الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عروض الحربية.. تعزف على أوتــــار الماضي

عروض الحربية.. تعزف على أوتــــار الماضي
17 ديسمبر 2016 23:51
كثيرة هي ألوان التراث الإماراتي التي تبهر العيون وتخطف العقول في رحلة طويلة عبر الزمن لاستكشاف هذه المفردات التراثية التي تزين «مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016»، وكيف كانت علاقتها بأهل الإمارات على مدى مئات السنين، وتتنوع هذه المفردات بين عادات ومشغولات يدوية ومنتجات تراثية وفنون شعبية وأفكار وتقاليد لا يزال أهل الإمارات حريصين على التمسك بها وإعلاء قيمتها في القلوب والعقول، باعتبارها الحبل المتين الذين يعتصمون به في عالم تمتزج فيه الثقافات وتختلط فيه الأفكار ما قد يؤدي إلى تهديد هوية أي من بلدان العالم إذا لم يحسن التمسك بجذوره ويجعل منها أساساً متيناً في طريق نهضته ووجوده بين الأمم. أحمد السعداوي (أبوظبي) كثيرة هي ألوان التراث الإماراتي التي تبهر العيون وتخطف العقول في رحلة طويلة عبر الزمن لاستكشاف هذه المفردات التراثية التي تزين «مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016»، وكيف كانت علاقتها بأهل الإمارات على مدى مئات السنين، وتتنوع هذه المفردات بين عادات ومشغولات يدوية ومنتجات تراثية وفنون شعبية وأفكار وتقاليد لا يزال أهل الإمارات حريصين على التمسك بها وإعلاء قيمتها في القلوب والعقول، باعتبارها الحبل المتين الذين يعتصمون به في عالم تمتزج فيه الثقافات وتختلط فيه الأفكار ما قد يؤدي إلى تهديد هوية أي من بلدان العالم إذا لم يحسن التمسك بجذوره ويجعل منها أساسا متينا في طريق نهضته ووجوده بين الأمم، وتعتبر «عروض الحربية» من أبرز أشكال التراث الإماراتي التي تتابعها أعداد كبيرة من الجمهور في سائر الفعاليات والأحداث التراثية التي تنظمها الدولة داخلياً أو تشارك فيها خارجياً، وآخرها الكرنفال التراثي العالمي الذي تشهده منطقة الوثبة في أبوظبي وتستمر فعالياته حتى 1 يناير المقبل. عروض يومية لم تقتصر عروض الحربية على مكان بعينه في المهرجان، بل انتشر أبناء الإمارات في الساحات والأجنحة المختلفة للحدث التراثي، ليقدموا للجمهور هذا اللون الفريد من الفلكلور الإماراتي في أرديتهم البيضاء المشرقة، وحركاتهم الإيحائية المتناغمة، يتشارك في أدائها مختلف الأعمار، فنجد الأطفال إلى جانب الشباب وكبار السن يؤدون نفس الإيقاعات في حب وفخر بماضي الأقدمين بكافة أشكاله وفنونه. ويقول، سعيد علي الكعبي، قائد الفرقة، المكونة من 30 عارضاً، وتؤدي فنون الحربية يومياً منذ انطلاق المهرجان، إن الفرقة منذ تأسيسها عام 1985، أسهمت مع عديد من فرق الفنون الشعبية الأخرى في رسم صورة مبهرة عن الحربية وجعلت منها نقطة جذب مهمة في أي فعالية تراثية، ومنها مهرجان الشيخ زايد التراثي، والذي تقدم فيه الفرقة 5 عروض يومياً مدة كل فقرة نصف ساعة، وهذه العروض تتم بالتنسيق مع هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة بصفتها شريك استراتيجي في المهرجان، وصاحبة واحد من أكبر الأجنحة ويتضمن نماذج كثيرة من أشكال