السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنوب السودان يصادق على الدستور الجديد

جنوب السودان يصادق على الدستور الجديد
7 يوليو 2011 23:59
صادق برلمان جنوب السودان أمس، على الدستور الانتقالي لهذه الدولة الجديدة المستقلة، كما أعلن وزير الإعلام مؤكداً أن الدستور لا يركز السلطة بين يدي الرئيس. في حين تعهد رئيس شمال السودان عمر البشير اليوم بمحاربة المتمردين الشماليين في ولاية جنوب كردفان، ومقاطعة محادثات السلام الدولية في المستقبل في خطاب مفعم بالتحدي قبل يومين من الإعلان الرسمي لانفصال جنوب البلاد. وفي ذات الوقت، قال البشير إنه سيدعم جنوب السودان لإقامة دولته حتى تأتي آمنة ومستقرة، مؤكداً مشاركته في احتفالات جوبا بالاستقلال غداً السبت. من جهته، دعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي منكوريوس، الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) لوقف الأعمال الحربية في الولاية المضطربة، بينما شددت الولايات المتحدة الخميس على “أهمية” بقاء وجود للأمم المتحدة في ولاية جنوب كردفان، بعد استقلال جنوب السودان غداً، قائلة على لسان سوزان رايس السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن توزيع المساعدة الإنسانية وتطبيق وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين هي أمور بالغة الأهمية. وقال وزير الإعلان لجنوب السودان، برنابا ماريال بنجامين”إن الدستور الجديد بات موجوداً”. وأكد أن سكان جنوب السودان استشيروا حول هذا الدستور الانتقالي، ورفض الاتهامات القائلة أن هذا الدستور سيركز السلطة بين يدي الرئيس. وقال “إنه خيار شعب جنوب السودان. لقد ناقشوه ديمقراطياً داخل البرلمان ووافقوا عليه”. ويثير مشروع الدستور الانتقالي الجدل عشية الاستقلال الرسمي لجنوب السودان المقرر في 9 يوليو الحالي، وذلك لأن بعض الانتقادات تعتبر أن ممثلي المجتمع المدني لم يشاركوا في عملية الاستشارات. وحذرت منظمات غير حكومية من محتوى الدستور الذي قد يؤدي، برأيها، إلى هيمنة الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) على السلطة في الدولة الوليدة. وكان مركز أبحاث كارتر، وهو مرصد أنشأه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، اعتبر الأسبوع الماضي في بيان، أن “المشروع الحالي للدستور الانتقالي يتضمن عدداً من المواد التي تركز السلطة بين يدي الحكومة”. وأضاف البيان “إن المحادثات التي أجراها المركز مع مسؤولين في الحكومة وأعضاء في أحزاب سياسية، وممثلين عن المجتمع المدني عبر جنوب السودان، تدل على أن هناك دعماً مهماً لنظام حكم يعتمد اللامركزية”. وسيوقع رئيس جنوب السودان سالفا كير على الدستور غداً أثناء الاحتفال الرسمي بالاستقلال. من ناحيته، قال البشير إنه سيتوجه إلى جوبا عاصمة الجنوب في يوم الانفصال رسمياً ووعد بإقامة بعلاقات ودية. وأضاف أن الشمال أعطى الجنوبيين ولاية كاملة بنفطها وأن كل ما عليهم هو تشغيل الماكينة لاستخراجه. ويهدف وجوده في جوبا إلى طمأنة الدبلوماسيين الذين يشعرون بالقلق من سلسلة خلافات لم تحل بشأن تفاصيل الانفصال وأهمها كيفية اقتسام عائدات النفط، والتي يمكن أن تفجر حرباً بين الشمال والجنوب. لكن لهجة التحدي التي غلبت على كلمة البشير لمؤيديه في ولاية النيل الأبيض أمس، تظهر حرصه على إظهار أنه ليس منفتحاً على اتفاقات مماثلة مع المسلحين التابعين للحركة الشعبية، في الشمال. وتقاتل حكومة الخرطوم جماعات مسلحة تطالب بمزيد من الحكم الذاتي في دارفور وجنوب كردفان وكلاهما مناطق شمالية على الحدود مع جنوب السودان. وأكد البشير أنه سيتفاوض مع متمردي جنوب كردفان فقط، عندما يعود الأمن إلى المنطقة. وقال في كلمته إنه بعد كل الطعنات الغادرة والخيانة والدمار والقتل ونزوح المدنيين في جنوب كردفان، يطرح البعض اتفاقاً ويطلبون إقامة شراكة سياسية. وأضاف البشير أنه سيتابع محادثات السلام الجارية مع مجموعات صغيرة من متمردي دارفور في العاصمة القطرية الدوحة، وسيتم التوصل إلى تسوية نهائية في وقت لاحق الشهر الحالي. وشدد البشير على أنه لن تكون هناك مفاوضات أو محادثات خارج السودان مرة أخرى، وأن المحادثات الجارية في الدوحة ستكون المحادثات الأخيرة خارج البلاد مع أي طرف يحمل السلاح. وقال إن أي شخص يحمل السلاح ضد الدولة، سيتم التعامل معه بحسم. ويجتمع مسؤولون شماليون وجنوبيون في أثيوبيا لبحث وقف محتمل لإطلاق النار في جنوب كردفان وقضاياً أخرى. لكن مسؤولي الجنوب أبلغوا رويترز بأن هذه المحادثات تم تعليقها في وقت سابق الأسبوع الحالي، عندما اعترض البشير على وجود مفاوضين من الأمم المتحدة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى انفصال سلمي ونهاية فورية للاشتباكات في جنوب كردفان. وقال للصحفيين في جنيف “يتعين علينا أن نساعدهم بحق حتى يتمكن شعب جنوب السودان من مواجهة التحدي الصعب لمستقبل بلادهم”. وأضاف، “من المهم للغاية أن يتم هذا التحول سلمياً ومرة أخرى أدعو إلى وقف فوري للقتال في جنوب كردفان”. وبمناسبة انتهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة في السودان، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة هايلي منكوريوس “احث حكومة السودان والحركة الشعبية شمال السودان أن تلجأ لصفات القيادة الرشيدة نفسها التي أدت لإنهاء الحرب بين الشمال والجنوب وأن تعملا بشكل حثيث لإيقاف هذه المواجهات في كردفان وأن توقفا الأعمال الحربية، وتعملا على حل القضايا عبر الحوار”.
المصدر: جوبا، الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©