السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء ينصحون بتجنب مسببات الجفاف والإجهاد الحراري في رمضان

أطباء ينصحون بتجنب مسببات الجفاف والإجهاد الحراري في رمضان
7 يوليو 2013 10:22
ساعات معدودة باقية، وتنعقد النية على صيام شهر رمضان المبارك، فقد شرع الله الصيام لحكم وأبعاد دينية ونفسية وصحية وتربوية عديدة، فإذا كان الدين يسراً، والقاعدة الفقهية تقول: «لا ضرر .. ولا ضرار»، فإن ذلك يستدعي في مثل هذه المناسبة من كل عام التساؤل القديم الجديد «كيف يصوم المرضى؟»، وكيف يتعامل هؤلاء المرضى الصائمون مع الإنهاك الحراري، وارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة خلال ساعات الصوم؟ ومتى يصبح العطش ونقص السوائل خطراً يستوجب معه الإفطار؟. كيف إذن يصوم مرضى الجهاز الهضمي، وضغط الدم، والقلب، والكبد، والكلى وأمراض الجهاز البولي، ومرضى السكر، والمرأة الحامل والمرضع، وغيرهم؟ هل هناك مخاطر محتملة؟ وكيف يمكن لهؤلاء المرضى أن يتجنبوا المضاعفات المحتملة نتيجة انقطاعهم عن الطعام أو الشراب لساعات معينة؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) - توضح الدكتورة افتتاح فضل، الأخصائية بمستشفى المفرق، أن صيام المرضى بصفة عامة لا بد أن يخضع للإشراف الطبي المباشر، والتعميم لا يجوز، ولكل مريض حالته، والتوصية الطبية تخضع للفحص الطبي والأعراض الموجودة، وحالة المريض المتوقعة عند الصيام، فمرضى قرحة الاثنى عشر مثلاً يُعانون من آلام كبيرة عند الصيام أو عند انقطاعهم عن تناول الطعام لساعات معينة، نتيجة تزايد حامض المعدة واندفاعه إلى الاثنى عشر لخلو المعدة من الطعام، ومن ثم ننصح هؤلاء المرضى بتناول الأدوية التي تقلل، أو تمنع إفراز الحامض المعدي قبل الإمساك، وتجنب الأطعمة التي تزيد معدل الحموضة، أو تلك التي تثير وتهيج القرحة، وأيضاً تجنب الأطعمة التي تسبب مشاكل في الأمعاء الغليظة أو ما يعرف بالقولون العصبي، حيث إننا نجد أن معدل حدوثه أثناء الصيام يقل بدرجة كبيرة، ويزداد بعد تناول الإفطار نتيجة الإفراط في تناول الطعام ولا سيما البقوليات منها، وننصح مرضى القولون بتجنبها أو الإقلال منها قدر الإمكان، وينصحون بتجنب تناول الدهون والبروتينات، والمأكولات الحامضية، والبطاطا المقلية، والأطعمة المليئة بالتوابل والبهارات، وعدم الإفراط في تناول عصائر البرتقال والليمون والشاي، والقهوة، والشيكولاتة، والأغذية المحفوظة، والمشروبات الغازية خلال شهر الصيام بوجه خاص إلى جانب تجنب تناول أدوية الأسبرين». مرضى الكبد بالنسبة لمرضى الكبد، تشير الدكتورة فضل، إلى أن غالبية المرضى لا يعانون من أية مضاعفات إلا بعد سنوات عديدة يكون المرض قد وصل فيها إلى مراحله النهائية تقريباً، وفي هذه الحالة لا توجد موانع من صيامهم، أما المرضى الذين يعالجون بعقار «الانترفيرون» أو «الريبافرين»، فليس هناك ما يمنع مطلقا من صيامهم تحت الإشراف الطبي، وينصح هؤلاء بشكل عام بتجنب تناول البروتينات والدهون بكل أنواعها، وعدم تناول الأطعمة «المسبكة» والبهارات والتوابل، إلى جانب الاعتماد على الخضراوات واللحوم الخفيفة المسلوقة الطازجة والخالية من الدهون، والفواكه والاعتماد على التمور وعسل النحل الطبيعي وحليب النوق. أما مرضى التهاب المرارة في حالة عدم القيام بعملية جراحية لأي سبب من الأسباب ينصحون بأن يقللوا من تناول المواد الدهنية، أما أصحاب الوزن الزائد ففي الصيام مصلحة كبيرة لهم بشرط عدم الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، وهو حمية طبيعية لتخفيف وزنهم. مرضى القلب يقول الدكتور عبدالله النعيمي رئيس قسم القلب بمستشفى زايد العسكري إن صوم المرضى المصابين بأمراض القلب مثل: قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب، وأمراض الصمامات، يعتمد على درجة المرض، وما إذا كان المريض يعاني من المرض بشكل حاد أو مزمن، وغالباً ما يوصى المرضى المصابون