التراث والمشغولات الإماراتية التقليدية. فن أصيل ويذكر الكعبي، أن الحربية تتميز بأنها فن بدوي أصيل، ولا يصاحبه أي إيقاعات موسيقية، بل قصائد شعرية مختلفة أكثرها يدور حول الحماسة، أو الغزل وتؤدي في كافة المناسبات الوطنية والاجتماعية، مثل استقبال كبار الضيوف أو في الأعراس وغيرها من المناسبات السعيدة، ويحمل بعض مؤدي الحربية بنادق من الزمن القديم أو عصي من الزمن الحديث للمشاركة بها في هذا العرض البديع، الذي يتضمن أيضا فنون الشعر النبطي. يشارك في أداء الحربية صفين من الرجال يكونا متقابلين، وقد يرتفع العدد إلى 3 أو 4 صفوف بحسب عدد الرجال، ويقف بين صفوف الرجال، شاعر أو اثنين ويقومان بإلقاء قصائد أو أبيات شعرية بالتبادل على هيئة محاورة شعرية تضفي أجواء الحماسة والفخر على العرض، وهناك أشعار مختلفة للحربية تبعاً للمناسبة التي تقام فيها. ويلفت الكعبي، إلى إن محاورات الحربية الشعرية تتطلب مهارات خاصة لا يمتلكها كل الشعراء وأهمها القدرة السريعة على الارتجال وتأليف أبيات شعرية مرتبطة بالنمط الشعري العام الذي يؤدى خلال العرض، مبيناً أن عروض الفرقة لجمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي تبدأ يومياً في الرابعة والنصف عصراً وتنتهي مع انتهاء ساعات العمل في المهرجان، على مدار 30 يوما بلا انقطاع. مؤكداً سعادته هو وأعضاء الفرقة بتقديم هذه الرزفات إلى الجمهور الذي يتلقاها بسعادة غامرة، وهو ما يزيد من فرحتنا كأبناء الإمارات حين نرى أبناء الشعوب الأخرى يقبلون بحب واهتمام على مختلف ألوان تراثنا وثقافتنا، ما يجعلنا نبذل المزيد من الجهد من أجل إبراز هذا الموروث الغالي في أبهى صورة سواء في مهرجان الشيخ زايد أو غيره من المهرجانات. يولة السلاح ومن مؤدي عروض الحربية، يقول سعيد الشحي، إنه كباقي أبناء إمارات، يمارس فن الحربية منذ نعومة أظفاره، وتعلمه بالفطرة والوراثة عن والده وأقربائه الأكبر منه سناً، وهو يفخر دائما أنه يستطيع تأدية فن الحربية ويجامل بها الآخرين في كافة المناسبات التي يحضرها، مبينا أن الحربية تتضمن أيضاً فن اليولة، وتنقسم إلى يولة العصا ويولة السلاح ويولة السيف. وهي مهارة يمتلكها غالبية أبناء الإمارات ولكن بدرجات متفاوتة بحسب التدريب والممارسة. وقديماً كانت ممارسة اليولة أصعب كثيرا من الوقت الحالي، كونها اعتمدت في أكثرها على البندقية والتي تعتبر ثقيلة الوزن قياسا بالعصا أو السيف، ولاعب اليولة أو «اليوّيّل» بلهجة أهل الإمارات، يجب أن يتمتع برشاقة متناهية وقدرة على حفظ توازنه وهو يحرك السلاح بسرعة أو يلقيه لأعلى ثم يسرع بالتقاطه دون أن يسقط. تاريخ الأقدمين ومن الجمهور، يشيد عبدالرحمن محمد بالمجهود الكبير الذي بذله القائمون على الحدث التراثي، في تسليط الضوء على تراث الأقدمين بأشكاله المختلفة ومنه الفنون بأنواعها مثل الحربية، وهو جهد غير عادي، نظرا لحجم المشاركة الكبيرة لعدد الدول في المهرجان والأجنحة الكثيرة التي يتضمنها، لتتاح الفرصة لعدد أكبر من أبناء الإمارات والعالم لرؤية نماذج من تراثنا وتاريخنا، والتي لا تخلو دوما من كل جديد ومشجع على البحث عن