الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يعرض على المعارضة اليمنية خطة بديلة لـ «الخليجية»

هادي يعرض على المعارضة اليمنية خطة بديلة لـ «الخليجية»
8 يوليو 2011 00:49
ظهر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مساء أمس، للمرة الأولى منذ إصابته في 3 يونيو الماضي، على التلفزيون اليمني مصاباً بحروق بالغة في الوجه واليدين، ووجه كلمة إلى شعبه دعا فيها إلى الحوار والمشاركة وفق الدستور، مبيناً أنه خضع لثماني عمليات جراحية ناجحة في الرياض، وأكد دعمه للجهود السياسية التي يبذلها نائبه عبد ربه منصر هادي في صنعاء وشكره للسعودية. ودعا صالح الذي بدت أطرافه ملفوفة بضمادات طبية، كافة القوى السياسية في بلاده إلى إعادة النظر في مواقفها إزاء الأزمة السياسية المتفاقمة باليمن، قائلاً “نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون وعلى أسس ديمقراطية ودستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية الحزبية والرأي والرأي الآخر”. وفي أول رد فعل لها، أكدت المعارضة اليمنية ممثلة ب”اللقاء المترك”، على لسان المتحدث الإعلامي باسمها محمد قحطان، أنه إذا كان صالح يعتزم العودة لبلاده بعد شفائه، “فهو مرحب به كمواطن ولكن ليس كرئيس للبلاد”. وقبيل كلمة صالح المتلفزة، كشفت المعارضة اليمنية أمس، إن القائم بأعمال الرئيس اليمني، قدم خلال اجتماع، خطة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد ستبقي صالح في السلطة لفترة أطول مما اقترحته مبادرات سابقة، مبيناً أن المبادرة تعد بديلاً للمبادرة الخليجية. وقال زعيم بالمعارضة اشترط عدم كشف اسمه، “جوهر الأفكار التي قدمها هادي هو بدء الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة انتقالية بقيادة المعارضة، وتغيير مواعيد انتخابات الرئاسة من 60 يوماً لفترة أطول دون نقل السلطة بشكل كامل لنائب الرئيس”. والخطة الجديدة خطوة للوراء بالنسبة للمعارضة التي تطلعت إلى أن عهد صالح قد ولى. ميدانياً، قُتل 27 مسلحاً متشدداً ينتمون لتنظيم “القاعدة” الإرهابي أمس، باشتباكات عنيفة مع الجيش اليمني بمحافظة أبين، فيما أكدت وزارة الدفاع مقتل قياديين بارزين في التنظيم، أحدهما السعودي وليد السعيري، وهو القائد العسكري لـ”القاعدة” في أبين. كما قتل 10 جنود برصاص بهجوم مسلحين من “القاعدة” أمس الأول، استهدف حافلة أجرة كانت في طريقها إلى مدينة لودر بمحافظة أبين المضطربة. وفي حادث ثالث، قتل سائق حافلة وأصيب 4 من ركابها بجروح خطيرة بانفجار قذيفة في أحد أحياء مدينة تعز جنوب صنعاء، بينما قتل جنديان في مواجهات مع مسلحين قبليين معارضين في المدينة نفسها، حسبما أفادت مصادر محلية أمس. وفور ظهور صالح، أطلقت الأعيرة النارية والألعاب النارية بكثافة في صنعاء وباقي المدن الكبرى ابتهاجاً بظهور الرئيس والذي أتى بعد أكثر من شهر من الصمت في ظل سيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة حول مدى خطورة إصابته وعودته المفترضة إلى اليمن التي لم يشأ التطرق لها في خطابه أمس. وأفاد موقع “الصحوة” الإخباري اليمني الإلكتروني أن يمنياً لقي حتفه وأصيب 20 آخرون جراء إطلاق أنصار صالح النار على ساحة “التغيير” في صنعاء. وأكد صالح استمراره في الوقوف في وجه خصومه “سنواجه التحدي بالتحدي” وأشاد بصمود أنصاره ورعاية السعودية له. وقال” أتوجه بالتحية لشعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج رجالاً ونساء شباباً على صمودهم ومواجهة التحدي من قبل عناصر الإرهاب فشعبنا اليمني صامد وسيظل صامد لكل أنواع التحديات التي تستهدف آمنه واستقراره والحرية والديمقراطية “. وأضاف “لقد فهم البعض الديمقراطية فهماً خاطئاً من خلال ممارسات خاطئة مثل...