الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحدادة» حرفة تبث الحياة في النحاس والمعادن

«الحدادة» حرفة تبث الحياة في النحاس والمعادن
18 يناير 2011 20:01
تأخذ بعض الحرف التقليدية التي تنتشر في وقتنا الحاضر على عاتقها تفعيل ممارستها وبث الحياة فيها مجدداً عرفاناً لتاريخ الأجداد في المنطقة. وفي مقدمة تلك الحرف التقليدية التراثية «الحدادة» التي تعتبر فناً قائماً بذاته خاصة أنه فن ينتج قطعاً وتفاصيل تراثية جميلة. أدوات ضرورية يعمل الحدادون في السوق الشعبي أمام زوار القرية التراثية، ويجيبون على أسئلة تتعلق بالحرفة ويتابعون العمل وإنجاز المشغولات المعدنية وعرضها على السياح الذين يبدون إعجابهم بها ويقتنونها هدايا تذكارية. يقول محمد الفلاح- حرفي حدادة: «تمر حرفة «الحدادة» بمراحل متعددة قبل تصنيع القطع منها، حيث تتم إذابة الحديد والنحاس والمعادن لتشكل منها مستلزمات منزلية وأشكال وأحجام متنوعة من المصنوعات المعدنية التي تخدم عدة مجالات في مقدمتها التراث المحلي مثل «المندوس» و»الدلة» و»الصواني». لذا تتوفر لدى كل حداد أدوات خاصة بممارسة الحدادة مصنوعة من الحديد، أهمها: السندان والمطرقة والكلاّب والمنشار والقالب والمثقاب والمسّن وريشات معدنية ونصال وأدوات أخرى تختص بالنقوش والزخرفة على سطح النحاس والمعادن». منتجات جميلة ينجز الفلاح مجموعات مختلفة من دلال وفناجين القهوة، يصنعها من النحاس أو المعدن المصقول، كما يصنع مجسمات نخيل وإبل وغزلان وبراجيل وبيوت قديمة، يقول: «العمل في الحدادة التقليدية لا يعني إنجاز قطع تراثية فقط، بل نصنع في السوق الشعبي مجسمات مبان عصرية كفندق قصر الإمارات ومبنى اتصالات وبرج العرب. كي نوفر للجميع خيارات عصرية تحاكي التطور ومتغيرات الديكور المنزلي والأثاث العصري. ولا تقتصر المنتجات على النحاس بل أصنع من المعادن الأخرى المصبوغة بالألوان الذهبي والفضي والبرونزي والأسود والأبيض. منها قطع فنية كبيرة الحجم على هيئة صقر أو شمعدان أو مزخرف سطحها بنقوش جميلة مستوحاة من بيئة الإمارات كرسوم للدلة أو الخيل أو السفن أو النخلة». صناعة رائجة تبرز صناعة الدلال المعدنية ضمن أهم المنتجات التراثية المطلوبة، وتعد بذاتها صناعة رائجة، في ذلك يقول الفلاح: «أصنع وزملائي الحدادين كافة أنواع وأحجام وأشكال دلال القهوة ومستلزماتها من صواني وفناجين وغير ذلك، حيث يستغرق إنجاز الدلة النحاسية كبيرة الحجم نحو 5 أيام، لأنني أنقش على سطحها زخارف عربية ومشرقية وإسلامية. وأحرص على جودة التصنيع لأننا مطالبون بترويج هذا المنتج التراثي المتصل بالحياة اليومية لدى الأجداد بشكل جميل». ويسترسل مضيفاً: «يأتي السياح العرب والأجانب إلينا من كل أنحاء العالم بهدف التعرف إلى تراثيات الإمارات تراثياتها ونهضتها المعاصرة، واقتناء ما نصنعه من تفاصيل تراثية تروي سيرة أجدادنا خاصة دلال القهوة التي يزينون بها بيوتهم ومكاتبهم كتذكارات من أبوظبي يصحبونها معهم إلى بلدانهم». الظريف في الأمر أنه على الرغم من كون السياح الأجانب لا يحتسون القهوة العربية، لكن الدلال والفناجين التراثية أكثر ما يستهويهم ويقتنونه. إضاءات ? أشهر القطع المعدنية التراثية التي تباع كهدايا تذكارية يحملها السياح معهم إلى بلادهم (قبائل الإبل، الصقور، أشجار النخيل، مرشات الماء). ? تباع القطع بأسعار مناسبة لكافة القدرات الشرائية، لأن الهدف من صناعتها هو ترويج جماليات المهن التراثية. ? تتراوح أسعار تلك المنتجات المعدنية من 10 إلى 500 درهم، تبعاً لحجم القطعة والجهد المبذول في إنجازها (يصل السعر الإجمالي لطقم دلة وفناجين وصينية فاخرة إلى 1000 درهم).
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©