تاريخ الأقدمين الذي يقدم للجيل الحاضر بأسلوب راق وجذاب. «المجبة».. حافظة طعام من سعف النخيل هناء الحمادي (أبوظبي) «المجبة أو المكّبة»، هي واحدة من الأدوات التي كانت تستخدم على المائدة الإماراتية أيام زمان، فهي غطاء هرمي يصنع من خوص النخيل وتغطى به الفوالة أو الطعام لحفظ ما فيها من التعرض للحشرات. لذلك لا يخلو أي بيت إماراتي من هذه الصناعات التقليدية حيث تظل جزءا من الإرث الحضاري للأجداد، ولا زالت الكثير من الأمهات يحرصن على حياكة المنتجات اليدوية المصنوعة من سعف النخيل ويعلمن بناتهن أسرار صناعتها واستخداماتها المختلفة. الأساس الذي تتكون منه المجبة هو سعف النخيل حيث يتم تطويعه من خلال وضعه في الماء لمدة 3 ساعات ليصبح ليناً، وقد انتشرت هذه المهنة نظراً لوفرة النخيل، ومع اهتمام البعض بالمنتجات المصنوعة من السعف لكونها منتجات يدوية تتطلب موهبة ومهارة، وقد بات الإقبال على شراء هذه المنتجات اليدوية كثيراً من قبل عدد من المواطنين والزوار والسياح في المهرجانات التراثية التي تقام على أرض الدولة، لإبراز تلك المنتجات التي أبدعت النساء في عملها. آمنة بطي تحترف الصناعات التقليدية، وتصنع المجبة، وتقول إن سعف النخيل هو الخير الذي لا ينضب من النخلة فهي جزء لا يتجزأ من التراث، فمن خلال السعف استطاعت الكثير من الأمهات والجدات صناعة العديد من المنتجات اليدوية التي تمتاز بالدقة والحرفية في التشكيل، وكل ما ينتج كان يستخدم في الحياة اليومية أيام زمان، و«المجبة» جزء من الأدوات المنزلية التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يزداد الطلب على اقتنائه خاصة في المهرجانات التراثية. وتجلس آمنة وأمامها مجموعة من «المكبات» التي أتقنت صناعتها بكل حرفية وخبرة، وتتناغم بين يديها، وقد شاركت في عديد المهرجانات التراثية لكن يظل مهرجان زايد التراثي هو الأقرب إلى قلبها نظرا لتنوع الحرف التقليدية به بأيدي ماهرات في الحرف التراثية. وتضيف» تتنوع أحجام المجبة بتعدد ألوانها، البعض يقتنيها من أجل الحفاظ على التراث ووضعها في إحدى زوايا المجلس أو كزينة، والبعض الآخر يضعها فوق الطعام خاصة وجبة الفطور التي تتميز بالأكلات الشعبية الشهيرة بالإمارات. وعن طريقة صناعتها تقول آمنة: يؤخذ خوص النخيل الذي يصنع منه المكبّة من أعلى النخلة المسمى بالقلب، ثم يصبغ الخوص بعدة ألوان، ويقطع إلى شرائح دقيقة ويشرع بالتصنيع بخوصة خضراء تسمى «العقمة»، تشكل قمة المكبّة ثم ينطلق التجديل منها بشكل حلزوني هرمي، وتوضع في قمتها عصا قصيرة كقاعدة للمكبّ، وحافظة له من التلف. وبدورها تحرص ميسون الدرمكي (ربة بيت) على شراء مجموعة من «المجبة» لمنزلها ولأخواتها حيث تجد في مهرجان زايد التراثي كل الصناعات التقليدية التي تمتاز بالجمال، وتقول «بالفعل المجبة جزء من تراثنا القديم وبرغم مرور الزمن إلا أننا نبحث عن مثل هذه الصناعات القديمة التي اشتهرت بها الإمارات، والمجبة واحدة من هذه الأشياء المفضلة لديها، حيث ما زالت تضعها فوق الطعام لمنع الحشرات من الاقتراب من الطعام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©