انطلاقة صاروخيّة شهدتها الحلقات الأولى من مسلسل «باب الحارة 6» الذي يعتبر من أنجح مسلسلات البيئة الشاميّة، ويعرض بجزئه السادس على العديد من القنوات أبرزها ام بي سي، وال بي سي دراما وال بي سي الفضائية اللبنانية، خلال شهر رمضان الفضيل.
حيث تجمع «حارة الضبع» أبطالها والجمهور العربي معاً من جديد، ليتشاركوا أحداث يوميّات الحارة، بين دكاكينها، منازلها، ساحاتها، وأزقّتها.
يحمل الجزء السادس عدداً من المفاجآت، كما يشهد دخول شخصيات جديدة، أهمها، «أيمن زيدان» في شخصية «أبو ظافر»، الذي يسعى إلى منافسة (عباس النوري) «أبو عصام» على زعامة «حارة الضبع».
كما يعود مصطفى الخاني في شخصية «الواوي» إلى جانب شخصية «النمس».
وتطل مرح جبر في دور يقلب مجرى الأحداث، وتتسبّب بمشاكل لا حصر لها في الحارة، خاصة بين «أبو عصام» و«أم عصام».
وبوفاة الممثل القدير وفيق الزعيم، لم ينته دور شخصية «أبو حاتم»، بل يكمله الممثل القدير سليم صبري.
مفاجآت ?وخبايا ?الحارة
لم يحظَ عمل تلفزيوني بضجة مماثلة لتلك التي حظيت بها دراما البيئة الشامية «باب الحارة»، من تأليف الكاتبين سليمان عبد العزيز وعثمان جحا، وإخراج بسّام الملا وعزام فوق العادة.
ولم تحقّق شخصية درامية نجاحاً يجعل الجمهور متعلقاً بها وينتظر عودتها، بقدر انتظار عودة عبّاس النوري في شخصية «أبو عصام»، الذي غاب أو غُيّب درامياً منذ نهاية الجزء الثاني، ليعود ويظهر بطلاً في الجزء السادس.
ولن يكون النجم السوري وحيداً هذه المرّة، بل يعود معه نجوم «باب الحارة» الذين تعلّق بهم الجمهور منذ انطلاقة دراما البيئة الشامية الأنجح، ويعد بالكثير من المفاجآت والتشويق على مستوى الحبكة والأحداث ومن خلال الشكل والإيقاع، وكذلك لجهة انضمام نجوم جدد على رأسهم أيمن زيدان، وسليم صبري، وعبد الهادي الصبّاغ، وميسون أبو أسعد، ومرح جبر، وجهاد سعد.
كما تستكمل بقية الشخصيات أدوارها ومنها صباح الجزائري، ووائل شرف، وميلاد يوسف، ووفاء موصللي، وليليا الأطرش، وشكران مرتجى، ومحمد خير الجرّاح، ونزار أبو حجر، وهدى شعراوي، وعلي كريم، وغيرهم.
كما يطلّ مصطفى الخاني في شخصية جديدة هي «الواوي»، بموازاة شخصيته الشهيرة «النِمس».
مفاجآت ?وخبايا ?الحارة ?بدأت ?تظهر ?تباعاً، ?أولاها ?رسالة ?وصلت ?من ?سجن ?أرواد ?تتعلّق ?بأبو ?عصام (?عبّاس ?النوري)?، ?و?زيارة ?سيّدة ?فرنسيّة ?تُدعى ?ناديا (?ميسون ?أبو ?أسعد)?، ?تسأل ?عن ?أبو ?عصام، ?كاشفة ?أمام ?أهل ?الحارة ?أنها ?الممرّضة ?التي ?أشرفت ?على ?علاجه، ?بعد ?تعرّضه ?لوعكة ?صحيّة ?في ?السجن، ?وأنّها ?رأته ?لآخر ?مرّة ?منذ ?حوالي ?شهر.
?ظهور ?ناديا ?وسؤالها ?عن ?أبو ?عصام ?أرعب ?أهل ?الحارة، ?الذين ?شكّكوا ?في ?إمكانيّة ?أن ?يكون ?الأخير ?ما ?زال ?على ?قيد ?الحياة.
من جهة ثانية، بوادر مشاكل عادت تظهر في الحارة، مزعزعة أمنها، ما أثار الشكّ بالوافد الجديد إليها «الواوي» (مصطفى الخاني)، خاصّة من قبل عصام (ميلاد يوسف)، الذي قرّر المواجهة ووضع حدّ للواوي.
النجوم وأدوارهم
وتعتبر مشاركة النجم القدير أيمن زيدان في «باب الحارة 6» عامل تشويق لعمل دخل بشكل أو بآخر عنصر التكرار، حيث يجسد شخصية «أبو ظافر» الذي تعود أصوله للحارة التي غادرها قبل زمن طويل إلى حلب فجمع ثروة، ثم عاد مع عائلته إلى الحارة، ساعياً إلى الاستحواذ على زعامتها بأمواله في غياب «أبو عصام» ويستطيع ?ذلك ?نوعا ?ما، ?لذلك ?فإن ?عودة ?أبو ?عصام ?المفاجئة ?تشعل ?الصراعات ?بينهما.
