ في الإسلام لمن ترك الزكاة

أحمد الحداد: لا حَظّ في الإسلام لمن ترك الزكاة
22 يوليو 2014 20:00
الزكاة هي في جملتها تطهير للنفس ومساحة واسعة من أعمال البر والخير والمسلم الذي يحرص عليها يشعر براحة وطمأنينة لكن ركن الزكاة الذي يعد من الأركان العظيمة في الإسلام يغفل عنه بعض الناس ويجهل فقه كثر على الرغم من اقتران إيتاء الزكاة بإقامة الصلاة في العديد من آيات القرآن الكريم في الحلقة الثانية للزكاة يجيب كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد عن أسئلة لها حضور قوي في بال العديد من الناس بحجة بالغة ومنطق ديني قويم يستند إلى العلم والفقه. حول جزاء من لا يخرج زكاة المال أو ما يختص بالذهب والفضة والأنواع الأخرى منها في الدنيا والآخرة يقول كبير المفتين، ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد إن الزكاة فريضة إسلامية كالصلاة والصيام والحج، فهي الركن الثالث من أركانه العظام التي بني الإسلام عليها، كما أخرج الشيخان من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»، مؤكداً أنه «لا حظ في الإسلام لمن تركها، كما ورد «الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له». نماء وبركة يؤكد الحداد «اختصت فريضة الزكاة بالترغيب الشديد في أدائها، والترهيب المؤكد من تركها، ففي الترغيب جعلها الله تعالى مطهرة للنفس البشرية، من دنس الشح والأثرة، كما قال تعالى : «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا» وأي فضل يدركه المرء في حياته أفضل من التزكية للنفس والتطهير للمال؟ وهي نماء وبركة للمال فبها يحفظ وينمو بالبركة والنفع. ومن لم ينتفع بذلك أعد الله له عذابا أليما، لم يكن مثله في ترك سائر الأركان، مشيراً إلى أن هذا المال إنما يراد ليكون نعيماً للإنسان لا أن يعذب به، فإذا انقلب ليكون عذاباً فهو نقمة على المرء، ولا تذهب عداوته وشره إلا بأداء حق الله فيه من زكاة ونفقات واجبة، وصدقات، وقد أمرنا الله تعالي بألا نكنز المال ولا نبخل فيه لكي يكون دولة بين الناس، فينتفع الجميع به وتعمر به الأرض وتسد به حاجتهم، كما قال سبحانه : «وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ» [الحديد: 7] الصلاة والزكاة عن اقتران بعض الآيات بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، يقول الحداد إن اقتران الصلاة بالزكاة في نحو ثمانين آية من الكتاب العزيز دليل واضح على ما بينهما من التلازم، وأن الصلاة تدعو إلى أداء الزكاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن المنكر ترك أداء الزكاة التي هي حقوق العباد، وهذا ما فهمه الصديق رضي الله تعالى عنه مع مانعي الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها» ووافقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ذلك وقاتلوا تحت رايته، فكان إجماعاً منهم على أهمية الزكاة في الإسلام، وأن تركها هدم له، لأنها الحق الاجتماعي الذي يتعايش الناس به، فتستقيم حياتهم، وإلا لبغى بعضهم على بعض. حولان الحول حول أفضل الأيام التي يخرج المرء فيها زكاته، يوضح الحداد أن الزكاة ليس لها وقت محدد في الإخراج إلا حولان الحول عليها، فمتى تم الحول وجب إخراجها، سواء كان في رمضان أو في غيره، لأن الشارع الحكيم جعلها لسد حاجة الناس المتجددة في كل يوم وليلة، فتوقيتها بشهر رمضان مثلاً يمنع الفقراء حقهم منها في سائر العام، فكانت حكمة الله تعالى أن جعلها دائرة عليهم في سائر الشهور والأيام بحسب حولان الحول عليها لدى كل واحد من الناس ونعم ثواب الزكاة والصدقات في رمضان أعظم أجراً وأكبر أثراً، لأن الفريضة فيه كسبعين فريضة فيما سواه، والنافلة فيه كالفريضة في غيره، إلا أن ذلك