لودز (أ ف ب) - تسببت 3 شابات بولنديات بزحمة سير خانقة، بعد أن توقف السائقون والمارة لمشاهدتهن وهن يقمن بحركات بهلوانية في إطار نوع من الرقص يعرف برقص العمود “بول دانسينج”، الذي تشتهر به الحانات الليلية! وتتمرن الشابات الثلاث على أعمدة إشارات السير في مدينة لودز، في الطرقات وسط الترامواي والحافلات، بسراويل سوداء وقمصان زهرية اللون، أمام المتعجبين والمعجبين، لتحسين صورة هذا الرقص الرياضي.
وقالت ناتاليا ستانيسلافسكا (27 عاماً) وهي مدربة “رقص العمود”، حائزة شهادة في الصحافة من جامعة لودز، إن “ردة فعل الشارع كانت جد إيجابية، فقررنا تنفيذ هذه الاستراتيجية لنشر هذا النوع من الرقص” كرياضة. وقد فكرت الشابات في إطلاق مبادرتهن هذه في الربيع الماضي خلال جلسة تصوير. وأكدت كارولينا كيسينسكا (25 عاماً) “نحن نعتزم كسر الصور النمطية المحيطة به، لذا قررنا التمرن عليه في الشارع”.
وتابعت ناتاليا “هذا الرقص نوع من الرياضة يتطلب قوة بدنية ومرونة، وهو أيضا نوع من الفنون يضم عدة حركات بهلوانية ... وليس بالصعب، لكنه يتطلب تمرينات منتظمة”. وسألت كارولينا، التي تدرس تكنولوجيا الجزيئات الحيوية في جامعة إلب في لودز، صديقتيها “بماذا نبدأ اليوم؟ بحركة الضفدعة أو العقرب أو المرأة الأجنبية؟”.
وقبل التوجه إلى الأعمدة رمادية اللون، تتأكد الشابات من عدم وجود زجاج محطم على الرصيف، لأن هذا الرقص يمارس بأقدام حافية. وحين تكون الأحوال الجوية مؤاتية، تتمرن الصديقات في الشارع مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
وقد حطت هذه الرياضة رحالها في بولندا قبل 5 أعوام قادمة من الولايات المتحدة وأستراليا، وهي تنتشر بسرعة في أوروبا الشرقية، رغم صورتها المرتبطة بالنوادي الليلية. وقالت ستانيسلاوا سزتوك وهي متقاعدة تعيش في الحي توقفت للتفرج على الشابات “هن حقا رائعات!”. وأضاف الطالب كونراد شاشولا أن “هذه الفكرة فريدة من نوعها، وهي تجذب انتباه المارين لكنها قد تكون خطرة، بالنسبة إلى السائقين”.
وقد جرت الأمور على خير ما يرام بالنسبة إلى الصديقات، لكن الحظ لم يحالفهن اليوم. فقد أتى شرطي وسألهن إذا كن قد حظين برخصة لممارسة هذا النشاط على الأعمدة. فأجابت كارولينا “لكننا لا نقوم بأي عمل سيئ، ونحن لا نعرض حتى الأعمدة للضرر”. وقد وجهت الشرطة إليهن إنذاراً، ودونت أسماءهن وطلبت منهن التوقف ... حتى إشعار آخر.
عدد اليوم
