الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماعة جهيمان العتيبي تقتل المصلين في الحرم

جماعة جهيمان العتيبي تقتل المصلين في الحرم
5 يوليو 2015 20:15
أحمد محمد (القاهرة) فاجأ جهيمان بن محمد الحافي العتيبي المصلين في المسجد الحرام بمكة، لحظة السجود في فجر الأول من المحرم العام 1400هـ الموافق العشرين من نوفمبر العام 1979، بعد أن فرغ الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل من الصلاة، ارتفعت الأصوات مع تدافع أعداد كبيرة في كل أنحاء المسجد الحرام حتى تمكن أحدهم من الاستيلاء على «الميكروفون»، وحدثت مشادة بين الشيخ وأحد أفراد الزمرة الباغية، الذي سحب خنجره وهدده به. اقتحم ورجاله الذين جاوزوا المئتين ساحة الحرم حول الكعبة، وأغلقوا الأبواب، دخلوا مدّعين أنهم يشيعون جنازة وينوون الصلاة على التوابيت، والتي كانت خزانات لأسلحة رشاشة. الحياة القبلية خرج جهيمان من الحياة القبلية البدوية، حيث ولد في «ساجر» العام 1936م، من قبيلة كبيرة، وانخرط في الحرس الوطني وبقي فيه ثمانية عشر عاماً، ودرس العلوم الشرعية في مكة، وواصل دراساته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهناك التقى بمحمد بن عبد الله القحطاني، فتزوج القحطاني بأخت جهيمان ونشأت بينهما صلة وثيقة. اعتقد جهيمان أنه إذا اقتحم المسجد الحرام فجراً، فإنه سيكون الرجل الذي سينقذ الدين على رأس كل مئة سنة كما جاء في الأحاديث النبوية، تشكلت في المدينة على يديه وبعض الطلاب المتشددين، جماعة حملت اسم «جماعة أهل الحديث» باركها بعض علماء الدين دون أن ينظروا في خطورة الفكر الذي ستتوصل إليه، ولم تلبث الجماعة أن أسست لفكر يقوم على هجر المجتمع ووسائله المدنية بسبب الفساد والرذيلة، وعدم موالاة الأنظمة التي «لا تحكم بشرع الله، ولا تنتهي بنواهيه»، تنتظر الجماعة ظهور مجدد الدين والمهدي، كي تخرج خلفه في حرب ضد المجتمع والدولة. رؤى متطرفة عرض مؤسسو الجماعة على ابن باز، فكرة تأسيس الجماعة التي تقوم بالدعوة وتهتم بمنهج السلف وتحارب البدع وتكون على الكتاب والسنة، وكان لها مجلس شورى يناقش الأمور سراً دون معرفة ابن باز، وبدأت تنمو كخلايا سرطانية. توطدت العلاقة بين جهيمان والقحطاني، خاصة أنهما التقيا فكرياً في العديد من الرؤى المتطرفة، من حيث تكفير الدولة والمجتمع، والتزّمت الشديد، وتأثرت الجماعة بفكر سيد قطب، وبدأت تطبيق إجراءاتها المتطرفة، ونصبت نفسها شرطة دينية موازية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. نشطت الجماعة في عشريتها الأولى «1965 - 1974» في الوعظ والرحلات الدعوية إلى القرى والبوادي، واستفادت من موسم الحج لنصب مخيم كبير تستضيف فيه العلماء وتبشر بأفكارها، وتسرب الفكر التكفيري إليها وأخذت تكبر، حتى تجاوز عدد أفرادها الآلاف، أبلغ القحطاني صهره جهيمان بأنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر، وسوف يحرر الجزيرة العربية والعالم من الظالمين. انتهت صلاة الفجر، فوقف جهيمان بجوار الإمام، وطالب المصلين بمبايعة القحطاني على أنه المهدي المنتظر، وأخذ يبثّ في الإذاعة الخاصة بالحرم والتي كانت مرتبطة بالتلفزيون السعودي، أحاديث نبوية تتحدث عن أوصاف المهدي وانطباقها على القحطاني، وقال إنه الرجل الذي تحدّث عنه النبي الذي سيجدّد للناس دينهم، وبدأ بمبايعة صهره، وأعلن الاعتصام في البيت الحرام ، وأمر أتباعه بتوزيع المنشورات على المصلين، وتم احتجاز إمام الحرم محمد السبيل غير أنه تمكن من الفرار. قتل الحراس بدأ أتباع جهيمان بإطلاق النار، وتحصن قناصتهم في المآذن، وضاعف من صعوبة الموقف عدم قدرة القوات السعودية على استخدام أسلحة ثقيلة للرد على القناصة خوفاً من إلحاق الأذى بالحرم أو قتل الرهائن الذين تحصن أتباع جهيمان بهم، واستمرت المعركة نحو أسبوعين قبل أن تنجح قوات الحرس الوطني في السيطرة على الوضع والقضاء على القناصة وتطهير الحرم من المقاتلين. حاولت الحكومة السعودية حل المشكلة ودياً مع جهيمان، إلا أنه رفض، وتعطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام، وأصاب المسجد ضرر بالغ، وقتل 127 شخصاً، وفي صباح يوم الثلاثاء 15 محرم، تمكنت قوة سعودية من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن، وتم اعتقال جهيمان الذي صدر الحكم بإعدامه مع أكثر من ستين رجلاً، ونفذ في 9 يناير 1980.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©