الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصبر أعظم الطاعات والقربات

الصبر أعظم الطاعات والقربات
22 يوليو 2014 20:30
الصبر من معالم العظمة وشارات الكمال، ومن دلائل هيمنة النفس على ما حولها، ولذلك كان الصبور من أسماء الله الحسنى، والصبر يمنح المسلم الأمل والنور إذا واجهته الأزمات ويمنحه الهداية الواقية من القنوط والحديث عن الصبر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة النبي- صلى الله عليه وسلم- وسيرته بجميع تفاصيلها وأحداثها، فحياته صلى الله عليه وسلم كلها صبر ومصابرة وجهاد ومجاهدة ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد دؤوب وعمل متواصل وصبر لا ينقطع منذ نزل عليه الوحي وحتى آخر لحظة في حياته. ويقول الدكتور عبدالله سعيد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: أمر الله تعالى نبيه، صلى الله عليه وسلم، بالصبر قال تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ . . . )، وقال: «فاصبر على ما يقولون»، وأمر به لقمان ابنه: «يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور»، وأمر به الله عباده قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، «سورة البقرة: الآية 45»، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 153»، وفي آخر آل عمران: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 200». التوصية بالصبر وأوجب الله تعالى على المؤمنين في كتابه العزيز أن يوصي بعضنا بعضا بالحق والصبر، لأن العمل بالطاعة يحتاج إلى صبر وترك المخالفات والمنكرات يحتاج إلى صبر والدليل على ذلك حديث جبريل عليه السلام أخبرنا به نبي الله- صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى لما خلق الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد فلما خلق الله النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فحفها بالشهوات، ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها». الصبر و الصلاة والله تعالى جعل الصبر والصلاة في منزلة ودرجة واحدة في كثير من الآيات منها قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، «سورة البقرة: آية 45»، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 153»، والله تعالى بين أن أعظم ما يعين الإنسان على تحمل المصائب الصبر والصلاة والله تعالى أمر المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية بالصبر والصلاة، لأن الصبر حبس النفس وكفها على ما تكره خاصة الصبر على طاعة الله وأداء العبادات مثل الصلاة والصوم والحج والعمرة والصبر عن ارتكاب المعاصي واقتراف الذنوب والفتن والاستعانة بالله على تركها والعصمة منها والصبر على أقدار الله، فالصبر يعين المسلم على كل أمر، خاصة في الطاعات الشاقة التي جزاؤها الجنة. الصبر ضياء وجاءت أحاديث كثيرة تحث على الصبر منها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «من يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر»، وقال- صلى الله عليه وسلم: «والصبر ضياء»، وعن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- قال: وجدنا خير عيشنا بالصبر. وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: «فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله»، وقال أنس- رضى الله عنه: مر النبي- صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر فقال: «اتقي الله واصبري» قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تكن تعرفه فأتت النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت لم أعرفك فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»، وقال- صلى الله عليه وسلم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب». الصبر على طاعة الله والصبر على طاعة الله من أهم أنواع الصبر لأن المسلم يحتاج إلى صبر شديد يعينه على هذه الطاعة قال الله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)، «سورة مريم: الآية 65»، والمسلم بحاجة إلى الصبر عن شهوات الدنيا المحرمة، كما قال الله تعالى عن الذين صبروا على طاعة الله: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)، «سورة الإنسان: آية 12»، بسبب صبرهم بوأهم الله جنة وحريراً ومنزلاً رحباً وعيشاً رغداً ولباساً حسناً لأنهم صبروا على الطاعة وترك الشهوات في الدنيا والصبر على أقدار الله مثل موت الأهل والأحباب وخسارة المال وزوال الصحة. كما جاء في قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، «سورة البقرة: الآيات 155-157».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©