أفاد متحدث باسم “حركة الشباب” الصومالية المتطرفة، المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، بأن الحركة رفعت حظراً عن وكالات الإغاثة الإنسانية التي تقدم مساعدات غذائية للصوماليين في أعقاب أسوأ موجة جفاف في 60 عاماً. في حين سارعت الولايات المتحدة للإعراب عن “قلقها العميق” إزاء الوضع الإنساني في منطقة القرن الأفريقي، مبدية استعدادها لاختبار الموقف الجديد لـ”الشباب”، وقالت إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
طلبت من فريقها العمل على ضمان عدم وقوع “كارثة إنسانية” أخرى بهذه المنطقة الحساسة. وبدوره، أطلق الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو نداء عاجلاً للدول الأعضاء في المنظمة، والمجتمع المدني الإسلامي والدولي “للوقوف بجانب الشعب الصومالي في محنته الإنسانية الحالية”، حيث تتعرض منطقة القرن الأفريقي لأسوء موجة جفاف في تاريخها.
ووفقاً للأمم المتحدة، يشهد الصومال أحوالاً تسبق المجاعة تتسبب بنزوح أكثر من 1000 شخص يومياً عبر الحدود إلى كينيا وإثيوبيا. وقال المدعو علي محمد راجي المتحدث باسم “حركة الشباب” في مؤتمر صحفي بمقديشو الليلة قبل الماضية، “قررنا الآن الترحيب بجميع وكالات الإغاثة الإسلامية وغير الإسلامية لمساعدة الصوماليين الذين تضرروا من الجفاف في مناطقنا”.” وأضاف راجي “كل وكالات الإغاثة التي لها هدف إنساني فقط، لديها حرية العمل في مناطقنا” مضيفاً أنها يجب أن تتصل أولاً بلجنة الجفاف التابعة لحركة الشباب. ويسيطر مقاتلو “حركة الشباب” الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم “القاعدة”، على وسط وجنوب البلاد. وفي الماضي قالوا إن المساعدات الغذائية أدت إلى التبعية. وتقول الأمم المتحدة إن 2,8 مليون شخص في الصومال يحتاجون إلى مساعدات عاجلة. وفي أسوأ المناطق تضرراً، فإن واحداً من بين كل 3 أطفال يعاني سوء التغذية.
وفي واشنطن، أكدت الخارجية الأميركية أن كلينتون طلبت من مسؤولين الليلة قبل الماضية، زيادة التعاون مع حكومات المنطقة لتجنب كارثة إنسانية واختبار استعداد “الشباب” للسماح بدخول مساعدات غذائية. وقال مسؤول أميركي رفيع “بالطبع يتحتم علينا الآن وعلى كل مانحي المساعدات والمجتمع الدولي اختبار ما إذا كانوا بالفعل لديهم الاستعداد للسماح للشعب الذي يعاني الجوع، الحصول على مساعدات إنسانية”. وأضاف “التعليمات صباح اليوم (الخميس) كانت: هذا الأمر خطير جداً. بدأنا تقديم المساعدة ودعونا نرى ما هي الأشياء الأخرى التي يمكننا أن نقدمها”. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة التي تعتبر “الشباب” جماعة إرهابية أرسلت نحو 19 ألف طن متري من الأغذية إلى برنامج الأغذية العالمي، معظمها وضع في مخازن بالمنطقة جاهزة لتسليمها على وجه السرعة. ويقول محللون محليون في الصومال إن “الشباب” رفعت الحظر لتوفير أموال لتمويل جهودها الحربية. وكانت الحركة قد أبلغت في السابق وكالات الإغاثة بضرورة سداد رسوم تسجيل باهظة.
عدد اليوم