قطع الطريق، قطع البترول والمازوت والديزل والغاز وإقلاق الحالة الأمنية الذين يطالبون فيها من أجل الشراكة”. وأضاف “نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديمقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر..لكن هذا هو الرأي والرأي الآخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة ..وإقلاق عامة الناس”. وبدا صالح محروق الوجه تماماً، وكان يرتدي جلباباً أبيض وبدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفت على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس. واعتبر صالح في كلمته أنه “لا بد من إعادة نظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول دون تعاطف أو مجاملة”. وتساءل “اين الرجال الواعون، الرجال الثاقبون، أين الرجال المؤمنون، أين الرجال الذين يخافون الله، لماذا لا يقفون مع الحوار ومع الوصول إلى حلول مرضية”. وأكد “نحن مع المشاركة، مع مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه.. برنامج يكون قاسماً مشتركاً لكل الشعب اليمني، ليس كل واحد يفرض رأيه ولا حاجة ليلوي كل أحد ذراع الآخر.. هذا موقف متخلف وجاهل”. ولفت صالح إلى أن كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية خضعوا للعديد من العمليات الجراحية في المستشفيات السعودية، مشيداً بثبات المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن التي “وقفت مع المواطنين الشرفاء”. من جهته، أعلن حزب المؤتمر الحاكم أن “الملايين” سيؤدون اليوم الجمعة صلاة “الحمد والشكر لله” في ميدان السبعين، القريب من القصر الرئاسي، جنوب صنعاء، وبقية المدن اليمنية الأخرى. فيما دعت “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية” في اليمن أنصارها إلى “الاحتشاد بالملايين” اليوم الجمعة، في إطار ما أسمته ب”جمعة رفض الوصاية” احتجاجاً على “رفض الوصاية الخارجية على الثورة اليمنية ومحاولات الالتفاف عليها”، حسب بيان صحفي صادر عنها. وفي المعسكر المعارض، أكد محمد قحطان أن ما سيقوله صالح لا يعنينا في شيء.. نحن على الصعيد الإنساني نتمنى له السلامة والشفاء.. لكننا نرفض وبشكل قاطع عودته للسلطة”. وأضاف”إذا رغب في العودة لليمن كمواطن..فهو مرحب به..أما كرئيس للبلاد فهذا أمر مرفوض تماماً من قبلنا”. وكان عضو كبير آخر في المعارضة أكد في وقت سابق أمس أنهم لن يتراجعوا، في إشارة للخطة التي التي عرضها عبد ربه هادي خلافاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية. وأضاف “مستعدون للتجاوب مع المبادرة الجديدة بشرط أن تنقل السلطة أولاً لنائب الرئيس”. إلى ذلك، أعلنت روسيا رفضها إحالة “الملف اليمني” إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة والمطالبة بإنهاء حكم صالح. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موضوع التسوية في اليمن “لن يحال إلى مجلس الأمن الدولي للنظر فيه”. ميدانياً، نقل موقع وزارة الدفاع “26 سبتمبر نت”، إن السعودي العسيري، المقلب بـ”ابو خالد العسيري” الذي لقي حتفه في أبين “مدرج ضمن قوائم المطلوبين أمنياً للأجهزة الأمنية في اليمن والسعودية”. وتتهم السلطات السعودية العسيري بتقديم “تسهيلات ومساعدات” لعناصر “القاعدة”، وتشكيله مع آخرين “خلية إرهابية” لشن هجمات مسلحة على منشآت نفطية في المملكة. وارتبط العسيري بالقيادي البارز في “القاعدة” باليمن حمزة القعيطي، الذي قتل بعملية أمنية بمحافظة حضرموت في أغسطس 2008. كما وزارة الدفاع أمس مقتل القيادي البارز في “القاعدة” علي مبارك فراس الجهمي مع آخرين بينهم شايف الجربوع الحجازي، في المعارك الدائرة حالياً في زنجبا، مشيرًا إلى أن الجهمي “يعد واحدًا من أخطر عناصر القاعدة”، وأنه المسؤول عن التنظيم في مديرية صرواح بمحافظة مأرب.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©