الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أيرينا» تبحث نشر حلول الطاقة المتجددة في أفريقيا

«أيرينا» تبحث نشر حلول الطاقة المتجددة في أفريقيا
8 يوليو 2011 21:06
أبوظبي (وام) - بحث الاجتماع الوزاري لللوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” أمس بأبوظبي، تسريع نشر حلول الطاقة المتجددة في القارة الأفريقية. وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيس الجمعية العامة الأولى للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ الرئيس التنفيذي لـ”مصدر” أن العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإفريقيا شهدت نموا كبيرا في الفترة الأخيرة. وأشار إلى حصول سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الشهر الماضي على جائزة “صديق إفريقيا”، وذلك تقديرا للعلاقات الوثيقة التي تربط الإمارات بمختلف الدول الإفريقية. وقال الجابر إن الدولة وتماشيا مع نهج قيادتها الرشيدة في تقديم الدعم والعون ومد جسور التواصل والتعاون، أكدت التزامها بدعم الدول النامية من خلال “صندوق أبوظبي للتنمية”. وأضاف في كلمته خلال الاجتماع الذي عقدته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” أمس بأبوظبي، أنه تم تخصيص 350 مليون دولار للمساعدة في تسريع نشر حلول وتقنيات الطاقة النظيفة في الدول النامية، متوقعا أن يتم استثمار حصة جيدة من هذا المبلغ في إفريقيا. ويناقش الاجتماع الوزاري التعاون في مجال تسريع نشر حلول الطاقة المتجددة في القارة الإفريقية” وتطوير استراتيجياتها وإطلاق مبادرة على نطاق القارة لتحضير وتمهيد اقتصاداتها لمعالجة القيود التي تعيق نشر حلول الطاقة المتجددة. ويشارك في الاجتماع الذي تختتم أعماله اليوم نحو 45 دولة أفريقية وبحضور 30 وزيرا ومساعد وزير، فضلا عن عدد من الممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “آي بي سي سي”. كما تضم قائمة المشاركين برنامج الأمم المتحدة للبيئة “يونيب”، بجانب ممثلي الإمارات والهند والصين وألمانيا وفرنسا واليابان. وأشاد الجابر بجهود الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” ومديرها العام السيد عدنان أمين، لإطلاق هذا الحوار، الذي يعكس المستوى الرفيع للمشاركين فيه قدرة الوكالة على العمل كمنظمة دولية فاعلة ومؤثرة. وقال “إن حكومة الإمارات خصصت في ضوء أهمية تسليح جيل الشباب بالمعرفة والعلم والخبرات اللازمة لبناء أحد أهم القطاعات الاقتصادية الحيوية 20 منحة دراسية سنويا في “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا”. وأكد الجابر أن إمكانية الوصول إلى الطاقة والاستفادة منها تعد شرطا أساسيا للتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي وعنصرا حافزا في التصدي لمجموعة من القضايا العالمية الملحة مثل الأمن العالمي وتداعيات تغير المناخ وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وأعرب عن ثقته باتفاق آراء المشاركين حول اعتماد وتطبيق حلول الطاقة المتجددة في إفريقيا كمسألة حيوية وضرورة ملحة. وأرجع اتفاق المشاركين إلى أن إفريقيا لا تزال إحدى القارات الأقل نموا في العالم كما يسكنها مليار نسمة يشكلون سدس سكان العالم يحصلون على 4 % فقط من إمدادات الكهرباء على مستوى العالم. وذكر أن التقديرات تشير إلى أن غالبية الدول الإفريقية غير قادرة حاليا على توفير الكهرباء بأكثر من 20 % لسكانها، مشيرا الى أنه ورغم هذه التحديات فإن الصورة ليست قاتمة تماما، حيث تمتلك إفريقيا القدرة على تلبية احتياجاتها من الطاقة بالاعتماد على مواردها الوفيرة من مصادر الطاقة المتجددة. وأوضح الجابر أن قارة افريقيا، التي تشرق عليها الشمس بمعدل 325 يوما في السنة، تمتلك الطاقة الشمسية التي تمكنها من تأمين إمدادات الكهرباء في كافة أنحائها دون الحاجة إلى استثمارات مكلفة لتطوير البنى التحتية وشبكات التوزيع، كما تمتلك شريطا ساحليا طويلا يوفر الكثير من طاقة الرياح والمد والجزر والتي لا يجري استثمارها حاليا. وأشار الجابر إلى أن شرق إفريقيا تتوفر به الطاقة الحرارية الجوفية التي لديها القدرة على تأمين إمدادات جيدة من الكهرباء لدول المنطقة، منوها إلى أن الاجتماع يهدف إلى العمل على أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” بمساعدة الدول الافريقية على استغلال القدرات الكبيرة التي تمتلكها القارة. من جهته، أكد عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الاجتماع سيناقش احتياجات الطاقة المتجددة للقارة الإفريقية التي لها الأولوية في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والتي تحرص على تقديم الدعم وتحديد الأيدلوجيات والأولويات في البنية التحتية للقارة. وقال “لدينا برنامج طموح يركز على ادارة المعرفة والتعاون في مجال التكنولوجيا وعلى الابتكار بالإضافة الى الخبرة والبنى التحتية والأطر السياسية للاستثمار في الطاقة المتجددة “، مشيرا إلى انه يمكن لـ”آيرينا” أن تؤدي دورا مهما في مساعدة