بالحالات الحادة من هذه الأمراض بعدم الصوم في شهر رمضان إلى أن تستقر الحالة، ولا توجد مشكلة إطلاقاً مع مريض الضغط، لكن ينصح بالإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف، وينصح كذلك بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والكافيين». ويضيف الدكتور النعيمي: «إن الصيام لا يزيد من الدهون، لكن ما يزيد منها إقبال البعض على تناول الأطعمة الدسمة بكثرة عند الإفطار، وربما بصورة أكبر مما يتناولونها في الأيام العادية، والنتيجة الطبيعية هي زيادة نسبة الدهون في رمضان، والحقيقة هي أن الصيام بالامتناع عن الطعام كلياً في النهار يؤدي إلى استهلاك الدهون الزائدة مما يخفض نسبتها ويقي من تصلب الشرايين وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم. وبالنسبة لمرضى القلب فمن المتعارف عليه أن هناك احتياطات غذائية خاصة يجب أن ينتبه إليها مريض القلب، حيث تعتبر عاملاً كبيراً في علاجه، إذ يعتمد عليها كجزء كبير من علاجه بحيث يجب تنظيم طريقة تناوله للطعام وذلك بالإقلال من الكمية والإقلال من تناول الأملاح والدهون، ومما لا شك فيه أن هذا المريض سيجد في الصيام ما يقيه ويفيده حيث يمنع الطعام نهائياً أثناء الصيام، لكن عليه أن يحتاط عند الإفطار، وهذا الامتناع عن الطعام في الصيام يخفف العبء على القلب بنسبة 25% على الأقل حيث يقل المجهود الذي يقوم به القلب بخفض ضخ الدم ومن هنا يتقوى القلب تدريجياً بالصيام. كما أن على مريض القلب مراعاة تنظيم الأدوية التي يتناولها بمساعدة طبيبه مع التقليل من الملح والمواد الدهنية عند الإفطار، ومع مراعاة هذه الاحتياطات يلاحظ ازدياد حيوية القلب تدريجياً. أما المصابون بهذه الأمراض بشكل مزمن، فيمكنهم الصيام وعليهم استشارة الطبيب المختص». مرضى السكري الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية والدم بمستشفى مركز الخليج للتشخيص في أبوظبي، وزميل الكلية الملكية البريطانية، يؤكد أن بإمكان مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين الصيام في يسر وأمان ودون مشاكل أو خوف، ويقول: «علينا أن نعلم أن نسبة الجلوكوز الطبيعية في الدم من 08 إلى 62 مليجراما في المئة وأن مرضى السكر نوعان، الأول وهو الذي يعتمد كلياً على الأنسولين، نظراً لنقصه الشديد، أو لانعدامه في الجسم، أما الثاني وهو المريض غير المعتمد على الأنسولين وهنا يتم العلاج إما بالأقراص المنبهة لخلايا «بيتا» في البنكرياس، لإفراز المزيد من الأنسولين، أو بالأدوية المحفزة والمنشطة لأداء الأنسولين في جسم الإنسان، أو عن طريق الأدوية التي تقوم بالحرق «اللاهوائي» للسكر في الجسم، وأخيرا بعض الأدوية المخفضة لامتصاص السكر من الجهاز الهضمي، وقد يكون هناك اشتراك بين أكثر من نوع من الأنواع السابقة لتخفيض نسبة السكر في الدم وفي حالة عدم الاستجابة نلجأ إلى العلاج بالأنسولين بطبيعة الحال، فمرضى السكر من النوع الأول، هم في الغالب من الأطفال أو الصغار، ولا يسمح لهم بالصيام على الإطلاق، نظرا لحرج حالتهم، واحتياجهم إلى تناول الطعام على فترات متقاربة، مما يتعارض مع حالة الصوم. تخفيض الجرعات يكمل الدكتور السادات: «أما المرضى البالغون من النوع الثاني، فالصيام دواؤهم الأول، وبالتالي يمكن تعديل الجرعات حتى تتلاءم مع مواعيد الصيام في الشهر الفضيل، مع ملاحظة أنه قد يحتاج المريض إلى تخفيض الجرعات نظراً لطول فترة الصيام، حتى لا يصاب بانخفاض في نسبة السكر في الدم، وما يتبعها من آثار غير مستحبة، فإذا كان المريض يعالج بالأنسولين فلا مانع من الموافقة على صيام هؤلاء المرضى، وخاصة بعد توافر أنواع جديدة وفعالة من الأنسولين التي تسمح بثبات مستوى الأنسولين والسكر في الدم، بما يمنع حدوث حالات هبوط للسكر ومضاعفاتها، ولكن في جميع الأحوال يجب أن يراجع مريض السكري طبيبه المعالج حتى يحصل على التقييم الفعلي لحالته، ويقدم له النصيحة للعلاج الأمثل