الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كوانتا» تقتحم «الحوسبة السحابية» سعياً إلى النمو

8 يوليو 2011 21:06
أنتجت “كوانتا” التايوانية (أكبر شركة عقود تصنيع أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم) 50 مليون جهاز كمبيوتر “نوتبوك” العام الماضي، وحققت للمرة الأولى منذ تأسيسها، عام 1988، إيرادات فاقت ترليون دولار تايواني (35 مليار دولار أميركي). غير أن “كوانتا”، مثلها مثل العديد من شركات عقود تصنيع الإلكترونيات، تمر بمرحلة صعبة. إذ إن زيادة تكاليف العمالة المطردة في الصين وارتفاع أسعار المواد الأولية والنفط وضعف الدولار الأميركي تعمل جميعها على تقليص هوامش الأرباح، ما جعل الشركة لا تحقق العام الماضي سوى 2,3 مليار دولار تايواني صافي أرباح بهامش نسبته 1,7%. وتواجه شركات عقود تصنيع أخرى نفس هذه الصعوبات. حيث شهدت “هون هاي”، الشركة التايوانية التي تقوم بتجميع منتجات “آبل”، هبوط هوامش ربحها إلى أدنى مستوياته بنحو 2,6% خلال الربع الأول من 2011، نظراً لزيادة التكاليف الناتجة عن زيادة الأجور العام الماضي ونقل مصانع لها إلى أنحاء وسط الصين. كما قالت “كومبال”، ثاني أكبر مصنع كمبيوترات شخصية في العالم، إنها ستسعى إلى رفع الرسوم التي تفرضها على أنواع أجهزة الكمبيوتر الشخصية مثل “اتش بي” و”ديل” من أجل تعويض التكاليف المتزايدة. غير أن الانتقال إلى مناطق أقل تكلفة ومحاولة زيادة الأسعار ربما لا تكون سوى علاج مؤقت. فبالنسبة لشركة “كوانتا”، ورغم أنها توقعت منذ عشرة أعوام أن تحل كمبيوترات “نوتبوك” محل الكمبيوترات المكتبية، فإن الحل طويل الأجل يكمن في السعي إلى استشراف المستقبل، والذي ترى الشركة أنه الحوسبة السحابية. ولذلك تتوجه “كوانتا” بكل قوة نحو مراكز البيانات والخوادم وتتحدى شركات رائدة في هذا المجال مثل “اي بي ام” و”اتش بي” و”ديل”. واشتركت “كوانتا” الشهر الماضي مع “فيسبوك” فيما يسمى مشروع الحوسبة المفتوحة الذي يسعى إلى تشجيع الابتكار والحوار الصناعي عن مراكز البيانات من خلال نشر تصاميم “فيسبوك”. كما تتجاوز “كوانتا” مهمتها المعتادة بصفتها شركة عقود تصنيع إلى القيام مباشرة بتوريد خوادم لـ”فيسبوك” و”جوجل”، بدلاً من العمل من خلال وسيط ذي اسم تجاري معروف مثل “اتش بي” أو “ديل”. فمن خلال ذلك يمكن للشركة تحقيق هوامش ربح أعلى كثيراً من رسوم التركيب العادية التي تفرضها لتصنيع أجهزة نوتبوك لحسابهما. وقال باري لام رئيس مجلس ادارة “كوانتا”: “في مجال أجهزة كمبيوتر نوتبوك نحن الأكبر بالفعل ولذا لا يوجد مجال لمزيد من النمو”. وتتطلع “كوانت” إلى زيادة إسهام الخوادم في الإيرادات العامة من نحو 5% إلى قرابة 10% بحلول نهاية العام الحالي. وتتضمن الحوسبة السحابية أيضاً ازدهار مراكز البيانات (وهي مبان ضخمة تحتوي آلاف الخوادم المستقلة) في شركات شبكة الانترنت مثل “جوجل” و”ياهو” و”فيسبوك”. ورغم صعوبة تحديد حجم هذا الازدهار، توقع كريستيان بيلادي، مدير عام بحوث مراكز البيانات في “مايكروسوفت”، أن تبلغ سوق بناء مراكز البيانات السنوية 18 مليار دولار في الولايات المتحدة و78 مليار دولار في العالم بحلول عام 2020. ورغم أن شركات عقود تصنيع آسيوية مثل “هون هاي” و”انفنانتك” و”فلكسترونيكس” السنغافورية تنتج بالفعل خوادم في ظل عقود تصنيع، إلا أنها عجزت عن تحدي كبريات الأسماء التجارية الدولية. ورغم تفوق المنتجين الآسيويين عن غيرهم في مجال تصنيع الأجهزة التكنولوجية عالية الجودة بسعر منخفض، إلا أن الخوادم تحتاج أن يصاحبها برمجيات سوفتوير تخصصية وهي خبرة تفتقر إليها عادة شركات عقود التصنيع. وعكفت “كوانتا” في صمت على بناء هذه القدرة خلال العامين الماضيين، والتي تجسَّدت أولى نتائجها الشهر الماضي في شراكة مع “فيسبوك” وعزمها مستقبلاً على توريد خوادم لمركزي بيانات “فيسبوك” في كل من ولاية اوريجون ونورث كارولينا. وحتى الآن لا تبدو “اتش بي” و”ديل” قلقتين من أن يشكل تصميم حوسبة “كوانتا” و”فيسبوك” المفتوحة تهديداً تنافسياً على أعمالهما. وقال مدير تسويق “ديل” درو شولكي إن تصميم حوسبة “فيسبوك” المفتوحة لن يضر بأعمال ديل بسبب أن الشركة تكسب من الخدمات أكثر كثيراً مما تكسبه من الأجهزة. وترى “ديل” أنه مع التوسع الهائل لخدمات الحوسبة السحابية هناك ما يكفي من الأعمال للجميع، وأنه لا ينبغي على “اتش بي” أن تقلق من “كوانتا” حيث قالت: “نحن نعتبرها صناعة شديدة الضخامة وهناك أعداد هائلة من الفرص متاحة للجميع”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©