الحكومات على خلق الشروط المطلوبة وتخطيط كيفية التحول إلى مستقبل يتمتع بطاقة أكثر استدامة. وقال “تجمع هذه المشاورات ما بين اللاعبين الأساسيين المختلفين لكي يقوموا معا بتحديد شروط التمكين المطلوبة والعقبات الواجب إزالتها والحلول التي تستجيب بصورة أفضل إلى ظروف البلاد وكيفية وصول الدول إلى التكنولوجيا والتمويل والاستثمارات المناسبة”. واكد أن إعطاء القارة الأفريقية الأولوية في خطة عمل “آيرينا” لعام 2011 جاء في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها القارة السمراء حيث تشكل أفريقيا نحو 15 % من إجمالي تعداد السكان في العالم ولكنها تشكل نحو 5% فقط من إجمالي الاستخدام العالمي للطاقة ونصفه تقريبا يأتي من الكتل الحيوية الأمر الذي يعتبر من الأسباب الرئيسية للمشاكل الصحية ولقطع الغابات. وأوضح أن استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة هذه المشاورات جاءت بدافع التعرف الى التحديات الكبيرة التي تواجهها القارة الأفريقية التي يقطنها 15 % من سكان العالم لكنها تستخدم نحو 5 % فقط من الطاقة عالميا ونصفها تقريبا يأتي من مصادر حيوية ما يعتبر من الأسباب الرئيسية للمشكلات الصحية ولقطع الغابات إضافة إلى تدهور البنى التحتية للطاقة من الناحيتين الكمية والنوعية ويعيق النمو. وقال معالي فاروق أحمد وزير الطاقة المتجددة والجديدة الهندي إن بلاده لديها برنامج طموح للترويج للطاقة المتجددة حيث تعتبر الهند اليوم من بين أول خمسة بلدان في العالم من حيث طاقة انتاج الطاقة المتجددة حيث تم إنشاء قاعدة لتوليد 20 غيغاواط من الكهرباء وهو ما يعادل حوالي 11 % من إجمالي طاقة التوليد في الهند. كما أنها تساهم بأكثر من 4 % في مزيج الكهرباء للبلاد. وأوضح أن العقد الأخير شهد ارتفاع طاقة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة من 3 % من إجمالي الطاقة الإنتاجية لتصل الآن إلى أكثر من 11 %، مشيرا الى أن الهند تهدف إلى رفع هذه النسبة إلى أكثر من 20 % في العقد المقبل بطاقة تصل إلى أكثر من 70 ألف ميغاواط. واكد أن طاقة الرياح تعتبر مساهما رئيسيا ويتوقع أن تواصل نموها في الهند التي أطلقت برنامجا طموحا يهدف إلى تسهيل توليد 20 ألف ميغا واط من الكهرباء بحلول العام 2020 كما يجري العمل على برنامج آخر يتعلق بالكتلة الحيوية وهو برنامج سيساعد الهند على التقاط الطاقة الحيوية الكامنة التي تعادل 25 ألف ميغا واط من الطاقة الشمسية. وقال “نحاول في الهند معالجة كافة النفايات الصناعية ونشجع على توليد الطاقة النظيفة والمتجددة في مختلف الصناعات والقطاعات وتتولى أحدث مبادراتنا مهمة استقصاء امكانيات إنشاء مزارع مخصصة لاستخلاص الطاقة تعتمد على أنواع من نبات الخيزران تتميز بسرعة نموها وذلك من أجل انتاج الطاقة في منشآت صغيرة بطاقة تتراوح ما بين 1 إلى 2 ميغاواط لتساهم في تغذية شبكة التوزيع في البلاد”. وأضاف: لايزال الوضع السياسي والاقتصادي الدولي غير موات، خصوصا بالنسبة للبلدان النامية، حيث تواجه تلك القارة تحديات التنمية والديمقراطية وتحديات جديدة تتطلب تحقيق الأمن الغذائي وأمن الطاقة، فضلا عن التحدي الذي يفرض علينا استنباط وسائل لتحسين حياة شعوبنا بأسلوب يحفظ استدامة الهواء والماء والأرض وكذلك نواجه تحديات توفير الكهرباء النظيفة لعدد كبير من السكان لكن كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال الشراكة والتعاون. من جهته، توجه حبيب عوين وزير الطاقة المالي الذي توجه بالشكر والتقدير لدولة الإمارات على الحفاوة وكرم الضيافة وعلى جهودها في مجال الطاقة المتجددة ثم استعرض جهود حكومة مالي والدعم الذي تقدمه في هذا المجال. ودعا الدكتور راجندرا باتشاوري رئيس اللجنة الدولية لتغيير المناخ، حكومات العالم النظر في مزايا الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة. وأشار كاندمه يومكيلا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية الى ان الاستثمارات في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء تبلغ نحو ملياري دولار سنويا فقط ، لافتا الى إعلان بنك التنمية الأفريقي أن تحقيق الهدف العالمي بتسهيل الوصول إلى طاقة كهربائية يمكن الاعتماد عليها وتكون أكثر رفقا بالبيئة في 53 دولة أفريقية بحلول عام 2030 يتطلب استثمار نحو 27 مليار دولار سنويا. وتناولت جلسات أمس التحديات والفرص في مجال الطاقة المتجددة وردود فعل المؤسسات الأفريقية تجاه الفرص في مجال الطاقة المتجددة والشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة في افريقيا وافضل الممارسات والتحديات في تشجيع الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. ومن المقرر أن يختتم أعمال الاجتماع اليوم باستعراض عدد من الأوراق التي ستركز على الطاقة كمسألة رئيسية وجوهرية في سباق التنمية وتأثيراتها المباشرة على القطاعات المختلفة ومن ضمنها الزراعة والصناعة والمياه والنقل والبيئة والتعليم وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©