لا يبرر تأخيرها إذا حال حولها قبل رمضان، ويكون الإنسان مقصراً في أداء واجبٍ بعد فرضه، فكان من الواجب إخراجها عند تمام حولها من غير تأخير. ويقول إنه يجوز للإنسان إن أراد أن يخرجها في رمضان ولم يكن قد حال حولها فيه؛ أن يقدم إخراجها فيه ويحسبها عند تمام الحول، كما يجوز له أن يقدمها في سائر السنة إن رأى أن ذلك أنسب له مع حاجات الناس المتجددة والملحة عليه. أحكام وفوائد عن أحكام الزكاة فوائدها، يورد الحداد أن للزكاة أحكاما لابد من مراعاتها من حيث وجوبها وصرفها. فتجب على المرء المسلم ذكراً كان أو أنثى صغيراً أو كبيراً، سواء كان المالك لها مكلفاً أم غير مكلف لأنها حق المال، وتجب في ستة أصناف من الأموال هي : الحبوب والثمار وبهيمة الأنعام والنقدين وعروض التجارة وفي الركاز - وهو دفين الجاهلية - وفي الخيل على خلاف، وتجب في هذه الأموال بشروط معروفة عند الفقهاء وطلاب العلم، من حيث أنصبتها والقدر المخرج منها، وتمام حولها في غير الحبوب والثمار والركاز. أما صرفها فشرطها أن تكون للأصناف الثمانية المبينين في آية الصدقات {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 60] فقد بينت الآية الكريمة المستحقين للزكاة، فلا يجوز أن تصرف لغيرهم ولا تبرأ الذمة بصرفها لغير مستحقيها الثمانية. كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: «إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات، حتى حكم فيها هو، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك» . كما أخرجه أبو داود، ذلك أن هؤلاء الأصناف هم الشرائح الموجودة في المجتمع التي تحتاج إلى عون ومساعدة. تحريم لحوم الحيوانات الميتة وقد تنتقل الكائنات الدقيقة للإنسان عن طريق الحيوانات، لذلك حرم الإسلام لحوم الحيوانات الميتة والدم ولحم الخنزير، والسباع والطيور الجارحة، والتي تتغذى على القاذورات، وقد أثبت العلم أن هذه الحيوانات ولحومها تشكل بؤرا لتجمعات هائلة وخطيرة من الكائنات الدقيقة الفتاكة بالإنسان. وقد كان عالم الكائنات الدقيقة غيباً في زمن النبوة وبعده حتى القرن الماضي، لكن التوجيهات الإسلامية في الطهارة والوضوء والغسل والنظافة في الملبس والمسكن وأماكن التجمعات، والتوجيهات في المأكل والمشرب والسلوك، لتشير كلها إلى هذه العوالم الخفية التي تعيش داخل أجسادنا وفوقها وحولها وتهاجمنا وتهددنا، موجودة وتتكاثر بأعداد فائقة وتصيب ملايين البشر. خارج الحدود عما إذا كان إخراج الزكاة باليد لمستحقيها أفضل أم عن طريق الجهات المعنية بتوزيعها، يذكر الحداد أن الأصل في أداء الزكاة أن يخرجها الإنسان بنفسه، ولأهل البلد الذين يشاهدون المال ويتطلعون إلى نيل شيء منه لسد حاجتهم، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لمعاذ رضي الله عنه: «تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم». وذهب الجمهور من أهل العلم، إلى صرفها لأهل البلد، حتى لا يتهم بعدم إخراجها، لكن أجاز بعضهم إخراجها خارج البلد إن كان إخراجها لمن هم أشد حاجة وفقراً، ولكن يتعين أن يكون ذلك عبر قنوات رسمية يؤمن معها أن تصل إلى مستحقيها ولا تخطئ هدفها. ومن أراد أن يخرج زكاته خارج البلد فليكن عن طريقه، إلا أن يكون للمرء أقارب ومعارف محتاجين وأمكنه ذلك بنفسه فهو أولى. الصدقة للقريب يؤكد الحداد أن الأقارب غير الأصول والفروع من الإخوان والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وكل من لم تجب عليك نفقته يجوز أن يعطى من الزكاة إذا كان مستحقاً لها بأحد أوصافها الثمانية، وهم أولى من غيرهم في هذه الحالة، فإن الصدقة للقريب لها أجران، أجر الصدقة وأجر الصلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©