الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خط «نجدة الطفل» الساخن تنقصه «حرارة» الردع وإزالة «صاعق» الإيذاء

خط «نجدة الطفل» الساخن تنقصه «حرارة» الردع وإزالة «صاعق» الإيذاء
18 يناير 2011 20:00
بدأ العمل بالخط الساخن لنجدة الطفل منذ عام 2007، وقد سجّل هذا الخط -الذي يستقبل الاتصالات على مدى 24 ساعة- إلى اليوم تزايداً ملحوظاً في عدد البلاغات التي ترده والحالات التي تتمّ متابعتها في كافة أرجاء الدولة تتبع إدارة الخط الساخن لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة من خلال إدارة حماية حقوق الطفل التي يتفرّع عنها “خط نجدة الطفل” ورقمه المجاني 800700، إلا أن عمله يغطي كافة أنحاء الدولة بمختلف إماراتها، وتختلف فقط الجهة الموكلة بمتابعة البلاغات المتلقاة على هذا الخط بحسب الإمارة. ?ويشرح حسن إبراهيم مشربك المسؤول عن خط نجدة الطفل عن هدف الخط الساخن، فيقول: نهدف بالدرجة الأولى لحماية الأطفال من مختلف أنواع الأذى «عاطفي أو جسدي أو معنوي أو حتى اجتماعي واقتصادي»، مع حفظ حق المبلغ الإبقاء على سريّة هويته ما يشجع على عدم التردّد في الإبلاغ عن الحالات الشاذة في المجتمع. ?الحملات الإعلامية يثمّن حسن الدور الإعلامي في هذا المجال، ويقول: مع الحملات التي يتم اطلاقها للتعريف والتوعية بخط نجدة الطفل والبث التلفزيوني والإذاعي والكتابة في الصحف عنه وعن أهدافه، يتجرأ كثيرون على الاتصال، ويعطي مثالاً الشهر الماضي مع اطلاق الحملة الثانية لخط نجدة الطفل تحت شعار “كفى عنفاً” (انطلقت في 21/11/2010) وبعد لقاء إذاعي في إحدى الإذاعات الإماراتية، تم تلقي ستة بلاغات دفعة واحدة. ويقول “من المهمّ بعد اطلاق الحملة، أن لا يتوقف دور الإعلام عند تغطية الحملة في بدايتها إنما أن يتابع معنا وثمة جهات إعلامية التزمت معنا طوعاً لأهمية حماية حقوق الطفل وهي تقوم ببث أو ووضع إعلان الخط بشكل يومي مع ذكر رقم الخط. ?ويلفت حسن مشربك أنه : تعكس الإحصائيات التي نقوم بها، ازدياد عدد البلاغات بشكل مطرّد، أما عن تحديد أرقام الزيادة فيحتاج إلى بحث ودراسة علميتين لرصد سبب نسبة الزيادة في البلاغات.? هذه الزيادة -بحسب رأيه- قد يكون مردّها التوعية والنجاح في الوصول إلى الناس والأطفال واكتساب الثقة بفعالية تدخل الجهة المولجة بإدارة خط نجدة الطفل لإيجاد الحلول المناسبة لتعرض الطفل للأذية على أنواعها، وبالتالي يبرز هنا دور الإعلام بمختلف وسائله - وبعضه تقوم به إدارة الخط ذاتها عبر التوجه إلى المدارس بشكل دوري وإجراء ورش عمل للأطفال وإعلامهم بحقوقهم وفق مراحلهم العمرية وبإمكانية اللجوء إلى الخط الساخن في حال الحاجة إليه، وذلك مع طباعة بروشورات ووضع صناديق في المدارس... وما إلى هنالك من وسائل الاتصال المباشر. ?ازدياد العنف ومن جهة ثانية، يرى حسن إبراهيم أن مردّ هذه الزيادة قد يكون ناشئآً عن زيادة نسبة تعرّض الأطفال للعنف أكان جسدياً أو معنوياً أو عاطفياً، ويؤكد أنه: لا مجال للحسم في السبب من دون بحث علمي، خصوصاً أننا مجتمع عربي يلجأ في غالبية الأحيان إلى لملمة المشاكل وإبقائها خلف الأبواب. ?