الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقنية مراقبة الخصوبة عن بعد تتفوق على التخصيب بالأنابيب

تقنية مراقبة الخصوبة عن بعد تتفوق على التخصيب بالأنابيب
8 يوليو 2011 21:20
يُصر شاموس هوشير عند فتحه الخط الهاتفي لتلقي مكالمات مرضاه أن ينتزع ابتسامةً أو ضحكةً من المريضة عبر إلقائه العبارة الآتية “أنا اسمي شاموس هوشير وعملي هو مساعدة نساء بريطانيا على الحمل”. ووراء كل ضحكة تُصدرها امرأة، يُطور هوشير تكنولوجيا تُساعد آلاف النساء على الحمل دون اللجوء إلى الأدوية أو تقنيات توغل جراحي طفيف مقابل جزء بسيط من المال لا يُقارَن بتكاليف التخصيب بالأنابيب التي تصل الدورة الواحدة منها في بريطانيا إلى 4,500 جنيه إسترليني، أي ما لا يقل عن 7,200 دولار. أبوظبي (الاتحاد) - أسس الدكتور شاموس هوشير المنحدر من نيوزيلندا شركته “كامبريدج تامبيراتشر كونسيبت” مباشرةً بعد حصوله على درجة الدكتوراه، من قسم الكيمياء بجامعة كامبريدج، عن أطروحة بحثية قدم فيها جهاز مراقبة خصوبة اسمه “ديوفيرتيليتي” باعتباره يُضاهي في الفعالية تقنية التخصيب بالأنابيب. ويقول “نشرنا ورقةً بحثيةً تُظهر أن استخدام تقنية مراقبة الخصوبة لمدة ستة أشهر لها نفس معدل نجاح وفاعلية دورة واحدة من استخدام تقنية التخصيب بالأنابيب”. ويوقن هوشير بأن بعض البحوث التي لم تجد طريقها إلى النشر بعد، وتستخدم بيانات إضافية ستُظهر أن سنةً واحدةً من استخدام تقنية مراقبة التخصيب تُفضي إلى نتائج أفضل من تقنية التخصيب بالأنابيب. استرداد المال يثق الدكتور هوشير بأن شركته تسير على خطى سوية ومتوازنة، وهو يوضح لكل مريضة جديدة بأن من حقها استرداد نقودها في حال كانت النتائج مخيبةً لها. فإذا لم تحمل المرأة بعد مرور 12 شهراً من استخدامها تقنية مراقبة الخصوبة مع التزامها الحرفي بجميع التعليمات والإرشادات، يُصبح من حقها استرداد المبلغ الذي دفعته والبالغ 495 جنيها إسترلينيا. ويجدُر التذكير بأن البوادر الأولى لعلاج الخصوبة باستخدام التكنولوجيا بدأت في سنة 1930، وظلت ترتكز مُذاك على اختلاف درجة حرارة الجسم الأساسية للمرأة وقت الإباضة. ويقول الدكتور هوشير “إن تغير درجة حرارة جسم الإنسان بشكل عام لا يتعدى نسبة 0,3 درجة سيلسيوس على مدار الشهر. لكنها قد تتغير في جسم المرأة بنسبة تصل إلى 2,5 درجة سيلسيوس في اليوم الواحد”. ويعود فضل تطبيق التكنولوجيا الجديدة التي سُجلت براءة اختراعها في بريطانيا إلى الدكتور هوشير مباشرةً الذي طور جهاز قياس وتحكم في الخصوبة من خلال إيجاد واستخراج الإشارات الخفية من عمق ضوضاء البيانات. تقنية “ديو فيرتيليتي” تشمل تقنية “ديو فيرتيليتي” جهاز استشعار صغيراً قطره أكبر بقليل من قطر قطعة جنيه إسترليني واحد ، تُلصقها المرأة تحت ذراعها وتكون ملحقةً بمُسجل طبي. ويتميز هذا المستشعر بقدرته على قراءة عدد هائل من البيانات يصل إلى 2,000 قراءة كل يوم. وتُلزَم المرأة بضرورة وضعه طوال الليل، ويُفضل أن تضعه خلال النهار أيضاً. وقد صُمم ليُناسب جيب أي ذراع بشكل طبيعي. ويجب مُزامنة هذا الجهاز مع المحطة الأساسية الموصولة بحاسوب، وذلك حتى يتسنى انتقال البيانات بالشكل المطلوب ورجوعها إلى مواقعها الأولية من أجل قراءتها. ومن المعلومات المستخلَصة من هذه البيانات، يمكن تحديد يوم الإباضة واتباع مقاربة نافذة تخصيب الأيام الثلاثة. ويمكن للمرأة استخدام المحطة الأساسية للإبلاغ عن أشياء أخرى مع بيانات الحرارة، مثل اليوم الأول لدورتها الشهرية، أو التحدث عن الوقت الذي حصل فيه الجماع. ويمكن استخدام المحطة الأساسية كذلك للإبلاغ عن الأحداث الشخصية الأخرى التي قد تقع مثل النوم بشكل متقطع والذي يؤثر على جودة قراءة البيانات، أو عن أي علة أو مرض قد يُداهم المرأة خلال خضوعها للعلاج عن بُعد. التزام دقيق يقول هوشير شارحاً “التزام المرأة بتعليمات الطبيب المعالج بشكل حرفي أمر في غاية الأهمية بالنسبة لعلاج الخصوبة عن بُعد. وجهاز مراقبة الخصوبة الذي