اتفاق لتعويض مسافرين بريطانيين عن تأخير رحلاتهم

أصبح بإمكان المسافرين جواً في جميع الأنحاء البريطانية المطالبة بتعويضات بملايين الجنيهات الاسترلينية بسبب تأجيل أو إلغاء الرحلات بعد إبرام تسوية سرية بين شركة الخطوط الجوية البريطانية ومجموعة من المتضررين كما علمت صحيفة ''التايمز'' اللندنية· وهذه التسوية التي تم الاتفاق عليها بعد أشهر من المفاوضات قد تضع حداً نهائياً لتلك الاحباطات التي تصيب جموع المسافرين الذين تتقطع عنهم السبل في المطارات من غير تعويض لما يتكبدونه من خسائر في الوقت والأموال أو عن انقضاء فترات عطلاتهم أو اجتماعاتهم التجارية المخطط لها مسبقاً وما قد يتمخض عن ذلك من آثار نفسية أو مادية· ومن ضمن الذين أصبح بإمكانهم المطالبة بالتعويضات الآلاف من المسافرين الذين اجبروا على التعطل في مطار هيثرو أثناء الكارثة التي حلت به عند افتتاح محطة الركاب رقم 5 في العام الماضي· وحدث هذا الاختراق غير المسبوق عندما استجابت شركة بريتش ايرويز مؤخراً لمطالب من مجموعة من المسافرين من بينهم 21 راكبا بريطانيا بتعويض قيمته في المتوسط 388 جنيها استرلينياً لكل مسافر نظير إلغاء رحلته حيث تعتبر هذه الدفعات التي تقدمت بها شركة الخطوط الجوية البريطانية الأولى من نوعها لركاب بريطانيين· إلا ان هذه التسوية الخاصة من شأنها ان تجعل شركة بريتش ايرويز عرضة لمطالبات مستقبلية بمئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في كل عام وفي ذات الوقت الذي تتجه فيه الشركة الى تجميد أمور الأجور وتسريح بعض مستخدميها بعد أن أعلنت عن خسائر بقيمة 70 مليون جنيه استرليني في فترة التسعة أشهر الأولى من السنة المالية· والى ذلك فقد ذكر بعض القانونيين والمحللين في صناعة الطيران ان التسوية ربما تفتح الباب على مصراعيه أمام العديد من المطالبات الإضافية ضد شركات الخطوط الجوية الأخرى من قبل أعداد هائلة من المسافرين البريطانيين في فترة تمتد الى ستة أعوام ماضية· وكذلك فإن جميع شركات الطيران التي تتخذ من الاتحاد الأوروبي مقراً لها وتحلق الى أي مكان في أنحاء العالم بالاضافة الى الناقلات العالمية التي تسير رحلات من وإلى الاتحاد الأوروبي قد أصبحت هي الأخرى معرضة لهذه المطالبات بعض التوصل الى التسوية· ويشار إلى أنه وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي فإن كافة شركات الخطوط الجوية يتعين عليها تقديم تعويضات عن الرحلات التي يتم إلغاؤها ما لم توفر هذه الشركات تدابير بديلة للسفر أو اذا ما كانت هنالك ظروف استثنائية قاهرة، إلا ان جماعات حماية المستهلك والمفوضية الأوروبية قد درجت على اتهام شركات الطيران بسوء استغلال بند ''الظروف الاستثنائية القاهرة'' من اجل تجنب دفع التعويضات· وتقول شركة ''يو· إ· كليم'' الهولندية التي تقوم بتجميع التفاصيل الخاصة بآلاف الرحلات التي تم إلغاؤها في جميع الأنحاء الأوروبية ان شركات الطيران غالباً ما تعمد الى استغلال مصطلح ''الظروف الاستثنائية'' بحيث ينطوي على تفسير مبررات أخرى مثل الأعطال الفنية أو النقص في عدد الموظفين، علماً بأن هذه الشركة المتخصصة في عمليات المناولة قد تعاونت مع المكتب القانوني لشركة ''لافيلي كولمان'' لتمثيل المسافرين البريطانيين الواحد والعشرين في القضية المرفوعة ضد شركة بريتش ايرويز· وذكرت الشركة ايضا انها تلقت اتصالات من مئات المسافرين الآخرين على ظهر طائرات بريتش ايرويز الذين يبحثون عن التعويضات عن رحلاتهم الملغاة بالإضافة الى أعداد أخرى من المسافرين على طائرات شركة ايزي جيت، بل ان شركة ''يو· ئي· كليم'' قد شرعت فعلا في وضع الإجراءات الخاصة بالدعوى ضد شركة الخطوط الجوية البريطانية في المملكة المتحدة بالإنابة عن 23 راكباً إضافيا في القضية التي من المنتظر ان ينظر فيها في الصيف المقبل· عن ''التايمز'' اللندنية