ويتابع حسن: أن عامل “ لملمة المشاكل “ وعدم توسيعها، كان له ايجابياته في الوقت ذاته، من حيث أن بعض مشاكل العنف تحلّ قبل اللجوء إلى الشرطة للتدخّل والحسم فيها، فحين يرى المعنّف داخل الأسرة أن ثمة اختصاصيين اجتماعيين وأطباء يتابعون المعنّف في زيارات دورية ويقيّمون الوضع لفترة من الزمن يحجم المعنِّف عن متابعة أسلوبه الشاذ في التعامل مع الطفل. ?يذكر أن الحملة الأولى التي قام بها خط نجدة الطفل كانت تحت شعار “كفّ عن إيذائي”، وقد لاقت هذه الحملة الكثير من الدعم الإعلامي ورحّبت المدارس بالمشاركة، كما وزعت ملصقات بشعار الحملة مع رقم الخط الساخن على السيارات. ? الخط الساخن المخصص لنجدة الأطفال يعمل بصورة مستمرة، ففي أية ساعة سيجد المبلّغ أو الطفل نفسه من يردّ على اتصاله وفريق عمل سيقف إلى جانبه باختصاصييه، وكون الخط تابع لإدارة حكومية، فهذا يكسبه صلاحيات واسعة في التحرك ضمن اختصاصه، ويشير حسن إبراهيم أن البداية تكون مع تقييم الوضع ووضع التقرير الاجتماعي والنفسي والصحي للمعنَّف، ومن ثم محاولة تقديم الاستشارة والدعم الأسري للتوصل إلى حلّ، وفي بعض الحالات يتم تسليم الحالة إلى الشرطة ولإدارة الشرطة المجتمعية دور كبير في هذا المجال، وصولاً أحياناً إلى المحاكم. ?وفي بعض الحالات التي يجب فيها إبعاد الطفل عن محيطه مسبّب العنف على الطفل، ثمة مركز إيواء الطفل، وبالتالي فإن البدائل والصلاحيات والمتابعة كفيلة بتشجيع من يعاني من مشكلة مماثلة التقدّم والإبلاغ عنها. ?وينتمي المتصلون لفئات متنوعة، فثمة الجيران أو أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو المرشدة الاجتماعية أو الممرضة في المدارس أو الطفل الذي يتعرض للعنف. ويشير حسن إبراهيم إلى أن خط نجدة الطفل تلقى في العام 2010 نحو 272 بلاغاً، بينها 31 بلاغاً من الطفل نفسه، و106 من الأهل (28 بلاغاً من الآباء و78 بلاغاً من الأمّهات)، و7 من الأخوة و15 من الأصدقاء و6 من مجهولين و4 من الجيران و26 من الأقرباء و77 بلاغاً من مصادر متنوعة بينها مثالا لا حصراً ممرضات واختصاصيون اجتماعيون في المدارس وسواهم. ?توعية الأطفال ويشدّد حسن إبراهيم مشربك على أهمية توعية الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية على أنواع الإيذاء، ففي بعض الأحيان لا يدرك الطفل بأن ثمة ايذاء يمارس عليه وقد يعتقد أنه من المسلّمات وأمر طبيعي، لذا يلجأ الخط للتوجه إلى الأطفال وايضاح أنواع الإيذاء بأسلوب يفهمه الصغار، وشرح أمور مهمة لهم، مثل تعليمهم أن ثمة أماكن حميمة مثلاً في الجسد لا يجوز لأحد لمسها وإن كان شخصاً قريباً كالعمّ أو الخال أو سواهما، ويشرحون للطفل أن والدته فقط هي التي تحمّمه وترى جسده. ?