سيـارات للنساء فقــــط!

إعداد - عدنان عضيمة: لا شك أن هناك اختلافاً كبيراً بين الرجال والنساء في النظر إلى كافة الأشياء والحكم عليها· ويقطع البعض بأن ذلك يعود إلى الاختلافات التركيبية البيولوجية التي تفعل فعلها في تغيير المزاج· ولما كان خبراء تصميم السيارات لا يجهلون مثل هذه الحقائق والتوجهات، فلقد كان بعضهم أكثر اهتماماً بتصميم أصناف من السيارات خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء· وأصبح هذا التوجّه يسترعي المزيد من اهتمامات صنّاع السيارات هذه الأيام بالذات لأن النجاح في اكتساب النساء يفتح أمامهم سوقاً كاملة لترويج سياراتهم وزيادة مبيعاتهم وأرباحهم· ومع ذلك، يكاد يكون من المستحيل إطلاق حكم على أي سيارة توجد في الأسواق الآن بأنها (للنساء فقط) أو (للرجال فقط)· ولا يبقى في هذا المجال إلا الركون إلى الإحصائيات التي تتعلق بمبيعات السيارات لمعرفة من منها تجتذب أياً من الجنسين أكثر من الآخر· وفي عام 2004 عمدت شركة فولفو السويدية التابعة لشركة فورد الأميركية إلى إطلاق أول نسخة اختبارية لسيارة نسائية قام بتصميمهـــا فريــــق من النســـاء الخبيرات بفن تصميم السيارات وأطلــــق عليهـــا (فولفـــو يور كونسيبت كار) Volvo Your Concept Car· وتضمنت السيارة بعض التفاصيل العملية غير المألوفة في سيارات الرجال ومنها سلّة المهملات والمرايا العاكسة الأكثر اتساعاً للرؤية الخلفية، وفتحة أوسع لغطاء فوهة تعبئة الوقود حتى لا تتكسّر الأظافر الطويلة للمرأة أثناء فتحها! وربما كان الأهم من كل ذلك فيما يتعلق بخصوصيات التصميم النسائي للسيارات، أن السيارات النسائية يجب أن تتميز بتواضع الحجم وأناقة وانسيابية الشكل فضلاً عن الألوان المنسجمة الدافئة؛ وحيث اعتادت النساء على البحث عن كل هذه الخصائص في السيارات العادية (غير الخاصة بهنّ) أثناء الشراء· ولا شك أن هذا لا يعني أبداً أن أذواق النسوة تتشابه تماماً إلا أنهن يشتركن بشكل عام في تفضيل خصائص تصميمية معينة على غيرها؛ ودليل ذلك أن نسبة قليلة جداً منهنّ يفضلن قيادة الشاحنات الرياضية الخفيفة (البيك آب) التي يعشقها الجيل الجديد من الشبان (في أميركا بشكل خاص)· ويمكن أن يعثر المرء على تفسير بسيط لهذا التوجّه طالما أن إطلاق العنان لشاحنة خفيفة فوق الأرض باندفاع جنوني يمكنه أن يثير الأتربة والغبار في الجو وينشر كمّاً ضخماً من الغازات والأبخرة إلى جانب الأصوات المزعجة، ليس من النشاطات التي تستهوي النساء ولا هو من عاداتهن· وينبغي أن تتميز السيارة النسائية أيضاً بسهولة قيادتها واستخدامها· ويكون للحجم المتوسط أو الصغير دوره في هذه الخصائص لأن النساء كثيراً ما يرتبكن في أثناء صفّ السيارة في مكان ضيّق؛ ولهذا السبب، يمكن أن يلاحظ المتجول في شوارع أوروبا كيف أن النساء تقبلن بشكل كبير على شراء سيارة ديملر-كرايسلر المصغّرة (سمارت) وسيارة فولكسفاجن (بيتل) حتى أصبحت هاتان السيارتان الأكثر مبيعاً بين النساء في فرنسا· وعند ذكر السيارات الرقيقة، لا يجوز للمرء أن ينسى (أودي تي تي) و(مرسيدس إس إل كيه) وغيرهما كثير· ويقول تقرير نشرته مجلة فوربس في هذا الشأن إن المفهوم الأساسي للسيارة كآلة تستخدم في التنقل من مكان إلى آخر يختلف أيّما اختلاف بين النساء والرجال· وفيما ينظر أغلب الرجال خاصة الشبّان إلى السيارة باعتبارها آلة قوية يجب أن تتميز بالقدرة الفائقة على الاندفاع السريع، فإن النساء ينظرن إليها باعتبارها جسم معقد ينبغي أن يتميز بالرقة والجمال والهدوء والصمت أثناء الحركة· ويمكن أن يتضح هذا الفارق الكبير في مستوى الإقبال على العديد من أنواع السيارات· خذ مثلاً السيارة الرياضية دودج فايبر التي تصنعها شركة ديملر-كرايسلر ويبلغ ثمنها الآن 86 ألف دولار؛ فهي مجهزة بمحرك ضخم يحرر 510 أحصنة من الطاقة ويتألف من 10 أسطوانات· وربما استأثرت هذه السيارة الصارخة بأكبر عدد من الخصائص التي يعشقها الرجال وتبغضها النساء· وفضل أحد الخبراء وصفها بأنها السيارة التي لم تصمم أبداً حتى تفتتن بها النساء· واتضح فيما بعد أن 94 بالمئة من طلبات شراء هذه السيارة القوية كانت تخصّ الرجال· --------------------------