الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الحوسني: صادقت البحر منذ سنوات طويلة أسوة بجدي

محمد الحوسني: صادقت البحر منذ سنوات طويلة أسوة بجدي
5 أكتوبر 2010 21:23
عشق أجدادنا البحر منذ قديم الزمان، وكان مصدر رزقهم وكاتم أسرارهم ورفيق أحلامهم وشاهداً على وقائع أيامهم، فلم ينسوه أو ينشغلوا عنه بعد نهضتهم الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية وغيرها من مجالات الحياة التي اقتحمها التطور والازدهار والرفاهية. من هنا ورث الشاب الإماراتي محمد جاسم الحوسني عشق البحر عن جده الذي كان يعمل نوخذة ولديه شهرته الواسعة بين البحارة والصيادين ليترجم هذا الحب بملازمته البحر لساعات طوال اليوم، بل لا يكتمل يومه من دون رفقة البحر خاصة بعد أن اختار العمل في مجال اليخوت والقوارب والدراجات المائية، ما جعل منه قبطاناً ماهراً فضلاً عن كونه راصداً جوياً ومرشداً سياحياً. استطاع الشاب محمد جاسم الحوسني -39 عاماً- بفضل دأبه ونشاطه أن يحقق الكثير من أحلامه وطموحاته التي خطط لها منذ أن كان طالباً على مقاعد الدراسة الثانوية، وفي فترة وجيزة وبتوفيق من الله تعالى صار من أهم رجال الأعمال في الدولة وتحديداً في مجال السياحة البحرية. بدايات أولى التقيناه في يخت جميل يملكه في أبوظبي وحدثنا عن رحلته خلال رحلة بحرية قصيرة في غاية المتعة والروعة. يقول الحوسني عن بداياته: «صادقت البحر منذ صغري وعملت فيه في مرحلة مبكرة، حيث كنت لا أزال على مقاعد الثانوية العامة حيث اشتريت دراجة مائية «جت سكي» وقمت بتأجيرها وصارت تدر علي دخلاً يزداد يوماً بعد يوم، فاقتنيت دراجة أخرى ثم دراجات، ومن ثم قوارب للصيد وأخرى للنزهات، ودربت أشخاصاً ليديروها، بينما انتقلت للدراسة في الجامعة واخترت تخصص إدارة أعمال لتخدم الدراسة الأكاديمية طموحي وميولي في تجارة الدراجات المائية». ويسترسل مضيفاً: «تخرجت في الجامعة ولدي طموح كبير بأن أمتلك يختاً فخماً، ولأن لكل مجتهد نصيباً اجتهدت وحققت مرادي وتملكت يختاً بل شركة لتأجير اليخوت والدراجات المائية المختلفة». جولة داخلية يضيف الحوسني: «باتت لدي الآن 5 يخوت أسميت ثلاثة منها بأسماء أبنائي منصور وحمدان ونوف واثنين باسم اليازية ولكل منها مميزاته التي تحدد في ضوئها درجة فخامته، وجميع يخوتي في الدولة إلا أن أحد يختي اليازية تركته في مدينة كان الفرنسية، حيث يزور هذه المدينة الجميلة المشاهير وكبار رجال الأعمال فيستأجرون اليخت الإماراتي العملاق. أما فيما يخص يخت نوف الذي قمنا فيه بجولة بحرية داخل أبوظبي فهو على درجة عالية من الفخامة أيضاً، بدءاً بديكوراته الداخلية إلى أقسامه المتعددة التي تتسع لنحو 45 شخصاً، وهو مجهز بكامل غرفه وأقسامه بأرقى المفروشات والمستلزمات الإلكترونية، ويمكن قيادته من الداخل والخارج حيث توجد غرفة في أعلاه للقبطان وبجانبها مقاعد للجلوس، وتوجد كذلك هواتف بين الغرف واتصال بالإنترنت». رحلات بحرية اعتاد الحوسني على اصطحاب أبنائه وزوجته في رحلات بحرية كثيرة داخل مياه الإمارات التي -كما يقول- لا يجد في بحور الدنيا أجمل منها، يضيف في ذلك: «أقوم برحلات بحرية مع زوجتي وأولادي بصورة مستمرة نستمتع فيها بقضاء أوقات مميزة وقد تستمر الرحلة ليومين وأكثر. وهناك مجموعات سياحية أو أفراد يرغبون بقضاء رحلات طويلة أو سريعة في البحر». ويؤكد الحوسني أنه على الرغم من وجود كابتن لكل