أثناء شهر رمضان الكريم من حيث التعديل في الأنواع التي تناسبه، أو في الجرعات، أو في العادات الغذائية المناسبة بما يؤدي إلى حماية المريض من أي مخاطر محتملة». ويضيف الدكتور السادات: «إن فحص عينات السكر أو الحصول على عينة دم أثناء الصيام لإجراء أي فحوص مختبرية عليها لا تتسبب في الإفطار على الإطلاق، وبالتالي يستطيع مريض السكري أن يفحص مستوى السكر في الدم بنفسه أثناء نهار شهر رمضان بما لا يسمح بهبوط هذا المستوى، ويجب عليه عدم المكابرة بالاستمرار في الصوم وعليه الإفطار على الفور إن شعر بهبوط السكر في الدم، مع ضرورة مراجعة الطبيب المعالج على الفور ليقرر ما يلزم تجاهه». المرأة الحامل تقول الدكتورة عبير النقبي، أخصائية أمراض النساء والتوليد بمستشفى الكورنيش: «جسم المرأة الحامل قادر على التأقلم مع مثل ظروف الصوم، لكن السيدة الحامل تحتاج بلا شك إلى تغذية إضافية للجنين وبمعدل منتظم من «الجلوكوز»، وهو المنتج النهائي للعناصر الغذائية في الجسم ويمر الجلوكوز إلى «الجنين» من خلال المشيمة، ونقص هذا العنصر في دم الأم لأي سبب من الأسباب كالصيام، يؤدي إلى نقص بالضرورة في دم الجنين، مما يدفع جسم الأم إلى التوازن عن طريق حرق كمية من الدهون الموجودة بجسمها للحصول على كمية الجلوكوز المطلوبة، وهذا لا يحدث إلا عندما تنقطع الأم عن تناول الأطعمة أو الصيام لساعات طويلة، ويجب أن تكون الحالة الصحية العامة للأم الحامل جيدة وسليمة، ولا تعاني من أي مشاكل أخرى تمنعها من الصيام كارتفاع السكر، أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما، أو الضعف العام أو خلافه، ويجب على الطبيب المعالج أن يناقش ويقرر تأثير الصيام على الأم الحامل أو جنينها، وفي ضوء الصحة العامة للأم عليه أن يقرر الصيام من عدمه. ولا بد للسيدة الحامل من تناول وجبة السحور كاملة، ومراعاة احتواء الغداء على جميع العناصر والفيتامينات الغذائية، والإكثار من تناول السوائل، والإقلال من المجهود الجسماني بقدر الإمكان خلال ساعات الصيام، حتى لا يضطر الجسم إلى حرق المزيد من الدهون وبالتالي ارتفاع نسبة المواد غير المرغوب فيها، وعلى الأم الحامل أن تسرع لاستشارة الطبيب المعالج عند حدوث أية متاعب أو مضاعفات أو عند الإحساس «بالدوخة» أو الدوار أو الإحساس بالهزال والوهن، لكن تنصح المرضع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة بعدم الصيام، لأنها فترة استنزاف لجسد الأم المرضع، أما بعد مرور الشهور الثلاثة، فيمكن للأم المرضع الصوم بشرط اتباع التعليمات الواجبة الخاصة بالصيام، إلى جانب مراعاة التوازن الغذائي خلال فترة الصيام والرضاعة». الإجهاد الحراري والصيام تقول الدكتورة النقبي: «تتمثل أعراض الإجهاد الحراري عامة وخلال الصيام خاصة في أن حرارة الجسم تكون طبيعية تقريباً، ولكن لون الجلد يكون باهتاً ورطباً، مع غزارة العرق والتعب والإنهاك والصداع والتشنجات والغثيان والدوار والقيء والإغماء وفقدان الوعي، ولإسعاف المصاب من هذه الحالة لا بد من إعطائه رشفات من ماء مالح على مدار الساعة، وتخفيف ملابس المصاب. ووضعه مستلقياً على ظهره مع رفع قدميه بحيث يكون رأسه دون مستوى جسمه، وفي مكان جيد التهوية، أما في حالة ما إذا تقيأ المصاب، فلا يعطى أية سوائل، بل يمكن إعطاؤه أحد منشطات القلب والدورة الدموية من قبل الطبيب. ولتفادي الإجهاد الحراري يجب عدم المكث لفترات طويلة في الأماكن المغلقة في ظروف الحر الشديد، فيجب على الحجاج حماية أنفسهم من درجات الحرارة العالية باستخدام المظلات الشمسية البيضاء. وتناول كميات كافية من السوائل مع ملاحظة زيادة تناول الملح لتجنب ضربة الشمس». يخضع أصحابها لإشراف طبي دقيق حالات يفضل فيها عدم الصيام يتفق أطباء الأمراض الباطنية بشكل عام على أن هناك حالات مرضية معينة يفضل لأصحابها عدم الصيام، إلا بنصيحة مباشرة ومحددة من الطبيب المعالج، نظراً لما قد يسببه الصيام من تدهور