الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصادق المهدي: إجماع وطني على تدخل القوات الدولية في دارفور

7 يوليو 2006 00:11
القاهرة - حمدي رزق: ليس المهم ما لون القط، المهم ان يصيد القط الفئران، هكذا يصوغ الصادق المهدي رئيس حزب الامة السوداني ترحيبه بتدخل قوات الامم المتحدة في دارفور، بل ويرى ان هناك شبه اجماع وطني سوداني على ضرورة هذا التدخل وأهميته لحماية امن وامان المواطن الدارفوري· الصادق يحدد شروطاً لتدخل اصحاب ''القبعات الزرقاء'' بان تكون بقرار من مجلس الامن يحدد مهمة تلك القوات وإطارها المكاني والزماني، أي أن يحدد موعد الخروج من دارفور قبل ان تطأ قدم جندي واحد الفاشر، وان تتشكل من قوات دول ليست لديها أجندة خفية في السودان، ويقترح تجمعا من دول عربية وافريقية واسكندنافية· التفاصيل في الحوار التالي: هل هناك حاجة لقوات دولية في دارفور؟ إنسان دارفور هو الأساس، ووفقا لهذا الفهم فإن الصراع الذي دار في هذا الإقليم يقول إن هناك اتفاقات وقف إطلاق نار تمت من قبل بين هذه الحركات المسلحة والحكومة، لكن حدثت خروقات راح ضحيتها إنسان دارفور، ولهذا صدر القرار 1591 من مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار· وهناك اضطرابات حدودية لا يمكن تجاهلها بين السودان وتشاد من ناحية، والسودان وأفريقيا الوسطى من ناحية أخرى، يمكن أن نسميها ''صدامات مسلحة بالوكالة''· والصراعات التي دارت أفرزت ''ثقافة العنف'' التي تفشت بين كل الأطراف في هذا الإقليم، لدرجة أن السلاح المتداول بين الفئات المتقاتلة هناك قدر بـ 200 مليون دولار، وانتشرت حركات عنف فردية أو جماعية لا تنتمي بالضرورة لأية خلفيات سياسية· ونتيجة هذه الحالة التي لم تستطع الحكومة السيطرة عليها، انسحبت بعض جهات الإغاثة الإنسانية من الإقليم، وهذه خسارة فادحة لإنسان دارفور، لأن الحروب جعلت هذا الإنسان يعتمد على الإغاثة في حياته حيث لم يعد يزرع، حتى أن حجم الإغاثة قدر بنحو مليار دولار وهناك معسكرات للنازحين من غرب ووسط دارفور وهؤلاء أصلاً مزارعون صاروا يعيشون في معسكرات كبيرة جداً، مليون وزيادة داخل السودان وأكثر من 200 ألف في تشاد· أعداد قليلة والقوات الأفريقية الموجودة ؟ أعدادها بالنسبة لما ينبغي أن تضطلع به من مهام قليلة، ومعداتها ضعيفة والأموال ايضاً قليلة لأن الاتحاد الأفريقي لا يملك في صندوقه ما يكفي هذه المهام والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو وكل الجهات الدولية ساهمت لوجستياً في نقل القوات الأفريقية الى دارفور مع توفير العتاد الحربي لها، وسمي هؤلاء قياسا على ''أصدقاء إيجاد'' أصدقاء القوات الأفريقية· وعجز هذه القوات في خلق حوار بين السودانيين منذ مدة حول ضرورة توفير الإمكانات للقوات الأفريقية، وثار كلام أيضا حول ''قوات عربية'' قادرة في دارفور، لكن هذا لم يتم، وكل ما يحصل عليه السودان من الوعود العربية هو الاستعداد لتقديم نصف التمويل لقوات الاتحاد الأفريقي الموجودة في دارفور، وقالوا إنهم سيدفعون