الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تماضر بنت عمرو .. الشاعرة المخضرمة

5 يوليو 2015 20:15
محمد أحمد (القاهرة) تماضر بنت عمرو بن الحارث، تكنى أم عمرو، من آل الشريد من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية، سكنوا بادية الحجاز وكان أبوها من وفود العرب الى كسرى، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام ، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية. قال الحصري في «زهر الأدب»، لقبت تماضر بالخنساء كناية عن الظبية، وكذلك «الذلفاء» والذلف قِصَر في الأنف. الخنساء شاعرة، كان في عائلتها خمسة من فحول الشعراء، ومنهم النابغتان «الذيباني والجعدي» وزهير بن أبي سلمى، وكعب ابنه، ولبيد، والحطيئة، والشماخ، وخداش بن زهير. يعتز النبي صلى الله عليه وسلم بالانتساب إلى بني سليم، فكان يقول: «أنا ابن الفواطم من قريش، والعواتك من سليم، وفي سليم شرف كثير». نشأت في العصر الجاهلي في بيت من أكبر بيوت بني سليم، وكانت تمتاز بالجمال والاعتداد بالنفس، لدرجة الأنفة والكبرياء، وأصبحت من شهيرات النساء، فلا يجرؤ أحد على التحدث عنها. كانت الخنساء في أول أمرها تقول البيتين والثلاثة، حتى قتل أخواها معاوية وصخر اللذان كانت تبكيهما فقد كانت تحب أخاها صخراً حباً لا يوصف، ورثته رثاء حزيناً، وكانت من أعظم شعراء الرثاء. أعجب الرسول صلى الله عليه وسلم بشعرها واستزاد من إنشادها مما روي في طبقات الصحابة، وهو يقول: «هيه يا خناس، ويومئ بيده». ومما يروى أن عدي بن حاتم الطائي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعاً على رأس قومه بني طيء، فقال: يا رسول الله، إن فينا أشعر الناس، وأسخى الناس، وأفرس الناس، فلما سأله الرسول أن يسميهم أجاب: «أما أشعر الناس فامرؤ القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد، وأما أفرس الناس فعمرو بن معدي كرب، فقال عليه الصلاة والسلام: «ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد بن عبدالله، وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب». عندما دخلت الخنساء في الإسلام عام 8 هـ - 630 م وهي بين الخمسين والستين من عمرها صحبت أبناءها وبني عمها إلى الرسول ليعلنوا دخولهم الدين الجديد. ويقول محمد بن الحسن المخزومي: «حضرت الخنساء حرب القادسية سنة 16 هـ، - 638 م ومعها أبناؤها الأربعة وحرّضتهم على الجهاد ورافقتهم مع الجيش في زمن عمر بن الخطاب، وأوصتهم: «يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 200»، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة». وعندما بلغها خبر استشهادهم جميعا، قالت قولتها المشهورة: «الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته». ومما يروى عن وفائها ونبلها وكانت لا تزال تبكي على أخويها حتى بعد إسلامها فجاء بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب وهي عجوز فقالوا: يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي، فقال لها عمر، اتق الله وأيقني بالموت فقالت: أنا أبكي أبي وخيري مضر، صخراً ومعاوية، وإني لموقنة بالموت، فقال عمر: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار؟ فقالت: ذاك أشد لبكائي عليهم، فرَق لها عمر فقال: خلوا عجوزكم لا أبا لكم، فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©