الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخضر محمد: التنظيمات الإسلامية في أفريقيا تحمل الطابع الديني لكن مكوناتها طائفية وقبلية وسياسية

الخضر محمد: التنظيمات الإسلامية في أفريقيا تحمل الطابع الديني لكن مكوناتها طائفية وقبلية وسياسية
22 يناير 2014 00:46
أبوظبي(الاتجاد)- أكد الدكتور الخضر عبد الباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية أن أغلب التنظيمات الإسلامية المتشددة في أفريقيا، تحمل الطابع الديني في ظاهر الأمر، لكن حقيقة الأمر أن هناك مكونات داخلية في تلك الجماعات منها الطائفية والقبلية والمصالح السياسية التي تغذي وجود مثل تلك الجماعات». وأشار أيضاً الى مكونات منها تركيبة التنظيمية وطبيعة العلاقات والامتدادات الخارجية لتلك الجماعات مع «تنظيم القاعدة»، ونقاط الالتقاء والاختلاف فيما بينهما، والانعكاسات المجتمعية لهذه التنظيمات والتطورات على الأوضاع الداخلية في بلدان غرب أفريقيا، وتحدث أيضاً عن دور أو مساهمة لجهات خارجية في انتشار تلك الجماعات، وكيفية التوظيف السياسي لها. جاء ذلك خلال محاضرة للدكتور الخضر عبد الباقي، نظمها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» بعنوان «التنظيمات الإسلامية المتشددة في أفريقيا: جدل الحاضر ورهانات المستقبل»، أمس الأول في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في العاصمة أبوظبي، بحضور حشد من الجمهور، من بينهم عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات العربية والأجنبية وإعلاميون عرب وأجانب. واستهل الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية محاضرته بتوجيه تحية خاصة إلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، كما قدم خالص التهاني لسعادة الدكتور جمال سند السويدي ولمنتسبي «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، بمناسبة احتفالات المركز بالذكرى العشرين لتأسيسه. وأشاد بالمكانة الفكرية والبحثية المرموقة التي يقف عليها المركز اليوم على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، وقال «يعد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من أبرز معالم المعرفة العلمية والمنابر الأساسية لمسيرة البحث العلمي في الوطن العربي»، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار لمسيرة عمل المركز وللقائمين عليه. وتحدث الدكتور الخضر عبدالباقي محمد عن تاريخ ظهور الجماعات الأصولية المتشددة ذات الشعارات والخلفيات الدينية على الساحة الأفريقية، وما نتج عنها من أسماء لتنظيمات ذات توجهات جهادية دخلت في مواجهات مع السلطات الأمنية في عدد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، مستعرضاً عدداً من المحاور أهمها: حول حقيقة تلك التنظيمات الجهادية من حيث النشأة وأطر التكوين «الفكري والفلسفي». وأشار الباحث إلى أبرز عوامل وأسباب الصعود الدراماتيكي للأنشطة الإرهابية لتلك الجماعات، والتي عزاها إلى أسباب داخلية منها: عدم وجود مؤسسة ذات مرجعية عليا وفكر إسلامي، وتنامي حركات الإسلام السياسي، والتوتر المذهبي بين مكونات المجتمع الإسلامي في أفريقيا، بالإضافة إلى غياب الخطاب الإسلامي المعتدل حيال الأحداث والمواقف التي تخص الدين الإسلامي. فيما أرجع الأسباب الخارجية في نشوء تلك الجماعات وصعودها إلا أن تلك الأخيرة تسعى إلى وقف التمدد الغربي في أفريقيا باعتباره جزءاً من أيديولوجياتها. وخصص الدكتور الخضر قسماً من محاضرته تناول فيها آليات تمويل التنظيمات الإسلامية المتشددة في منطقة أفريقيا، من خلال الشبكات التجارية التي من الممكن أن تتعاطى كل أنواع التجارة، بغض النظر عن حرمتها، بالإضافة إلى الأموال التي تحصل عليها تلك الجماعات لقاء احتجاز الرهائن، وتعتمد أيضاً في تمويلها على أنشطة «غسل الأموال» والتبرعات الخيرية التي تصلها. واختتم الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، محاضرته بأهمية إجراء الدراسات الموضوعية ذات الصبغة البحثية لتلك الجماعات، ويبقى السؤال الأهم: هل تمتلك تلك التنظيمات المتشددة ذات المرجعيات الدينية القدرات القتالية التي يتم التحدث عنها في الإعلام، أم أن هناك قوى خفية وتقاطع مصالح مع بعض الدول تمد وتغذي الجماعات بما تريد لتكون أداة تمرر من خلالها ما تريده تلك القوى؟ ويذكر أن الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، باحث أكاديمي، وأستاذ جامعي ومحلل سياسي وإعلامي، نيجيري الجنسية، حصل على دكتوراه الفلسفة في الإعلام الدولي مع مرتبة الشرف الأولى، ودرجة الماجستير في الإعلام الدولي، ودرجة البكالوريوس في الإعلام من كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد في الرياض، تخصص «الصورة المتبادلة بين العرب والأفارقة (العلاقات الثقافية)».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©