السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الرحلات البشرية إلى الفضاء

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الرحلات البشرية إلى الفضاء
22 يوليو 2014 21:04
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، بمجلس سموه الرمضاني محاضرة حول الرحلات البشرية إلى الفضاء ألقاها رائد الفضاء الكندي العقيد كريس هادفيلد. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من كبار المسئولين وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي والمدعوين. وأشاد العقيد هادفيلد -خلال المحاضرة- بقرار الإمارات إنشاء وكالة فضائية للسفر إلى المريخ ومسبار الأبحاث الفضائية التي تهم البشرية. وهنأ القيادة الحكيمة على هذه الرؤية .. مؤكدا أن تأثيرها سيكون كبيرا على الأجيال المواطنة. وقال "لقد ذهلت من إقدام الإمارات على الدخول في مجال علوم الفضاء"، مؤكدا أن هذا التوجه سيلهم الشباب الإماراتي وسيجعل أجيال المستقبل تتجه نحو البحوث العلمية والهندسية التي تعتبر عماد الاستكشافات في الكون. كان المحاضر قد بدأ بالحديث حول تجربته الفضائية وتفاصيلها منذ أن وصل إلى منصة إطلاق سفينة الفضاء اتلانتيس وركوبه عليها عام 1995م لتنطلق به نحو الفضاء الخارجي بقوة دفع تقدر بثمانين مليون حصان بعد 26 سنة من التحضيرات والاستعدادات. ووصف عملية إطلاق السفينة منذ البداية وشعور راكب السفينة بأنه أسرع من الكون بسبب الصواريخ التي تدفعه إلى الأجواء وصعوبة التنفس والشعور بأن المركبة ستنشق إلا أنها بعد 8 دقائق و42 ثانية تصبح في المسار الصحيح. كما روى كيف أن رائد الفضاء في السفينة يعيش وضعا مختلفا عما اعتاد عليه في الأرض. فهو في المقصورة بدون وزن "حالة انعدام الوزن والسباحة أو الطيران بداخلها"، مشيرا إلى أنه كان يحلم بمثل هذه الرحلة في التاسعة من عمره وأنه -بعد عدة عقود من التخيل وسنوات من التدريب- استطاع الجلوس على كرسي في هذه السفينة. وأشار إلى أن سفينة اتلانتيس هي أكبر آلة اخترعت على الإطلاق وهي ذات وزن ثقيل جدا وبها 500 زر ما يجعل الخطأ واردا حين الحاجة إلى الضغط على الزر المطلوب مضيفا أنه رأى رواد الفضاء الأميركيين يمشون على سطح القمر قبل 45 عاما وقد ألهمه ذلك ليصبح رائد فضاء. وقال إنه تدرب على ذلك وهو في التاسعة من العمر حتى أصبح منذ العام الماضي رئيسا لوكالة الفضاء للأبحاث والتطوير في بلاده كندا. وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المركبة الفضائية الروسية سيوز التي صعد عليها مع رائدين اثنين وظلوا في الفضاء لمدة ستة أشهر قبل العودة إلى الأرض بما يشبه حسب قوله "رحلة جاجارين أول رائد فضاء في العالم". وأكد أنها كانت رحلة أكثر سلاسة رغم صعوبة الهبوط وأن الصواريخ كانت تعمل بصورة صحيحة، مشيرا إلى أن الذهاب إلى الفضاء يدفع الإنسان إلى رؤية الأرض من الخارج والإثارة التي تقدمها صور المدن والمطارات والمعالم الكبرى في مختلف العواصم. وقال إنه عاش مع الرواد الروس سنوات عديدة ووصفهم بأنهم مهندسون رائعون وإنهم صمموا كراسي في المركبة شبيهة بكراسي الجلوس على الشاطئ وإنه تأقلم مع فقدان الوزن وانعدام الجاذبية لأن ما كان يشغله هو أن يكون رائد فضاء بحق. ولفت إلى أن العملية معقدة إذ لابد من عشرات التجارب قبل الانطلاق وأن الرواد من كل الأجناس واللغات والثقافات يتدربون لمدة عشرين عاما وأن المهمة تزداد صعوبة عندما تدخل المركبة المدار حيث ينسكب الماء ويصبح التصرف غريبا خارج منطقة الجاذبية. واستعرض المحاضر بعض الأفلام القصيرة لمركبات الفضاء وللفضاء والأرض والظواهر الكونية كالليل والنهار وطلوع الشمس والقمر وغروبهما في عدد من مدن أوروبا واستراليا .. مشيرا إلى أن الشروحات العلمية لهذه التجارب تفيد طلاب العالم في التوجه نحو