الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين.. فرصة ضائعة للهروب من حرب خاسرة

23 يوليو 2014 01:15
سيفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة ذهبية ما لم يتبرأ من المتمردين في شرق أوكرانيا الموالين لموسكو. وبينما تخترع شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المؤيدة لبوتين قصصاً واهية وأكاذيب وهمية عن إسقاط الطائرة الماليزية، تخاطر روسيا بأن تصبح دولة منبوذة حتى من الدول الناميـة التـي تتعاطف مع موقفها المناهض للولايات المتحدة. وأفاد بوتين يوم الجمعة الماضي أثناء افتتاح اجتماع عن الاقتصاد في موسكو، بـ«أن الدولة التي وقع الحادث على أراضيها هي التي تتحمل المسؤولية عن هذه المأساة المرعبة». وعليه، فإن رد فعل الرئيس الروسي على مقتل 298 شخصاً على متن الطائرة الماليزية هو إلقاء اللوم على السلطات الأوكرانية، الذين قال عنهم «ما كان ينبغي لهم استئناف المواجهة العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا». وعلى الرغم من ذلك، من الصعب الاقتناع بتوجيه أصابع الاتهام إلى كييف في حادث إسقاط الرحلة «إم أتش 17»، لأن الانفصاليين الموالين لروسيا هم من أسقط طائرة قبل ذلك في المنطقة: وفي حين لا يمتلكون طائرات حربية، تعتبر الأسلحة المضادة للطائرات هي سبيلهم الوحيد في مواجهة التفوق الجوي للقوات الحكومية. وعلى النقيض، ما من سبب يجعل الجيش الأوكراني يطلق نيرانه لإسقاط الطائرة. وفي هذه الأثناء، تناضل آلة الدعاية الروسية من أجل التعامل مع هذه الحقيقة المجردة، وقد ظهرت حتى الآن الروايات الأسطورية التالية بشأن الحادث: - أطلق الأوكرانيون صاروخاً آملين في إسقاط طائرة بوتين. وقال مصدر في «وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية» لوكالة «إنترفاكس» الإخبارية: «إن الطائرة الماليزية وطائرة بوتين الخاصة المعدلة عبرتا على الارتفاع نفسه 33. 100 قدم فوق بولندا يوم الخميس الماضي. وبدت الطائرتان متشابهتين من على بعد؛ فكلتاهما كبيرة ومزخرفة بأشرطة حمراء وبيضاء وزرقاء». وكتب المذيع التلفزيوني المؤيد لبوتين «فيتالي تريتياكوف» في «لايف جورنال»: «في ضوء حالة الفصام التي تعانيها الدوائر السياسية في كييف، فإن هذه الرواية لا تبدو غريبة!». - شاهد سكان قرية «غرابوفو»، القريبة من موقع الحادث، طائرة حربية في السماء قبل بضع دقائق من تحطم الرحلة الماليزية. وقد شاهدوها «تطلق عدداً من الصواريخ»، ومـن ثم بـدأ حطـام الطائـرة المنكوبـة يتناثـر كأمطار الشتاء. ونقلت وسائل إعلام روسية أخرى تأكيد ممثلي الجماعات الانفصالية بأن مقاتلة أوكرانية كانت وراء الحادث. - تم اختطاف الطائرة الماليزية الأخرى المفقودة الرحلة «إم أتش 370»، التي اختفت بشكل غريب في مارس، بهدف القيام بعمل استفزازي ضد روسيا، وقد تم استخدامها في النهاية. وقد كانت الجثث التي عثر عليها في موقع الحادث لركاب الرحلة «إم 370»، وكانت شبه متحللة، وجوازات السفر الأوروبية التي عثر عليها متناثرة على الأرض جديدة بصورة مثيرة للريبة. - أفاد مراقب جوي إسباني يعمل في أوكرانيا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن الأوكرانيين هم من أسقط الطائرة، ثم هددته السلطات الأوكرانية لكي لا يكشف الحقيقة. (وقد أغلق «تويتر» بعد التحقق من عدم وجود هذا المراقب الجوي في كييف). وربما أنني لم أنتبه لأساطير أخرى مشوقة، لكن الاتجاه العام واضح تماماً: هو بذر الشك في عقول المواطنين الروس العاديين، وكلما زادت الروايات كلما أصبحت أقل وضوحاً، وكلما قل وضوحها، كلما توافر الوقت اللازم لتعديل الرواية المطلوبة التي ستصبح في نهاية المطاف مقبولة ومستساغة، حسبما ذكر الكاتب «أوليج كاشين» على موقع «أس في بريسا». ومثلما يشير «كاشين»أيضاً، يكتب التلفزيون الروسي النسخة المقبولة للأحداث دولياً. وفي عيون العالم يبدو بوتين مذنباً مثلما لفتت صحيفة «ذا صن» البريطانية في صفحتها الأولى يوم الجمعة. وإذا استمر بوتين في دعم الانفصاليين حتى هزيمتهم الحتمية، فإن عزلته الدولية ستزداد، كما حدث لزعماء الاتحاد السوفييتي السابق بعد أن أسقطت طائراتهم طائرة ركاب كورية جنوبية في عام 1983. وذكر الدبلوماسي الروسي السابق «ألكسانر باونوف» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، «أن تكون مساعداً عادياً لبعض المتمردين هو شيء، بيد أن مساعدتهم على ارتكاب واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية في تاريخ الطيران أمر آخر». والحل قد يكمن في التبرؤ من المتمردين بصورة مباشرة، في شكل إجراءات جنائية ضد المواطنين الروس بينهم، والسحب الفوري لأي مساعدات لهم قدمتها موسكو، والإقرار العلني بأن أنشطتهم هي التي أفضت إلى إسقاط الرحلة «إم أتش 17»، عندئذ يمكن لبوتين أن يتخلى عن الطرف الخاسر، بينما يحفظ ماء وجهه. وعلـى الرغم من ذلك تتقلص فرصة هروب بوتين من هـذه الحـرب الخاسـرة، ومن المستبعد أن يحصل على فرصة أفضل. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©