وعلى صعيد الأحداث الدراميّة الشيّقة في شخصيّات المسلسل، منها أداء النجم السوري مصطفى الخاني الذي يعود بشخصيّة جديدة، إلى جانب شخصيّة «النمس» الشهيرة الذي وصف بالـ «المشكلجي والطريف» بعد جملته «هالرقبة سدّادة»، والتي تردّدت كثيراً على ألسنة الجمهور والمشاهدين أي ما يُعرف باللازمة الكلاميّة، يأتي «الواوي» في المسلسل بشخصية مؤذية وشرّيرة، ليردد عبارة أخرى تلازمه، وعن سبب النجاح الجماهيري لشخصيّة «النمس»، يلفت الخاني إلى أن الشخصيات التي تشتهر بالمقالب والوصول إلى مبتغاها بطرق ملتوية، تبقى عالقة في الأذهان، منوهاً إلى أن الجزءين السادس والسابع هما من أقوى وأمتع الأجزاء، من خلال آلية العمل والنص والإخراج.
ْعودة «أبو عصام»
ويعد عباس النوري الجمهور بعودة مؤثّرة، بشخصيّة «أبو عصام»، لتستكمل علاقة التفاعل الجميلة التي نشأت بين الجمهور وعائلة أبو عصام، مضيفاً أن عودة «أبو عصام» تحمل خفايا وقصصاً كثيرة إلى الحارة.
النوري تمنّى أن تكون عودته عند حسن ظنّ الجمهور، الذي، وكما قال، حجز نفسه سلفاً لمشاهدة المسلسل خلال الشهر الفضيل، واصفاً العلاقة بين الجمهور والمسلسل بالجميلة والشفافة، ومضيفاً أن العمل يضمّ مجموعة من أبرز نجوم الدراما السوريّة، التي تجسّد شخصيّات جميلة في المسلسل، كما عبّر عن سعادته بمشاركة وانضمام النجم أيمن زيدان، والمخرج عزّام فوق العادة في الجزء السادس.
ولا يرى النوري استكمال شخصية «أبو عصام» غير منطقية، بعد انقطاع عن الشاشة على مدى ثلاثة أجزاء من المسلسل، بل يعتبرها «مقبولة ومنطقية للغاية وواقعية جداً»، مشدّداً على أنها «ستكون مؤثرة، ولها انعكاسات كثيرة على الأحداث اللاحقة في العمل».
ويقول النوري إن «عودة الشخصية إلى العمل، ستعيد معها ألفة العلاقات الاجتماعية والعائلية والإنسانية في الحارة، بشكل يتناسب مع زمن «باب الحارة» خلال مرحلة الانتداب الفرنسي لسوريا في ثلاثينيات القرن الماضي»، معتبراً أن «حميمية العلاقات والأزواج التي زخر بها الجزء الثاني تحديداً، سيعاد إحياؤها ومعالجتها مجدداً، كما سنرى أصالة نساء الحارة وشهامة رجالها».
«أبو عصام» الذي تميّز بالعقل والحكمة في التعامل مع شخصيات العمل، سيحافظ على الخصال ذاتها في الجزء الجديد، لكنه سيقع في المحظور، ويُغضب زوجته سعاد (صباح الجزائري)، التي بقدر فرحتها بعودة «الغالي»، ستعبّر عن استيائها من بعض التصرفات التي تصدُر عن زوجها.
ويعتبر النوري أن «باب الحارة» فيه اعتماد على حضور الممثل، «وبعدما صنع «باب الحارة» نجومية عربية لأبطاله ونجومه، سيكرّس نجوميتهم أكثر، وسيصدِّر ممثّلين حقيقيين، ويُعرّف الجمهور بشخصيات جديدة».
يشرح النوري أن «الجمهور جعل من ممثلي العمل نجوماً رغماً عنهم، وهو من يتحمّل خياراته، ولم نكن نتوقّع كممثلين كل هذا النجاح».
يُنافِس عبّاس النوري في الزعامة على «حارة الضبع» النجم أيمن زيدان، صاحب الإطلالات النادرة في مسلسلات البيئة الشامية.
فهل سيتمكّن زيدان من خطف الأضواء من عبّاس النوري ومنافسته في زعامة الحارة، ليكون نداً له؟ يُعلّق عبّاس النوري على هذا التساؤل، قائلاً: «أيمن ممثل كبير وخطير، لكن أتمنّى أن تكون زعامة الحارة من نصيبي!».
يُجسّد زيدان في العمل شخصية «أبو ظافر» الطامع بالزعامة.
باب الحارة.. حكايات ورحيل
عناصر الإبداع الموجودة في باب الحارة جعلته يحجز جمهوره سلفاً، ليحظى بإعجاب الناس، وهو ودّع مجموعة من نجومه منذ انطلاقته عام 2006 وحتى تصوير الجزء الجديد، حيث خسر العمل عدداً من الوجوه التي ساهمت في نجاحه، وكانت لها بصمة مميّزة في جماهيريته، وكانوا أعمدة أساسية في المسلسل، وأحبّهم الجمهور وأُعجب بهم، منهم وفيق الزعيم أبو حاتم، وعبد الرحمن آل رشي، وخالد تاجا، وسليم كلاس، وحسن دكاك، ومحمد رافع، وغيرهم.
عدد اليوم
