باريس (أ ف ب) - أظهرت دراسة جديدة أن جدة كل الدببة القطبية البيضاء حالياً كانت دبة سمراء أيرلندية عاشت قبل 20 إلى 50 ألف عام، وأن التهجين ساهم في التطور البيولوجي لهذا الحيوان المهدد بالانقراض. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الدب القطبي المعاصر (أورسوس ماريتيموس) ورث جزءاً من خصائصه الوراثية عن الدب الأسمر.
لكن الدراسة الأحدث التي أجريت على الحمض النووي الريبي للجزء الأمومي من الجينوم، أي المخزون الوراثي الذي ينقل حصرياً من الأم إلى صغارها، أشارت إلى أن جدة كل الدببة القطبية عاشت على جزر في آلاسكا قبل حوالي 14 ألف عام.
وفي دراسة نشرت بمجلة “كارنت بيولوجي”، أثبت فريق دولي من علماء الأحياء بقيادة بيث شابيرو من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة حصول تزاوج أقدم من ذلك بين الفصيلتين.
وحلل العلماء عينات من الحمض النووي الريبي لـ242 دباً أسمر وقطبياً، حياً أو تحجر خلال السنوات الـ120 ألفاً الأخيرة، في مناطق مختلفة من العالم، فتبين لهم أن الجينوم الأمومي للدببة البيضاء يرجع إلى ما قبل ذروة العصر الجليدي الأخير مباشرة، أي قبل 20 إلى 50 ألف عام، على الساحل الأطلسي في شمال أيرلندا.
وقالت شابيرو إن هذه “الجدة” الأيرلندية كانت من الدببة السمراء التي نعرفها. وأوضحت أن الدببة السمراء التي تشاطر حمضها النووي الريبي الأمومي مع الدببة القطبية اندثرت قبل 9 آلاف عام تقريباً، لكن علم الوراثة أوضح أن الفصيلتين كانتا على اتصال قبل وقت طويل من هذا الاندثار حتى أنهما اختلطا خلال مئة ألف عام تقريباً.
وأشارت شابيرو إلى أن تعقب أثر أبي الدببة القطبية أكثر تعقيداً، فالجزء الأبوي لجينوم هذه الدببة يعود إلى ما قبل العصر الجليدي و”يتحدر على الأرجح من سلف مشترك مع الدببة السمراء قبل حوالي 500 ألف عام”.
وقالت العالمة “هذا الاختلاف بالتحديد في الجينوم، أي السلف الأحدث من جهة الأم والسلف الأقدم من جهة الأب، يسمح بأن نستنتج بأن كل الدببة القطبية الحية تتحدر من دبة سمراء” حديثة العهد نسبياً.
عدد اليوم
