الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوقف» في المغرب تجربة متميزة تساعد المحتاجين

«الوقف» في المغرب تجربة متميزة تساعد المحتاجين
22 يوليو 2014 23:27
اهتم المسلمون بالوقف قديماً وحديثاً ونال منهم عناية خاصة واهتماماً كبيراً، لأنه يدخل في باب الهبات والعطايا التي يهبها المسلم في سبيل البر والإحسان، ودأب المسلمون على اختلاف مستوياتهم وشرائحهم الاجتماعية وبقدر استطاعتهم على وقف وتحبيس بعض ممتلكاتهم ليتم إنفاق ريعها على بناء المساجد وإصلاحها وتوظيف القيمين على بيت الله وتحفيظ القرآن وطباعة المصاحف. كان الوقف من الأعمال التي يسارع إليها المسلمون ابتغاء فضل الله سبحانه وتعالى ومرضاته، مصداقاً لقوله تعالى «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا»، ويبادرون إلى تحصيل ثواب هذا العمل الإحساني قدر استطاعتهم، لأنه من الفضائل التي حث عليها الإسلام واعتبرها من الأعمال الصالحة التي تخلد ذكر الإنسان في الحياة، وتزيد من حسناته باستمرار حتى بعد وفاته. تاريخ الوقف يقول الباحث في شؤون الوقف نور الدين الخياري: «ظهر الوقف في المغرب بمجيء الإسلام وتشييد المساجد، وازدهر بعد العناية التي أولاها الملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب له واعتبارهم إياه من أهم الأعمال الصالحة وفضيلة من فضائل الإسلام، وظهر اهتمامهم بشؤون الوقف والأوقاف في تشجيع المحسنين على إهداء أموالهم وتحبيس ممتلكاتهم على المساجد وتشريع القوانين المتعلقة بالوقف وتنظيمه وضبطه وتنمية الأوقاف بكيفية مستمرة وحمايتها وصيانتها». ويضيف أن «ثقافة الوقف عند المغاربة انتشرت بفضل تشجيع العلماء والفقهاء والشيوخ لعامة الناس على وقف أموالهم وتحبيس ممتلكاتهم المهمة لإنفاقها وصرف عائدها في البر والإحسان، خدمة للدين وإقامة فرائضه وشعائره، وتنمية لرصيدهم من الحسنات عند انتقالهم إلى الحياة الأخرى». ويشير الخياري إلى أن المغاربة اهتموا بهذا العمل الخيري فبنوا المساجد وأقاموا المنشآت الوقفية من حمامات وسقايات وأراضٍ زراعية ودور الضيافة وحوانيت وقاموا بتحبيسها على المساجد، خاصة مسجد القرويين بفاس أهم مساجد المغرب. ويضيف: «عرف الوقف نهضة كبرى في عهد المرينيين الذين حكموا المغرب لقرون، حيث اهتم ملوك بني مرين ببناء المؤسسات الوقفية الاجتماعية، إلى جانب المؤسسات الوقفية الدينية والثقافية، وإحياء بعض المدارس وتأسيس أخرى، إضافة إلى إنشاء المكتبات وتزويد القديم منها بالمؤلفات وتعمير وترميم المساجد، واستمر المغاربة على هذا النهج حتى في عهد الاستعمار الذي حاول النيل من الأوقاف وتجميد مداخيل لمنع المسلمين من القيام بشعائر الإسلام وتعليم الدين، وأفشل المغاربة مشروعه الرامي لتعطيل وظائف الوقف، واستمروا في بناء المساجد والمدارس والملاجئ والمستشفيات وغيرها من المنشآت التي توقف عليها أموال المسلمين». بعد اجتماعي واقتصادي عن دور الوقف في التنمية، يقول الباحث الخياري «ساهم الوقف والتحبيس من الناحية الدينية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية، حيث شيدت العديد من المساجد والمآثر التاريخية بفضل الأوقاف، وانتشر العلم وتزايد عدد المدارس والمعاهد والمكتبات، ما ساعد الطلبة على تحصيل العلم والتفقه في الدين، وساعدت أموال الوقف في تحسين ظروف المحتاجين واليتامى والأرامل والمسنين والمعوقين، وعلى المستوى الاقتصادي ازدهرت أشغال البناء والتعمير واستصلاح الأراضي بفضل أموال الوقف». وعرف المغرب مجموعة من الأوقاف التي لم تكن معروفة سوى في المغرب، حيث كان هناك وقف للتزويج ووقف للدواب والمرضى ووقف الحمامات ووقف لمستشفى المجانين، ووقف الموسيقى الأندلسية، وأوقاف العرائس لتجهيز العرائس الفقيرات، ووقف الأواني للخدم الذين كسروا آنية من الفخار ليأخذوا بدلاً منها سالمة، ووقف الديون لتسليف المحتاجين من دون فائدة، وأوقاف تعنى بإنشاء مساكن ومحال تجارية قصد إكرائها للمحتاجين. أوقاف عامة وخاصة تنقسم الأوقاف في المغرب إلى نوعين، أوقاف عامة وأخرى خاصة، أما العامة فهي التي توقف على جهة من جهات البر والخير، ولا يكون المحبس عليه شخصاً معيناً مثل العقارات المحبسة على خدمة المساجد والمستشفيات والمدارس والملاجئ ودور الأيتام، أما الأوقاف الخاصة وتسمى في المغرب بالمعقبة، فهي العقارات التي حبسها أصحابها على أشخاص معينين، كأن يحبس شخص داراً على أولاده الذكور ما تعاقبوا ليستمر انتفاعهم. وتتولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدعوة للوقف وإحصاء الأوقاف والمحافظة على أموالها وإدارتها واستثمارها وصرف ريعها على وجوه البر التي أوقفت من أجلها، وتسهر على الحفاظ على ديمومة هذه الممتلكات وإعادة تقييمها وجعلها تقوم بالدور الأساسي الذي ابتغاه له المحبسون، سواء في الجانب الديني أو الثقافي أو في الحياة العامة. وتسعى وزارة الأوقاف لسن وتطوير التشريعات المنظمة للوقف بما يحقق حماية الأعيان الوقفية وتنظيم صرفها في مصارفها المحددة في شروط الواقفين، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. باب الحارة.. حكايات ورحيل عناصر الإبداع الموجودة في باب الحارة جعلته يحجز جمهوره سلفاً، ليحظى بإعجاب الناس، وهو ودّع مجموعة من نجومه منذ انطلاقته عام 2006 وحتى تصوير الجزء الجديد، حيث خسر العمل عدداً من الوجوه التي ساهمت في نجاحه، وكانت لها بصمة مميّزة في جماهيريته، وكانوا أعمدة أساسية في المسلسل، وأحبّهم الجمهور وأُعجب بهم، منهم وفيق الزعيم أبو حاتم، وعبد الرحمن آل رشي، وخالد تاجا، وسليم كلاس، وحسن دكاك، ومحمد رافع، وغيرهم. مساجد المغرب بفضل الوقف أصبحت مساجد المغرب مستقلة مالياً عن خزينة الدولة، وغدت ميزانيات بعض المساجد كمسجد القرويين تنافس ميزانية الدولة عند الأزمات والحروب، بل إن أوقاف بعض المساجد أفاضت على سائر مساجد المغرب وسرت أوقافها الزائدة حتى المسجد الأقصى بالقدس، وعلى مشاريع البر والإحسان والأعمال الخيرية والاجتماعية في كل جهات المعمور، فأصبحت كشجرة تصل ثمارها إلى كل الناس وعلى مدى قرون طويلة من الزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©