السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمنة «كابوس» ثقيل الظل!

السمنة «كابوس» ثقيل الظل!
18 يناير 2011 20:08
تؤكد البروفيسورة كيث في محاضرتها في المؤتمر العاشر لمرضى السمنة: «سوف يأتي الوقت ونجد أن الأبناء بدأوا يموتون قبل آبائهم بسبب السمنة لأنها سوف تسبب لهم مضاعفات لها أول وليس لها آخر، أول هذه المضاعفات إصابة هؤلاء الأطفال بمرض السكري من النمط الثاني الذي كان يصيب كبار السن. وبدأنا نراه اليوم في صغار السن. فإذا كان مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم والسرطان هي الهم الكبير عند المجتمع الطبي في القرون الماضية.. فإن الهم الأكبر في القرن الواحد والعشرين هو السمنة. تُشير أرقام منظمة الصحة العالمية، وفق موقعها الإلكتروني إلى أن المملكة العربية السعودية تعد أعلى ثالث معدلات السمنة في العالم، حيث تصل نسبة السكان الذين يعانون من زيادة في الوزن إلى 35.6 في المئة، وتأتي الإمارات في المرتبة الرابعة بنسبة 33.7 في المئة، وبعدها البحرين في المرتبة السادسة بنسبة 28.9 في المئة والكويت في المرتبة السابعة بنسبة 28.8 في المئة. وتتقدم الإمارات (19.5 في المئة) على المملكة العربية السعودية (16.7 في المئة) صاحبة المركز الثاني بين قائمة الدول الأعلى في العالم التي تعاني من أمراض السكري. فيما تحتل البحرين المرتبة الثالثة (15.2 في المئة). والكويت المرتبة الرابعة (14.4 في المئة) وعمان في المرتبة الخامسة (13.1 في المئة) حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. ويعاني من 5 وحتى 10 في المئة من أطفال ما قبل الدراسة من السمنة. بينما تزداد النسبة بين 10 إلى 15 في المئة من أطفال المرحلة الابتدائية و20 إلى 40 في المئة من أطفال المرحلة الثانوية الذين يعانون من السمنة. .. أمام هذه الأرقام، نتوقف والدكتور قيس أبوطه، استشاري ورئيس قسم السكري والغدد الصماء بمستشفى الشيخ خليفة الطبية، زميل الجمعية البريطانية للأمراض الباطنية. من خلال مؤلفه الأخير» المرجع الشامل لطعام مريض السكري». .. في البداية يشير الدكتور أبوطه إلى علاقة السمنة وطعام مريض السكري، ويقول: إن السمنة تعتبر من أهم أسباب مرض السكري، وأن 90 في المئة تقريباً من هؤلاء المرضى تكون أوزانهم أكثر من المعدل الطبيعي. وقبل الخوض في موضوع السمنة وعلاجها، فإننا نحتاج إلى أن نعرف ما هي الأوزان الطبيعية أو المفضلة لكل شخص وهذا يعتمد على العمر والطول وبالتالي يستطيع أن يعرف إذا كان وزنه زائداً أو مثالياً. وأن نعرف كم يحتاج كل منا من الطاقة يومياً، أي كم يحتاج من السعرات الحرارية. لأن التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي نتناولها في طعامنا والكمية التي يحرقها جسمنا له الأثر الأكبر في زيادة الوزن أو نقصانه». خطورة السمنة يوجز الدكتور أبوطه خطورة السمنة، ويقول:»أصبحت تكاليف السمنة أكبر عبء على ميزانية الدول بسبب ما تسببه السمنة من أمراض ومخاطر وعلاج لمضاعفات السمنة. ففي الولايات المتحدة فإن السمنة تمتص من ميزانية الدولة 125 بليون دولار في السنة. ثانياً: إن السمنة في ازدياد مستمر سنة بعد سنة وخاصة في منطقة الخليج العربي ليس عند الكبار، لكن المشكلة الأخطر هي زيادة أعداد الأطفال المصابين بزيادة الوزن، حيث بلغ 10 في المئة من مجموع الأطفال، ولكن منظمة الأمم المتحدة تقول إن نسبة السمنة عند الأطفال في سن الدراسة في الخليج العربي بلغت أكثر من 12 في المئة من بداية العام 2010. وهُناك أمراض كثيرة تأتي نتيجة السمنة، وعلى رأسها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول. وهذه بدورها تؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية والقلب وتصلب الشرايين وما يتبعه من مضاعفات وخاصة جلطة المخ. وكذلك زيادة التهابات المرارة وحصوات المرارة، التهابات المفاصل، والآن فإن الاهتمام بدأ يزداد مع مشكلة توقف التنفس لفترات طويلة عند النوم.