ومن أولويات الحملات والاتصال المباشر مع الأطفال في المدارس ايضاح وسيلة طلب المساعدة عبر طلب رقم الخط الساخن المخصص للأطفال، وهنا يشير حسن إبراهيم إلى أن البلاغات تصلهم من كافة إمارات الدولة وتتم دراستها ومعالجتها كلّها، وفي حال الضرورة ايحالها إلى المعنيين من شرطة وشرطة مجتمعية في الإمارة التي يقيم فيها الطفل. وهنا يوضح “صحيح أننا جهة حكومية ونحن لسنا بجهة شرطية، إنما نحن جهة إرشادية نعمل بطريقة شرطية ودّية ونتعاون مع التحريات ونراقب الأوضاع محاولين ايجاد الحل أولاً بطريقة ودّية وحين الضرورة نسلّم الملف للشرطة، ولكن هذا لا يعني انسحابنا من الملف إذ أننا نتابع معهم من خلال الاختصاصيين في الإدارة لدينا كوننا تابعين لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة. ?الحلول الوديّة من الحلول التي يسردها حسن ابراهيم: التوصّل مع المعنِّف القريب من الطفل (أحد أفراد الأسرة) إلى أخذ تعهّد منه بعدم تكرار فعل الإيذاء ويبقى الوضع تحت المراقبة للتأكّد من الالتزام بالتعهّد متابعين التواصل في الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية وأحياناً الاقتصادية مع العائلة ككلّ. ? إزالة الخطر هو المحرّك الأساسي في خط نجدة الطفل وبعده إزالة الأثر، ويصل ذلك إلى حد أخذ الطفل ووضعه في دار إيواء الأطفال لتأمين سلامته وزوال الخطر عنه. ?ويضمّ خط نجدة الطفل ورقمه 800700 كادراً يتألف من 7 موظفين وموظفات يتلقون المكالمات بشكل متواصل، وباحث قانوني واختصاصي نفسي واختصاصي اجتماعي وباحث اجتماعي ومساعد إداري وسكرتاريا، وينظر حسن إبراهيم إلى ضرورة الحصول على المزيد من الدعم في الكادر من أجل التمكّن من مواكبة كل البلاغات إذا ما زادت. ?ويرى حسن إبراهيم أن الطفل مسؤولية المجتمع، ومن الضروري توفير الحماية له، وذلك لأنه بالدرجة الأولى لديه ضعف بدني وذهني قد يعرّضه للاستغلال، وإن عدم حماية الطفل قد تؤدي إلى نظام اجتماعي ركيك وجيل هشّ يشعر بالكبت والذلّ والمهانة. ?ويشير إلى أهمية تواجد الخطوط الساخنة في مختلف أنحاء العالم لحماية الأطفال، معتبراً أن مجرد وجودها قد يشكّل رادعاً للمعتدين.?? تصنيف أنواع الإيذاء يتبع خط حماية الطفل لمنظمة عالمية هي منظمة خط مساعدة الطفل العالمية Child Helpline International، وذلك بعضوية كاملة لا جزئية، ما يعني أن على خط نجدة الطفل توفير الإحصائيات والبيانات بشكل دوري للمنظمة، مع الالتزام بالسرية في التعاطي والتعامل مع البلاغات التي يتلقاها. ?كما يقدم الخط التصنيفات في أنواع الإيذاء للمنظمة، وفي العام 2010 جاءت التصنيفات وأعدادها على الشكل الآتي: 133 حالة إيذاء وإساءة وعنف (جسدي ومعنوي وعاطفي)، 28 حالة مشكلة في العلاقات الأسرية (الأب والأم)، 4 حالات مشاكل الأطفال مع بعضهم البعض (مشكلة في العلاقة مع أطفال آخرين) وتقدّم فيها الاستشارات والتوجيهات اللازمة، 31 حالة طلب استشارة، 17 حالة ناتجة عن مشكلات اقتصادية (سوء الدخل) ويتم التنسيق لحلّها مع الجمعيات الخيرية أو عبر توجيه ربّ الأسرة نحو الحلول الناجعة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©