السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتقة الثقافات

4 يوليو 2012
إن حق أي دولة أو شعب أو مجتمع أن يدعو كل من يعيش على أرضه، أو يفد إليه، زائراً أو عابراً، أن يحترم خصوصياته الثقافية، وما تستلزم هذه الخصوصية من احترام عادات وتقاليد وأعراف وقيم هذا المجتمع أو تلك، وفق ثوابته الأخلاقية التي لا يقبل المساس بها، أو التعدي على حرمتها. لن يكون بإمكاني هنا أن أتقمص دور الناصح أو الداعية، لكنني سأحاول أن أنحو بعيداً عن الطرح الديني لموضوع الاحتشام، وسأكون في خندق محايد، وعلى مسافة واحدة من كل القراء بمختلف دياناتهم وانتماءاتهم وأعراقهم وثقافاتهم. سأتوقف عند ما أوضحته "أخبار الساعة" الأسبوع الفائت تحت عنوان "استهداف نموذج التعايش الإماراتي" حول ما نشرته بعض التقارير الصحفية في الآونة الأخيرة، وزعمت أن هناك ـ حسب ما وصفته ـ بـ "الانقسام الثقافي" في دولة الإمارات، وركزت تلك التقارير المريبة بشكل لا يخفى عن إدراك أي مراقب جاد على محاولة استهداف "نموذج" التسامح الديني والتعايش الثقافي القائم في دولة الإمارات، التي تؤكد في كل لحظة أنها بحق "بوتقة الثقافات"، مع سعي دؤوب إلى تشويه هذا النموذج وتقويض ركائزه ومحاولة النيل منه إعلامياً. لعل الدوائر المعنية بتلك التقارير المغرضة، تتذكر ما فرضته مدينة الفاتيكان ـ في وقت سابق ـ على زوارها ارتداء ملابس محتشمة عند رغبتهم في زيارة المدينة المسورة. وبررت السلطات في مدينة الفاتيكان قرارها الاحتشام عند التجوال في شوارع المدينة بالقول: "هذه مدينة الفاتيكان، ومن أجل احترامها لن يسمح بالظهور فيها بأكتاف مكشوفة أو ارتداء سراويل قصيرة". وفي سابقة شهيرة، دعا الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ـ أعلى هيئة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية وأحد المرشحين للكرسي البابوي ـ الفتيات والسيدات المسيحيات إلى الاقتداء بالنساء المسلمات في الاحتشام عند زيارة الأديرة. وقال: ".. من الضروري أن يتسم زي بناتنا بالحشمة شأن الفتيات المسلمات، ولا أرى سبباً منطقياً لعدم حشمة الفتيات المسيحيات، وقد طالبت الفتيات المسيحيات أكثر من مرة بأن يتعلمن من المسلمات المحجبات حشمتهن". الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، بل كل العالم لا ينسى ما قام به عدد من اليهود في فلسطين المحتلة مؤخراً، بكتابة لافتات كتب عليها شعارات تدعو إلى احتشام النساء داخل الأسواق التجارية اليهودية، بمدينة "نتانيا" المحتلة. ومن المبادرات الإيجابية التي تتسق والفهم المتحضر لاحترام عادات وتقاليد وأعراف وقيم المجتمع، دعوة السفير البريطاني لدى الدولة دومينك جيرمي، المقيمين والسياح كافة إلى احترام قواعد الملبس في البلاد، وقال: "من المهم لكل مقيم وسائح أن يعرف قواعد ولوائح البلد الذي هو فيه. وأن السفارة في العاصمة والقنصلية البريطانية في دبي سوف تقومان بالعمل والترويج لحملة عالمية أطلقتها بلاده شعارها: "اعرف قبل أن تسافر"، بهدف تعريف كل زائر بقوانين وأعراف وعادات البلد الذي يزوره أو ينوي الإقامة والعيش فيه، ووصف الإمارات بأنها أكثر أماناً من المملكة المتحدة، ومكاناً مثالياً للعيش والعمل وتربية الأبناء". المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©