الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الأرز وأمن الغذاء

صناعة الأرز وأمن الغذاء
17 ديسمبر 2016 21:04
كان افتتاح شركة الظاهرة المصنع الأول للأرز في الخليج العربي خبر جميل سرني، وأشعرني بالأمان الغذائي والاستقرار التجاري. هذا الخبر يحمل بداخله صمام أمان لغذائنا وغذاء أجيالنا القادمة. وبحكم خبرتي في مجال الأرز، الذي عملت فيه لسنوات، وصممنا حينها حملة إعلانية لاختراق أسواق الأرز وكسر الحصار والاحتكار الذي تسيطر عليه «مافيات» تجارية من جنسيات غير عربية، ونجحنا، سنبحر قليلا في عالم الأرز، وهو بحر من العلوم والعمليات والتقنيات والتشريعات، تقوم عليه اقتصاديات دول، وحياة مجتمعات. الصين أكبر الدول إنتاجا للأرز، إلا أنها لا تصدره، وهي الأكبر عالمياً استيرادا له. وبعض الإحصائيات المهمة من غرفة دبي، نوفمبر 2016، تؤكد أن الإمارات أكبر دولة في إعادة صادرات الأرز، حيث مثلت 79% من إعادة صادرات الأرز عالمياً، خلال الفترة من 2004 إلى 2015، على مدى 11 عاماً، مشيراً إلى أن دبي تعيد تصدير نحو 33% من وارداتها من الأرز إلى العالم. وأكد التقرير أن 92% من واردات الإمارات من الأرز مصدرها الهند وباكستان، كما يمكن للسوق الإماراتي تنويع مصادر استيراد الأرز، لتشمل دولاً مثل تايلاند وفيتنام، التي يتوقع مستقبلا أن تصبح من أكبر الموردين عالمياً. وتمتاز الإمارات بموقها المتميز والاستراتيجي الرابط للدول المصدرة للأرز، وبقية العالم، وبنيتها التحتية وخدماتها اللوجستية المتطورة، وقوانينها الداعمة للتنمية الاقتصادية. والقمم العالمية دائما ما تناقش التغيرات المناخية المستقبلية وظاهرة «النينو» المتسببة للجفاف والتصحر، إذا فإنشاء مصنع للأرز في أبوظبي قرار صائب ومشروع ناجح بكل المقاييس وقيمة اقتصادية مضافة للدولة، كما أنه سيسهم في تحقيق تطلعات الحكومة بتحقيق منظومة الأمن الغذائي والاستدامة. والأرز لا يُصنع، ولكن مصانع الأرز تقوم بعمليات هامة منها: معالجة وتنظيف الأرز، وتجفيفه أحيانا، وخلط ومزج نوعيات الأرز حسب مواصفات كل علامة تجارية، وعزل الحبات السوداء من البيضاء، وعزل القشرة، وعزل المكسور، وإعادة الاستفادة من الرز المكسور، وتعبئة الأكياس حسب الأوزان. وأتمنى أن يحتوي المصنع مختبراً متخصصاً، فهو صمام الأمان وأساس الربح والخسارة لكل تجار الأرز، فوسائل الغش التجاري في عالم الأرز كثيرة ومعقدة. وأهمية المختبر أنه يحمي من الخسارة بسبب الغش، لأنه يكشف نسبة الرطوبة، ونسبة طول الحبة ونوعها، فهناك فرق بين الحبة الطويلة بسمتي UP كرنل، وحبة طويلة «سوقندا»، ولا يكتشف ذلك إلا المختبر، وهذا الفرق يحدث اختلاف في سعر الطن من 300 إلى 400 دولار أقل في السوقندا. والمختبر يحدد أيضاً نسبة الخلط 80% سيلا، وهو الشكل الجميل والمذاق الطيب، و20% بوسا وهي حبات قصيرة عطرية الرائحة. وللشراء علم وفن. وسنقوم بجولة تحليلية للعمليات الإنتاجية لمصنع الأرز الإماراتي: فطاقته الإنتاجية 120ألف طن/‏‏السنة، إذا هو بحاجة إلى ما لا يقل عن 160ألف طن خام، لأن العمليات الإنتاجية يتخللها تالف وكسر. وبحسبة مبسطة، 120ألف ط ÷ 11 شهر÷ 30يوما÷ 3ورديات÷ 8ساعات =15طنا/‏‏الساعة. ولتوضيح ضخامة الإنتاج/‏‏الساعة: 15,000كج÷ 40كج= 375شوال/‏‏الساعة X 8ساعات X3ورديات =9000 شوال يوميا. 9000شوال÷700شوال =13كونتينر/‏‏اليوم. وهو إنتاج ضخم. وبحسبة إنسانية بيئية، بافتراض 1كج أرز يكفي 5أشخاص: وإنتاج 120مليون كج X5أشخاص = 600 مليون وجبة عادلة من الأرز سنويا»، بالتالي فهو ليس مجرد مصنع أرز، بل هو صمام أمان لاستدامة الغذاء. ولو احترمنا نعم الله علينا، وتجنبنا الهدر الذي نشاهده في البيوت والمطاعم والمناسبات. فإن إنتاج مصنع الأرز سيكفينا ومن حولنا، وحينها فإن طعام الواحد فينا سيكفي الخمسة. ومن أسباب التضخم العالمي، وارتفاع الأسعار، هو الهدر والإسراف في الموارد والخيرات. وتقلبات مناطق زراعة وإنتاج الأرز العالمية مستمرة، والإمارات اليوم مستعدة للتعامل مع المتغيرات المؤثرة على حركة وتنقل الغذاء، ليصل إلينا بسلام وأمان واستمرار، إنها «منظومة الأمن الغذائي واستدامة الغذاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©