هذا التمويل في أكتوبر القادم بما يعني أنهم سيمولونها بعد انتهاء مهمتها في سبتمبر· وكنا نقول إن هناك حاجة الى 35 ألف جندي ومطلوب مبالغ تصل الى مئات الملايين ومعدات مختلفة الأنواع، لتمكين هؤلاء من أن يقوموا بعمل ذي هيبة يحقق الأهداف المطلوبة، ومجلس الأمن أطلع على الموقف بتقارير واضحة ومن الحيثيات التي أطلع عليها تقرير يعترف فيه الاتحاد الأفريقي نفسه بعدم قدرته على القيام بالمهام الموكلة إليه في دارفور· هنا السؤال المشروع: ما هو رأي السودانيين في هذا ؟ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان وقبل تنفيذ القرار، ذهب الى القوى السياسية في دارفور وقابل قادتها، كما قابل مندوبين عن النازحين، ووجد قبولاً كبيراً بوجود القوات الدولية ولدى كل الأطراف ما عدا المؤتمر الوطني الحاكم· من تقصد بكل الأطراف ؟ كل القوى السياسية السودانية بما في ذلك الحركة الشعبية، بعد ذلك جاء ممثلو مجلس الأمن واجتمعوا مع كل القوى السودانية من خارج الانقلابيين ''المؤتمر الوطني وحملة السلاح '' واطلعوا على وجهة نظرهم، حيث اجتمعوا بعلي محمود حسنين ممثلاً للاتحادي الديمقراطي وحسن الترابي عن المؤتمر الشعبي وأنا كممثل لحزب الأمة وإبراهيم نقد ممثلاً للحزب الشيوعي وبممثلي المجتمع المدني السوداني· ماذا دار في الاجتماع ؟ تطرقنا بوضوح للعثرات التي تواجه اتفاقيتي ''نيفاشا'' و ''أبوجا'' ورأى ممثلو مجلس الأمن كيف أن هذه القوى ومعها الحركة الشعبية والفصيل الدارفوري الذي وقع على ''أبوجا'' جميعهم اتفقوا على الموقف الواحد من القوات الدولية وكذلك الحديث عن عثرات أبوجا ونيفاشا ما عدا المؤتمر الوطني الحاكم· ومن المهم أيضاً أن نذكر أن هذه القوى وقد كنا من بينها لم تهتم في هذا الاجتماع بالتفكير في مسألة السيادة الوطنية أو المزايدة عليها، لأن السودان كان محط اهتمام الأسرة الدولية أصلاً منذ فترة وصدر بشأنه 16 قراراً في العامين الماضيين، ليس من باب إهدار السيادة أو الاستعمار وإنما لمشاكل داخل السودان بالفعل، وهذا الاهتمام الدولي جديد على السودان، لذا كان الموقف واضحاً، وهو أن هذا الموقف لا يتعارض مع السيادة الوطنية وإلا فلماذا قبل النظام السوداني القرارات الدولية الأخرى ؟ كأنك تقول لايصح الحديث عن السيادة الوطنية بالقطعة أقصد بالقرار؟ نعم، فهذا كلام لا معنى له، أيضاً صحيح أن هناك مخاوف لكننا ذكرناها لهم وأكدنا ضرورة الانتباه إليها· ما هذه المخاوف ؟ أهمها ألا تدخل ضمن القوات الدولية جهات لها أجندات خاصة بها في السودان أي أن تكون محايدة، كما أن مهام هذه القوات يجب أن تكون محددة تماماً ومشمولة بضوابط صارمة، وأن تكون المهمة محددة المدة، وعلى هذه القوات أن تحمي إنسان دارفور فقط وألا يكون لها دور آخر· ألم يكن من الممكن معالجة عجز القوات الأفريقية ؟ لم يكن ممكناً على الإطلاق والاتحاد الأفريقي ليس لديه المزيد من القدرات وهو نفسه أعلن ذلك· هناك طرح آخر بنشر قوات عربية قوامها 12 ألفاً من مصر وليبيا والجزائر؟ لا مانع ومرحباً، وهذا بديل نتمناه، لكنه وحتى إشعار آخر يظل بديلاً عاطفياً ! تتحدث عن خشية المؤتمر الوطني الحاكم من تدخل من القوات الدولية ألديك تفسيراً للحديث عن المقاومة في دارفور؟ أحاديث نظام غير جاد وغير مسؤول، وهو السبب في كل هذه المشاكل واجتمعنا معهم كثيراً، والنتيجة أنهم غير مستعدين لأي علاج جوهري للمشاكل، لأنهم مقيدون بأمرين الأول اسمه ثوابت الانقاذ والثاني هو سقوف نيفاشا المملاة عليهم· بما في ذلك التحضير لاتفاق في الشرق ؟ أقول كل الاتفاقات مجرد ترتيبات مظهرية في ظل ثوابت الانقاذ وسقوف نيفاشا وهما البقرتان المقدستان· وفي رأيي هناك أمران يقلقان المؤتمر الوطني من وجود القوات الدولية، الأول أنها تدعم فكرة وجود شرطة دولية ذات صلة بالجرائم والجنايات ضد الإنسانية، التي ارتكبت في دارفور والقرار ·1953 والثاني أن زيادة الوجود الدولي داخل السودان تؤثر سلباً على القبضة الحديدية للنظام الحاكم والتي هي أصلا محل نزاع، والآن هناك إضراب في الخرطوم وتذمر في الجامعات ومواقف سياسية كثيرة ضد النظام والوجود الدولي يدعم هذا· ألا يمكن تصور أن تتخذ واشنطن من القوات الدولية ''حصان طروادة'' لدخول دارفور؟ أميركا ليست بحاجة الى هذا بعد درس العراق وأفغانستان، وهو درس أعتقد أنها لا يمكن أن تنساه، ثم أن الاختراق الأميركي للشأن السوداني موجود في نيفاشا وفي أبوجا وبرضا النظام التام· اختراق أم تعاون ؟ اختراق لأن المحافظين الجدد الذين يحكمون واشنطن عندهم نظرة إملائية في التعامل مع القوى الأخرى· والناتو ؟ ''الناتو'' يمكن أن يفتش عن دور، لكن المهم الآن هو قرار مجلس الأمن، وكيفية تطبيقه، لذلك بادرنا الى تأكيد حياد الجهات التي سوف تشكل القوات الدولية في دارفور، وألا تكون لديها أجندة خفية، وفي الوقت نفسه أن تكون قوية عسكرياً· وأعتقد أن المؤتمر الوطني لو كان متعقلاً لبادر الى اتفاق جمعي مع كل القوى السودانية لوضع مسودة يؤسس عليها مجلس الأمن قراره فيأتي هذا القرار مدعوماً برغبة وإرادة ورؤية السودانيين جميعاً· ما هذه المجادلات ما بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة ؟ الباب السادس تستقدم فيه القوات الدولية بطلب من الدولة المعنية، أي أن تطلب الخرطوم استقدام القوات الدولية، مثل اتفاقية نيفاشا، أما السابع فإنه يتخذ القرار على أساس أن الدولة المعنية تشكل خطراً على السلام والأمن الدولي· والغريب أن عدداً من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن وقبلتها الحكومة السودانية تندرج تحت الفصل السابع، وليس مفهوماً أن تأتي الحكومة الى القرار الجديد 1679 لترفض الفصل السابع·· لماذا ؟ وما الذي يجمع الصادق المهدي والترابي ونقد وحسنين ؟ لم نتفق قبل الاجتماع بل كل منا قال رأيه الخاص لوفد مجلس الأمن ولكن التقينا في أن القوات الدولية أمر لا مفر منه والنظام ليس بحاجة الـى مكائدنا لأنه أكبر كائد لنفسه وهو الذي سبب كل هذه المشاكل لنفسه، ولكل السودان وكل القوى السياسية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©