لحالة المريض. فالمرضى المصابون بأمراض مزمنة في مراحلها المتأخرة مثل مرضى تليف الكبد «بأسبابه المختلفة»، والمصاحبة بفشل كبدي، ووجود مضاعفات مثل تكرر الغيبوبة الكبدية، والتهاب الغشاء البريتوني في البطن، وسوء الحالة العامة والصحية للمريض، والإعياء العام، وخصوصا إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب والكلى وغيرها. أيضاً المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتشاء السوائل في الجسم مما قد يعرضهم لفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح خصوصاً في فصل الصيف والجو حار وحيث تكون مدة الصيام أطول نسبياً، في هذه الحالة يكون عدم الصيام أفضل للمريض. أيضا المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية التي يتكرر حدوثها، أو المرضى الذين يتعاطون دواء «الإنترفيرون» ويسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ، أو الإعياء العام مما قد يجعل الصيام شاقاً عليهم خصوصا في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية. كذلك بعض المرضى الذين يعانون نزيف دوالي المريء، ويعالجون عن طريق المنظار بالحقن، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالقروح سواء في المريء أو المعدة، وذلك بناء على مكان الحقن العلاجي بالتحديد أو وجود التهابات شديدة وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيقين، فيكون عدم الصيام أفضل. وهؤلاء المرضى ينصحون بالابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح، لاسيما الذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن. والتقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية والموجودة في اللحم والألبان ومشتقاتها، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية. وتقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية. والإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة. وعدم الإفراط والإكثار من السوائل للمرضى الذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في البطن. كذلك ينصح بعدم صيام مرضى الفشل الكلوي المزمن الذين يحتاجون إلى الغسيل الكلوي الصناعي خاصة في أوقات إجراء الغسيل، أما مرضى الكلى المزروعة في العام الأول لا ينصح بصيامهم، لأن في ذلك أثرا سلبيا على نجاح عملية الزراعة، وأما فيما بعد ذلك فليس هناك مشكلة في الصوم عند استقرار الحالة وعمل الكلى بشكل طبيعي، وعلى أي حال لابد من استشارة الطبيب المعالج قبل ذلك لأخذ النصيحة فيما يتعلق بجرعات الأدوية اللازمة مثل أدوية تثبيط المناعة وغيرها. المرض النفسي أما بخصوص الأمراض النفسية، يقول الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية، يرى أن الأمراض النفسية والعقلية تختلف اختلافاً كبيراً فيما بينها، وهناك أمراض صعبة تؤثر بشكلٍ كبير على حياة الإنسان وتجعله غير قادر على القيام بأي عملٍ، أو أمراض رُفع القلم عَّن صاحبها، وهؤلاء المرضى لا توجب عليهم الصلاة أو الصيام نظراً لطبيعة مرضهم الذي يفقدهم التفريق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي وواقعي. لكن ثمة أشخاصا يُعانون من اضطرابات خفيفة لا تؤثر على حياتهم ووظائفهم كالوسواس القهري أو الخوف والهلع المرضي أو القلق أو الاكتئاب مثلاً، وهذا الأمر تجب مناقشته بشكلٍ جاد مع الطبيب المعالج كي يقيّم مدى قدرة المريض على الصيام، ومدى توقع الانتكاسة المرضية، فإذا كان لا يستطيع الصوم فإنه لا يسقط عنه، ويستطيع قضاء الأيام التي أفطرها في وقتٍ تكون حالته النفسية والعقلية في شكلٍ أفضل. ويستطيع المريض تحديد ذلك بالتعاون مع الطبيب والاستعانة برأي عالم دين ضليع في الفقه ليُفتيه في الأمر. وذلك عكس المرضى العقليين مثل مرضى الفصام الذين لا يستطيعون قضاء الأيام التي أفطروها نظراً لأن أمراضهم مُزمنة في أغلب الأحيان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©