الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان يعين على التخلص من «إدمان الإنترنت»

22 يوليو 2014 20:35
مع تطور وسائل الاتصال وتفاعلات ثورة المعلومات، انتشر ما بات يعرف بـ»إدمان الإنترنت»، ويتجلى هذا النوع من الإدمان بقضاء ساعات طويلة في استخدام وسائل الاتصال المزودة بالإنترنت، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة ذلك الشخص باضطرابات سلوكية ونفسية لها تأثيراتها السيئة على حياته الاجتماعية والمهنية. وأول من استخدم مصطلح «إدمان الإنترنت» عالمة النفس الأميركية كيمبرلي يونج، التي بحثت هذه الظاهرة في عام 1994، وعرفت إدمان الإنترنت بأنه التعاطي والتعامل مع شبكة الإنترنت لأكثر من 38 ساعة أسبوعياً، ولا يدخل في إطار الإدمان استخدام الإنترنت لمدة طويلة خلال فترة مؤقتة بسبب ظروف معينة تتعلق بالدراسة أو التدريب أو العمل. ويعزو خبراء في علماء النفس إدمان الإنترنت إلى عوامل كثيرة، ربما أن أهمها الهروب من الواقع الذي يعيشه ذلك «المدمن» إلى واقع بديل يستطيع فيه أن يبني هوية مختلفة وحياة أخرى يصنع تفاصيلها كما يريد. ومن أسباب الإدمان كذلك التعلق بمواقع وتطبيقات المحادثة والدردشة التي باتت تتطور تقنياتها يوماً إثر يوم، وتساعد السرية والخصوصية التي يمنحها الإنترنت كثير من الناس على التعلق به، إذا بالإمكان التقرب من الآخرين وطرح العديد من الأسئلة عليهم دون أن يكشف عن هويته أو أن يعرف الناس الشيء الكثير عن تفاصيل حياته. ومن العوامل المساعدة أيضاً على الإدمان سهولة التعامل مع مواقع الإنترنت والتطبيقات على الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، فهي باتت تتواجد مع الإنسان في البيت والعمل والسيارة وفي أي مكان يذهب إليه. ويعد المراهقون لاسيما الذكور أكثر عرضة لإدمان الإنترنت وكذلك الأشخاص الانطوائيون أو الذين لا يميلون إلى الحياة الاجتماعية كثيرا، وأعراض هذا المرض تتضمن الجلوس ساعات طويلة مع الكمبيوتر أو تطبيقات الهاتف الذكي من دون أن يشعر بمرور الزمن، ومن أعراضه كذلك ظهور التوتر والقلق الشديدين في حال عدم قدرة المستخدم الاتصال بالإنترنت، وأن يقضي وقتاً كبيراً في الحديث والتكلم عن مزايا الإنترنت بشكل مبالغ فيه، ناهيك عن إهمال الواجبات الوظيفية والاجتماعية والعائلية، واستمرار الإقبال على الاستخدام المفرط لوسائل الإنترنت رغم حدوث مشاكل في العمل والعائلة. ومن الأعراض الأخرى للإدمان المبادرة فوراً إلى استخدام الإنترنت فور الاستيقاظ من النوم سواء عند الصباح أو بعد قيلولة العصر أو الظهر. ويعد هذا النوع من الإدمان سبباً من العزلة الاجتماعية للمدمن، إذ يبتعد المريض عن أهله وأصدقائه، وقد يكون سبباً رئيسياً في وقوع حالات الطلاق بين الأزواج، وفي حالات الإدمان الحاد أو المتوسط قد يخسر المرء وظيفته أو يخسر دراسته، ناهيك عن الأضرار الصحية المتمثلة بألم ووجع في الرقبة والظهر والسمنة في منطقة الأرداف نتيجة الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر. وعلاج هذا المرض يحتاج إلى تعاون الأسرة والمريض، ويمكن الاستفادة من شهر رمضان المبارك في المباشرة في العلاج، إذ أن واجبات هذا الشهر من الصيام والعبادات والقراءة قادرة على تنظيم وقت الإنسان بحيث لا يقضي أكثر من ساعتين ونصف على الإنترنت كحد أقصى في اليوم. ويمكن تقليل تلك الفترة رويدا رويدا مع تخصيص وقت أكبر للصلوات وقراءة القرآن وأداء صلاة التراويح وقيام الليل وممارسة الرياضة بعد الإفطار، واغتنام الفرصة لمزيد من صلة الرحم وزيارة الأقارب. كما إن روحانية شهر المبارك تساعد المرء على الابتعاد عن المواقع ذات المحتوى الإباحي والمضر، مما يقلل من الإدمان إذا كان ذلك أحد أسبابه، وبالتالي تكون فرصة للامتناع نهائيا عن ممارسة تلك العادة الضارة بعد انتهاء الشهر الفضيل. وقصارى القول إن أداء العبادات والقيام بالأنشطة الاجتماعية الصحية خلال الشهر الكريم، وممارسة أنشطة رياضية، تسهم في تجنب الكثير من أنشطة الإنترنت مثل تطبيقات وبرامج المحادثة «الشات» والألعاب الإلكترونية لأنها من أكثر البرامج التي تسبب الإدمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©