الاهتمام أكثر بالفضاء. وأضاف أنه يتقاسم كل هذه المعلومات والصور مع رواد الفضاء ومع الملايين حول العالم عبر وسائل الاتصال، مشيرا إلى أن عدد المتابعين له بلغ 800 ألف متابع خلال خمسة أشهر فقط. كما أشار إلى أنه تدرب في المدار على أغنية موسيقية يغنيها طلاب المدارس حول العالم في وقت واحد في شهر مايو من كل عام. وقال إن إثر ذلك كبير على مليون طفل في بلاده والعالم لأنهم يغنون مع أهلهم ومع الأساتذة وهكذا نجد أن العلوم والتكنولوجيا تعمل من أجل الاقتصاد وإن الفن هو وسيلة اتصال جيدة لتمرير الرسالة المطلوبة. وتحدث مجددا عن تجربته. فقال إنه كان مسرورا بالذهاب إلى الفضاء حيث رأى العالم الجميل أمامه يبعد بسرعة 28 ألف كلم في الساعة وأنه استطاع أن يدور حول العالم في ساعة ونصف الساعة. وختم المحاضرة مؤكدا مرة أخرى أن البداية بالنسبة له كانت فكرة بسيطة لطفل في التاسعة من العمر تابع الأمر وتعرف على التكنولوجيا والتحديات والخبرات والتدريب كفرد وكمجتمع مهتم بعلوم الفضاء وأبحاثه فطار إلى الفضاء الخارجي ثم عاد إلى الأرض محققا أمنيته. وبعد ذلك، رد رائد الفضاء الكندي العقيد كريس هادفيلد على الأسئلة الموجهة إليه مؤكدا أن الدرس من هذه الرحلة إلى الفضاء هو الإدراك بأنني حققت حلمي بأن أكون رائد فضاء وأنه يجب ألا تقول "إنني فشلت في السير على سطح القمر بل قل سأفعل ذلك لأن القرارات اليومية تتحول إلى حلم منجز". وردا على سؤال آخر، قال إن المثير للاهتمام هو الحديث عن التضحيات وإنه لم يكن يفكر بذلك بل كان ينظر إلى المستقبل .. مشيرا إلى أنه مع بقية الرواد في المركبة الذين أتوا من 50 أو 60 بلدا كانوا يساعدون بعضهم بعضا لتحقيق الأشياء المهمة بالنسبة لهم. وأضاف أنه لا توجد وظيفة مثالية ولكن مساعدة الآخرين كأفراد الأسرة أو من تعمل معهم مهمة جدا وأنه شخصيا مع زوجته تساندا وتساعدا وقاما بتنشئة أطفالهما كما يجب. وردا على سؤال حول الشهرة الكبيرة التي حققها أكثر من لاعبي كرة القدم والفنانين لوجود أكثر من مليون متابع له قال إنه لم يقل يوما إنه سينطلق إلى الفضاء لكي يكون مشهورا وإنما عندما شاهد أول رجل يسير على سطح القمر فقد ألهمه الأمر. وأضاف أن الأميركيين لم يخفوا هذا الأمر بل تحدثوا عنه كثيرا عام 1969م. وبذلك، تقاسموا الأمر مع كل العالم وأنه شخصيا لو حصل على أي فرصة فإنه سيتقاسمها مع الناس، مشيرا إلى أنه صور رحلاته الثلاث إلى الفضاء وتقاسمها مع الآخرين خلال دقائق قليلة جدا. ثم رد على سؤال حول المركبة الروسية "سيوز"، مؤكدا أنه محظوظ بركوبها فهي مركبة بسيطة وأنيقة ورائعة وشبهها بكرة البادمنتون "الكرة الطائرة" خفيفة الوزن وأن عملية الطيران يمكن أن تعود إلى الوراء وعليك تعديل حركتها حتى ترتفع من خلال تدوير وحدات التحكم اليدوي يمنة ويسرة. كما رد على سؤال حول النوم في المركبة والأثر الفسيولوجي الذي يتركه ذلك على الجسم، مؤكدا أنه عندما يغمض رائد الفضاء عينية، فإنه يشعر بجزئيات غير ملحوظة تأتي من الغلاف الجوي وتمر في العصب البصري وتحدث وميضا في عين النائم. وقال إنه شاهد ذلك لأول مرة ولم يكن يتوقعه لا هو ولا بقية الرواد معه مضيفا أن الجهاز الهضمي يتأثر أيضا لأن الرائد يقف أحيانا على رأسه ويشعر كأنه سيتقيأ ويريد الذهاب إلى الحمام. كما أشار إلى صعوبة أخرى تتمثل في الأسلاك على جدران السفينة التي يجب ألا يمسكها رائد الفضاء وكذلك "الفيوزات" التي لو أصبحت حارة وذابت فإنها تتحول إلى سائل. وباختصار، فإنه يجب على رائد الفضاء التفكير في كل شيء أمامه. وختم بأن على المسئولين في مشروعي "ياه سات" و"دبي سات" الاهتمام بكل هذه المسائل المتعلقة بالمركبة من الداخل خاصة ما يتعلق بالوزن وانعدامه وحالة الطوفان في الهواء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©