نستخدمه يُتيح لنا متابعة المريضة ومعرفة ما إذا كانت تتبع التعليمات أم لا”. وقد حصل هذا الجهاز على ترخيص من هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وهو قيد الحصول على اعتماد وترخيص من هيئة الأغذية والأدوية الأميركية في الوقت الراهن. وتعتزم هيئة الخدمات الصحية استخدام نظام علاج الخصوبة عن بعد لفائدة 4,000 مريضة كل سنة من النساء اللاتي يُعانين من ضعف خصوبة أو عقم غير مُبرر. وبما أن هذا النظام العلاجي أبدى فعاليةً لا تقل أهميةً عن فعالية تقنية التخصيب بالأنابيب، فإن هذا يعني أن عدد المريضات المضطرات إلى استخدام أدوية معالجة العقم وضعف الخصوبة سيقل. في هذا الصدد، يقول الدكتور هوشير “ما زال الكثير من النساء ينظرن بتوجس وخوف وعدم ارتياح إلى تقنية التخصيب بالأنابيب. وبالنسبة لنا. والأمر بالنسبة إلينا مختلف، فهو لا يتطلب أكثر من وضع لاصق تحت الذراع”. التقاط البيانات أصبح عدد متزايد من الباحثين يؤمن بأن التقاط البيانات وقراءتها وفك شيفراتها له دور كبير في تطوير التقنيات المتبعة في الرعاية الصحية، وأنه تبين بالواقع الملموس أن مراقبة البيانات أضحت مصدراً قيماً للباحثين في أسرار النوم وعلاج اضطراباته. ويحتوي جهاز المراقبة الجديد على مقياس تسارُع ثُلاثي المحاور يُستخدَم لتحديد متى تخلُد المرأة للنوم، وهو الوقت الذي تثبُت فيه درجة حرارة جسمها الأساسية. ويقول الدكتور هوشير “لأول مرة نحصل على بيانات كثيرة عن ماهية النوم الطبيعي”. فمراقبة النوم تتم عادةً في محطات مراقبة نوم مكلفة، وتقتصر على الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات النوم. أما شركة هوشير، فهي تعمل بالتنسيق مع هيئة الخدمات الصحية لاستخدام نظام المراقبة في تجارب نوم أخرى. وتجدُر الإشارة إلى أن التطبيب والعلاج عن بعد اعتُبر منذ فترة طويلة كأحد مظاهر التقدم التكنولوجي الكبيرة التي يُراهن عليها الطب، لكنه لم يكن في الواقع واعداً بما يكفي، بل خيب بعض توقعات وآمال المشرفين الطبيين والتكنولوجيين. نمط خاطئ تعود المشكلة في جزء منها، يقول هوشير، إلى استخدام النمط الخاطئ من أنماط المراقبة. “فأنظمة الرعاية الصحية عن بعد جُربت لدى مرضى القلب وأولئك الذين يحتاجون لمراقبة متواصلة 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع. ولم تُفلح التكنولوجيا إلى يومنا هذا في تقليل المضاعفات الصحية لمرضى القلب رغم استخدامها لنظام المراقبة عن بُعد”. وبعد إثباته لفاعلية منتج شركته في قراءة تغيرات درجات الحرارة الدقيقة في جسم المرأة، يُشير الدكتور هوشير إلى أن المجتمع الطبي ينوي استخدام تكنولوجيا مماثلة لمتابعة المرضى بعد إجرائهم العمليات الجراحية لتحسين جودة رعايته ومتابعتهم. “ففي المملكة المتحدة لوحدها، تُجرى قُرابة 9 ملايين عملية جراحية سنوياً، مقارنةً مع وجود 35,000 زوج يسعون لعلاج الخصوبة”. وتشمل باقي استخدامات أجهزة المراقبة الصحية عن بُعد مُراقبة الرُضع حديثي الولادة المعرضين للوفاة المُفاجئة، وكذلك المرضى الذين يُعانون من السكري نوع 1. عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: هشام أحناش درجة الحرارة الأساسية تشمل أنماط درجة الحرارة الأساسية للمرأة لمرحلتين اثنتين خلال دورتها الشهرية، فدرجة حرارة جسمها الأساسية تنخفض قبل الإباضة عن المستوى الذي تكون عليه بعد الإباضة. وتحدُث الزيادة الطفيفة في درجة الحرارة الأساسية (0,3 سيلسيوس) خلال 48 ساعة عقب الإباضة، وتظل مرتفعةً إلى أن يحين موعد دورتها الشهرية التالية. إلا أن تسجيل بيانات درجة الحرارة الأساسية للمرأة شابتها صعوبات على مر التاريخ. فالطرق التقليدية تشمل قياس الحرارة عبر الفم أو الشرج أو المهبل في نفس الوقت صباح كل يوم ومباشرةً بعد الاستيقاظ. غير أن عملية الاستيقاظ بحد ذاتها أو النهوض من السرير يرفع حرارة الجسم، وهو ما يجعل القياسات التي تعتمد هذه الطريقة غير دقيقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©