معركة دولية للفوز بخدمة ناو

إعداد - محمد عبد الرحيم: اجتاح الغضب مؤخراً جموع المشتركين في خدمة ''ناو'' لتليفزيون الحزمة العريضة التي توفرها شركة ''بي سي سي دبليو'' إذ لم تتمكن الخدمة التليفزيونية لبروتوكول الانترنت في هونج كونج من نقل منافسات كأس العالم مما أجبر المشتركين على التحول الى مزودي خدمة الكابل المنافسين لمشاهدة المباريات· الا ان شكاواهم لم تمنع ''ناو'' ان تستقطب الأضواء كهدف محوري في معركة التملك الدائرة ما بين شركة ماكواري الاسترالية وشركة تي بي جي نيوبريدج الاميركية الاستثمارية للاستحواذ على جوهرة الاعمال التجارية للاتصالات الهاتفية والوسائط الإعلامية في شركة ''بي سي سي دبليو'' المستقلة الاكبر للخط الثابت في هونج كونج والتي يهيمن عليها قطب الصناعة المعروف ريتشارد لي· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً فإن روبرت مردوخ رئيس مجلس إدارة ''نيوز كوربريشن'' التي دخلت في مفاوضات مع شركة ماكوير للانضمام اليها في الصفقة التي تبلغ قيمتها 7,3 مليار دولار ذكر في هذا الاسبوع بأن تشغيل خدمة ناو تعتبر تجربة مثيرة للاهتمام اذ انها أكبر شركة مشغلة لتليفزيون الانترنت في العالم اجمع أما شركة تي بي جي نيوبريدج والتي تقدمت بعرض منفصل في السابق من أجل تملك جزء من الشركة الأم ''بي سي سي دبليو'' فقد عبرت من جانبها ايضا من اهتمامها البالغ بالمجموعة في هونج كونج بسبب حضورها القوي في مجال تليفزيون الحزمة العريضة· وفي الوقت الذي اكتسبت فيه ناو الاشادة من عمالقة الصناعة والمستثمرين برغم تاريخها القصير وغياب مباريات كأس العالم الا ان بعض المحللين أعربوا عن شكوكهم بشأن حجم العوائد المالية التي يمكن استدرارها من عملية التملك· والى ذلك فإن خدمة ناو فخدطف وهي اختصار لاسم ''نيتوورك أوف ذا وورلد'' قد تم اطلاقها في سبتمبر من عام ،2003 كجزء من جهود شركة ''بي سي سي دبليو'' الرامية لايقاف التآكل الذي اخذت تشهده أهم عملياتها التجارية في مجال الخط الثابت· وبهذه الخطوة فقد تمكنت تحقيق الكثير من النجاح حيث ان أعمال الهاتف التقليدي في شركة بي سي سي دبليو استطاعت المحافظة على حصة اجمالية في السوق بلغت 68 في المئة في النصف الثاني من العام الماضي· وكذلك فإن خدمة ''ناو'' قد ساعدت شركة بي سي سي دبليو أيضاً على رفع اعداد مشتركيها في الحزمة العريضة بمعدل 20 في المئة في العام الماضي الى مستوى 953 ألف مشترك الى جانب المحافظة على سعر شهري للمشترك الواحد بقيمة 200 دولار هونج كونج مقارنة بمتوسط للسوق لا يزيد على 140 دولاراً هونج كونج وفقاً لاحصائيات مكتب ميديا بارتنرز آسيا للبحوث· بل ان خدمة ناو أصبحت بمثابة الايقونة والنموذج لصناعة ما زالت تتهيأ للإقلاع في العديد من الاقتصاديات الآسيوية المتقدمة الأخرى بمن فيهم تايوان واليابان وكوريا الجنوبية· وعبر توفير صناديق الارسال العلوية ''الأشبه بأجهزة الريسيفر'' وتقديم القنوات التليفزيونية المجانية للمشتركين بواسطة شبكتها المتقدمة اصلا للحزمة العريضة فقد استطاعت شركة ''بي سي سي دبليو'' من اجتذاب حوالى 269 ألف مشترك في العام الأول فقط من اطلاق خدمة ''ناو''· قبل ان تتمكن لاحقاً من اضافة عدد قليل من القنوات مثل قناة ''ئي اس بي ان'' وقناة ستار سبورتز من اجل اغراء المزيد من المشتركين· وبمساعدة من حملات التسويق والترويج المكثفة والافتقاد الى منافس قوي من الشركات المشغلة للكيبل فقد شهدت قاعدة الزبائن في خدمة ناو لوحدها نموا الى مستوى 549 ألف مشترك في العام الماضي 71 في المئة منهم من المشتركين الذين يدفعون مبالغ شهرية بمتوسط بلغ 114 دولاراً هونج كونج في النصف الثاني من العام الماضي مقارنة بمتوسط شهري بلغ 110 دولارات في النصف الاول من ذلك العام· ولكن المحللين اشاروا الى ان المساهمة المالية لخدمة ''ناو'' في ايرادات شركة بي سي سي دبليو ليست بذلك الحجم المؤثر· اذ ان خدمة ناو شكلت 2,3 في المئة فقط من عائدات شركة بي سي سي دبليو في العام الماضي والتي بلغ اجمالها 70 مليون دولار أميركي وفقاً لاحصائيات فيفيك كاوتو المحلل في مكتب ميديا بارتنرز آسيا والذي يتوقع ان تصل هذه الايرادات الى مستوى 200 مليون دولار أميركي بحلول العام ·2010 ولكن المستثمرين ايضا أعربوا ايضا عن مخاوفهم بشأن كمية الارباح التي يمكن ان تحققها خدمة ناو بسبب ان الشركة لم تكشف النقاب بعد عن أي من البيانات المهمة مثل تكلفة الاستحواذ على المحتويات الاعلامية اذ يقول الآن ناج المحلل في مكتب بي او سي انترناشونال ''بالنسبة للمستثمرين ربما ما زال من المبكر ان يعتبروا صفقة ناو انتصارا مؤزرا''·