يخت يصطحب الضيوف والسياح خلال الرحلات؛ إلا أنه أصر على تعلم قيادة اليخت بنفسه وحصل على رخصة قيادة ويقوم بنفسه باصطحاب الضيوف في رحلات بحرية حرصاً منه على توفير أقصى درجات الرفاهية كدليل على الكرم وحسن الضيافة التي يتمتع بها أبناء الإمارات. كما يفضل قيادة اليخت فجراً لأن الرؤية تكون واضحة وحالة الجو مستقرة، أما في الليل فتنعدم الرؤية الواضحة، وعلى الرغم من ذلك جاب الحوسني مياه جميع إمارات الدولة، أما رحلاته الخارجية فكانت إلى دول الخليج كالكويت الشقيقة التي استغرقت منه 18 ساعة قيادة. قيادة اليخت من جانب آخر اعتاد أصدقاء الحوسني على التجمع يومياً في يخته بعد صلاة المغرب ليتسامروا، ويقوموا بين الحين والآخر معه برحلات صيد على متن اليخت فالصيد متاح أيضاً. عن قيادة اليخت ومدى صعوبتها وأنسب الأوقات لممارستها يقول الحوسني: «قبل أن أقوم بأي رحلة بحرية أختبر حالة الجو عبر الاتصال الهاتفي بجهاز حماية المنشآت الذي يزودني بحالة الجو وسرعة الرياح واتجاهها وارتفاع الموج على مدار 24 ساعة، وقد يستغرب البعض لو علم أنني أستطيع رصد حالة الجو واتجاه الرياح وحالة البحر عبر خبرتي وإحساسي العميق بالبحر، فضلاً عن دورة رسمية اتبعتها في علم الأرصاد. وكثيراً ما أصيب وهذه أمور لابد أن نأخذها بعين الاعتبار قبل الشروع ببدء الرحلة فنحن نريد المتعة والأمان معاً. وبحكم تعلمي قيادة اليخت وحصولي على رخصة في ذلك يمكنني القول بأن القيادة في البحر غير سهلة وتتطلب الكثير من الانتباه والحذر والتركيز خشية الاصطدام بيخت أو سفينة أو قارب». مواقف مختلفة يشير الحوسني إلى أن تأجيره لليخوت جعل منه مرشداً سياحياً يتحدث إلى المجموعات السياحية التي يقلها على متن يخته من مختلف الجنسيات والأعمار، ويقدم لهم معلومات عن الجزر التي يمر بها في رحلته مثل تاريخها ومواردها ومعالمها والفعاليات التي تقام عليها، مثل جزر صير بني ياس وبوطينة والسعديات ووالفطيسي وأبو الأبيض.. إلخ فهو يرافق الرحلات لأنه معني بتقديم شروحات للزوار والسياح عن الدولة ومياهها وجزرها ومناطقها البحرية كمرشد سياحي غيور على بلده. ومن المواقف الطريفة والأخرى المزعجة التي مرت بالحوسني يقول: «أحببت اعتزال الناس قليلاً والذهاب إلى يختي لأتأمل فيما خلق الله وأشعر بالصفاء الذهني والنفسي وأنا أنظر إلى منظر البحر وجمال زرقة مياهه، وكان أحد أولادي برفقتي ونمنا من الظهر إلى وقت متأخر من الليل دون أن أعشر بنفسي»! وعن أحد الأمور المزعجة التي حدثت له في البحر، يقول: «مضيت في رحلة مع صديقي وسط البحر ونسينا أن نتصل بجهاز حماية المنشآت، وبعدما قطعت مسافة كبيرة فوجئت بحركة الموج العالية والعاصفة غير المتوقعة فأخفيت خوفي عن صديقي وسيطرت على الموقف ورجعنا سالمين والحمد لله». إضاءة يصل طول اليخت الإماراتي العملاق في شواطئ كان إلى 85 قدماً، وهو مترف بالفخامة والجمال وفيه أجنحة مجهزة لكبار الشخصيات ومصعد كهربائي للربط بين طوابق اليخت الخمسة، وصالة رياضية وصالون تجميل يديره أخصائيو تجميل وغرف ساونا وجاكوزي وصالات طعام تكفي لجلوس جميع ضيوف اليخت الذين يمكن أن يصل عددهم إلى 360 شخصاً إضافة إلى أعضاء الطاقم البالغ عددهم 43. فيما الهدف من إبقاء اليخت في كان هو تعريف الزوار والسياح بالنهضة الإماراتية في مجال الاقتصاد وتجهيز المركبات البحرية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©