الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بنك معلومات» التسرب النفطي

5 أكتوبر 2010 21:04
وفقاً لآخر تقرير أعده باحثون من جامعة كولومبيا في نيويورك يُقدر حجم النفط المتسرب في خليج المكسيك نتيجة الانفجار الذي حصل في منصة الحفر بنحو 4.4 مليون برميل من النفط في اليوم الواحد، وهي النتائج التي تتفق إلى حد كبير مع التقديرات الحكومية الأميركية التي تضمنها تقرير صادر في 2 أغسطس المنصرم ويضع الرقم في 4.1 مليون برميل في اليوم، والحقيقة أن التقديرات تنطوي على أهمية كبيرة سواء كانت الأرقام قادمة من الحكومة، أو من مؤسسات خاصة تسعى إلى تكوين فكرة واضحة عن حجم التسرب الذي حدث. فمن جهة ستستفيد الحكومة الفيدرالية من الأرقام الدقيقة لتقييم حجم الخسائر وبالتالي إمكانية رفع دعاوى قضائية على شركة "بريتش بيتروليوم" وغيرها من المؤسسات المتعاونة معها التي فشلت على مدار الفترة السابقة في وقف التسرب. ومن جهة أخرى سيُكوِن العلماء من خلال تقاريرهم الخاصة بنكاً للمعلومات يسخرونه لتقييم حجم الخسائر على مدى زمني محدد وسبل التعامل معها مستقبلاً. هذا بالإضافة إلى حصر الضرر البيئي في خليج المكسيك والأراضي المحيطة، وقد نشر العلماء تقريرهم الأخير حول تفاصيل التسرب والمنهج العلمي المستخدم للكشف عنه في مجلة "ساينس إكسبريس" التي تعتبر النسخة الإلكترونية لمجلة "ساينس" المرموقة، وتمثل الدراسة أول محاولة يقوم بها باحثون في المجال البيئي ومهندسون من اختصاصات متعددة لدراسة التسرب الأخير ومعرفة تفاصيله. وفي هذا السياق أوضح "تيموثي كرون"، الباحث من جامعة كولومبيا إنه "بسبب الأرقام المتضاربة والمصالح المتباينة للأطراف المعنية بالتسرب قمنا نحن من جهتنا بتسليط الضوء على التسرب لكن بطريقة علمية وذلك لمعرفة الرقم الحقيقي وجرد الخسائر التي تكبدتها البيئة من جراء ذلك"، لكنه حذر أيضاً من أن الأرقام الأخيرة التي توصل إليها فريق البحث من جامعة كولومبيا ليست إلا تقديرات أولية في حدها الأدنى، لأنها تعتمد على كاميرات فيديو كانت مثبتة في بعض أجزاء الأنبوب النفطي الذي انفجر وقد تسنى فقط الاطلاع على بعض الأشرطة فيما يظل الباقي بعيد المنال، بحيث يُعتقد أن كمية مهمة من النفط تسربت من الأنبوب دون أن تتمكن الكاميرات البعيدة من رصدها. وما لم يطلع العلماء على جميع الكاميرات سيكون من الصعب تقدير الكمية الحقيقية للتسرب الإضافي المتوقع أنه حصل في قاع البحر، وقد استخدم الدكتور "كرون" ومعه زميلته "مايا تولستوي" تقنيات خاصة للاطلاع على الكاميرات والبحث في الصور التي التقطت في الأعماق لرصد حجم التسرب والوتيرة التي كان يحدث بها في اليوم، وتمثل هذه النتيجة التي توصل إليها الخبراء تحديثاً لنتائج أخرى سبق لـ"كرون" أن أعلن عنها في برنامج إذاعي، وكانت التقديرات الرسمية في بداية الانفجار متواضعة وغير دقيقة إذ أشارت إلى خمسة آلاف برميل يومياً بالاعتماد على ما تم رصده من بقع نفطية على سطح المياه ودرجة توسعها، وهو الأسلوب الذي ينتقده العلماء معتبرين أن الجزء الأكبر من التسرب حصل في أعماق البحر وعلى بعد يصعب معه رصد التسرب النفطي بالعين المجردة. وقد طالب العلماء من أجل رفع اللبس وتوضيح خطورة التسرب باللجوء إلى غواصات صغيرة تنزل إلى أعماق الخليج لرصد النفط المتسرب. وقد كان لافتاً محاولات البعض، لا سيما جهات محسوبة على الشركة البريطانية التقليل من أهمية التسرب وخفض التقديرات التي وصل إليها العلماء في مسعى منها للحد من التعويضات التي ستقدمها إلى الحكومة الفيدرالية في حال قررت مقاضاتها، لذا تأتي التقديرات العلمية التي تنشرها دوريات رصينة وذات مصداقية لكشف الكميات الحقيقية للتسرب تمهيداً لتحديد المسؤوليات وإطلاع الرأي العام. بيتر سبوتس كاتب أميركي متخصص في الشؤون العلمية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©