وكذلك زيادة احتمالات الاصابة بالسرطان وخاصة سرطان القولون. وأخيراً تأثير السمنة على العقم. خفض الوزن عن أهمية خفض الوزن لمرضى السكري، يقول الدكتور أبوطه:» ينصح مرضى السكري خصوصاً الذين لا يعتمدون على الأنسولين الفئة الثانية (type2) من خفض أوزنهم؟ إذا كنت من مرضى السكري (النمط 2) فإن الجسم ينتج الأنسولين، لكنه ليس فعّالاً كما يجب لأن خلايا الجسم السمين تقاوم مفعول الأنسولين وهذا يسمى مقاومة الأنسولين.لكن بتخفيف الوزن بالحمية والرياضة فإن مستقبلات الأنسولين في خلايا الجسم تصبح قادرة أكثر على أن تستهلك الجلوكوز (السكر) في الدم، مما يقلل نسبة السكر في الدم ويمدك بالطاقة أكثر. وتناول الأقراص التي تخفض نسبة السكر في الدم عن طريق الفم تكون مفيدة لبعض المرضى ولبعض الوقت، لكن بعد سنوات عدة تصبح هذه الحبوب غير فعّالة تماماً وعندها يصبح الأنسولين ضرورياً. فتخفيف الوزن ولو بنسبة بسيطة يستطيع أن يقلل جرعات العقاقير والأنسولين، فلو استطاع المريض تخفيض وزنه كيلو جراماً أو اثنين فإنه بالتأكيد ينخفض مستوى السكر في الدم لديه وكذلك جرعة الأنسولين». برنامج عمل لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات القليلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثير سلبي خطير على صحتك وخاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكوليسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن باقي الشحوم في الجسم خاصة تلك الموجودة تحت الجلد، ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة بالصحة. فالسر في ضبط الوزن مدى الحياة - بحسب الدكتور أبوطه ـ هو تعلم العادات الغذائية السليمة، وزيادة النشاط البدني المنتظم، فعند تناول مواد غذائية قليلة الدسم وتقلل كمية السعرات الحرارية اليومية، ستحافظ على معدل وزنك دائماً، وستذهب عنك إحباطات زيادة الوزن مرة أخرى. فالرياضة سوف تحرق لك كمية لا يستهان بها من الشحوم. أن القاعدة الذهبية السليمة في خفض الوزن هي في تناول كمية من الأطعمة تحتوي على سعرات أقل بكثير مما يحتاجه جسمك في اليوم الواحد.لقد اكتشف علماء السمنة والسكري والقلب خلال السنوات القليلة الماضية حقيقة علمية غاية في الأهمية وهي أن الشحوم الموجودة داخل البطن أي حول الخصر لها تأثير سلبي خطير على صحتك وخاصة على عوامل الخطورة على القلب والشرايين والسكري والكوليسترول. إن هذه الشحوم حول الأعضاء الداخلية في البطن وبين خلاياها تختلف كلياً عن باقي الشحوم في الجسم خاصة تلك الموجودة تحت الجلد، ولذلك فإن قياس الخصر يعتبر طريقة أساسية لمعرفة كمية الشحوم المضرة للصحة. الأنماط الحياتية .. تقتلنا ان الأنماط الحياتية الحديثة تقتلنا ونحن لا نشعر، ففي جميع أنحاء العالم، وفي جميع الأعمار والأجناس هُناك عادات خطيرة دخلت في حياتنا اليومية. فشرب المشروبات الغازية بكثرة وتناول الوجبات السريعة، عدم التحرك بما فيه الكفاية والتنقل بالسيارات، ومشاهدة التلفزيون بالساعات، وإدمان الألعاب الإلكترونية والتدخين. عادات سلبية تعد من مسببات السمنة. فتقديرات منظمة الصحة العالمية عام 2005 تقول إن 1.6 بليون شخص في العالم أوزانهم زائدة عن المعدل الطبيعي، و400 مليون أوزانهم وصلت إلى حد الخطورة لأن محيط الخصر عندهم تعدى كثيراً المعدلات الطبيعية، والعدد في تصاعد. وأن 25 في المئة من هؤلاء سوف يصابون بالسكري والأخطر من ذلك مضاعفات هذه الأمراض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©