الملاح.. ينتظر المطر ليشع كالشمس

ينتشر الملاح في الإمارات والكويت وشمال نجد، وكذلك في سوريا والعراق ومصر وجنوب غرب آسيا·· ويعرف في الخليج العربي باسم ''الغاسول''· وهو نبات حولي من الفصيلة البركانية، ينبت بعد سقوط أمطار الشتاء بشكل زاحف ومرتفع قليلاً، كما تتفرع عدة فروع من أصل واحد، فيزحف على الأرض ويرتفع قليلاً، بينما يلين ويصير أكثر مرونة مع حرارة الجو الذي يجد فيه بيئة ملائمة لنموه، لأنه من النباتات الصحراوية، على الرغم من ظهوره إثر سقوط الأمطار! يقول الباحث عبد الرحمن السرحان، في وصفه: ''أوراق الغاسول عصارية أسطوانية، والأزهار بدون أعناق ومتعددة البتلات، تكون بيضاء الأطراف صفراء في البداية فتبدو الأزهار كما قرص شمس مشع، لكن عند قرب جفافه يتحول إلى اللون الأحمر، أما شكله فبيضاوي وبلون بني يتكاثر ويتجمع، وحين نضوجه يتحول إلى ''حبوب'' فيُجمع ويطحن ويخبز (في سنين الجدب والقحط)· ويشترك في هذه الخاصية، مع نبات الدعاع والفث، فهما من ذات فصيلة الغاسول''· ويضيف: ''لايزال البدو يعرفون الغاسول ويستخدمونه في حياتهم، كما عرفه أجدادهم في الصحارى وأسلافهم من العرب قبل الإسلام''· ورد ذكر الملاح- الغاسول، في كتب العرب، حيث جاء في ''لسان العرب'' لابن منظور: الملاح نبت من الحموض ذات قُضب وورقٍ وزهر يلين في الدفء· وهو مالح الطعم ناجع، يُخبز ويؤكل· كما ذكره الشعراء في قصائدهم، إذ يقول عنترة - بحسب ''دراسات في الشعر الجاهلي'' للدكتور شوقي ضيف-: كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً ··· هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ الجدير ذكره هنا أن ثمة عشبة أخرى تحمل اسم ''الغاسول'' وتعدّ إحدى مكونات الاستحمام المتعارف عليه في دول المغرب العربي بـ ''الحمام المغربي''، وهي عبارة عن عشبة طينية لزجة تستعمل كصابون لغسل الشعر، تضاف إليها مجموعة من الأعشاب الطبيعية ذات الروائح العطرة والزكية كالخزامى والقرنفل والريحان والورد، لتظل الرائحة عالقة في الشعر لمدة طويلة بعد الاستحمام· وهي بطبيعة الحال تختلف في فصيلتها وخواصها واستخدامها عن عشبة الغاسول الخليجي المتعارف عليها محلياً·