تحليق تجريبي ناجح لطائرة «ديمون» البريطانية من دون طيار

نجح مهندسون بريطانيون من شركة “بي إيه إي سيستمز”، العالمية المتخصصة في تطوير وتوفير ودعم الأنظمة الدفاعية البرية والبحرية والجوية، بالتعاون مع جامعة “كرانفيلد” وتسع جامعات بريطانية أخرى، في تنفيذ تحليق تجريبي ناجح لطائرة جديدة من دون طيار تزخر بمجموعة هائلة من التقنيات المتطورة. وقامت الطائرة، التي تحمل اسم “ديمون”، برحلتها التاريخية من أحد المطارات في جزيرة “والني” بمقاطعة “كومبريا” البريطانية، وجرى تصميمها بحيث تستبدل استخدام جنيحات الرفع الميكانيكية التقليدية التي تتحكم عادة في حركة الطائرات بأجهزة تحكم آيروديناميكية مبتكرة عبر الاستعانة بتدفقات تيارات الهواء. وتوفر التقنية الجديدة العديد من المزايا مقارنة بتقنية الجنيح المتحرك والمستخدمة منذ المراحل المبكرة للطيران، وبما يعني تقليل الأجزاء المتحركة وتقليص الحاجة إلى الصيانة وزيادة طابع التخفي للطائرة، وتعد الرحلات التجريبية للطائرة “ديمون” الأولى من نوعها لطائرة دون جنيحات تجيزها هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة. ونجحت الطائرة في رحلتها من دون جنيحات؛ حيث جرى وقف تشغيل نظام الجنيحات التقليدي، وتمكنت من التحليق والمناورة مستعينة بالتقنية الجديدة. ويذكر أن “بي إيه إي سيستمز” ترتقي إلى موقع الريادة في مجال تصنيع الأنظمة الذكية ذاتية الحركة للطائرات التي تعمل من دون طيار، وتدعم تطوير برنامج الأبحاث الصناعية المتكاملة للطائرات العاملة دون جنيحات رفع، والذي قاد إلى إنتاج “ديمون” بعد الدعم الكبير الذي قدمته الجامعات البريطانية منذ خمس سنوات. وأشاد “ريتشارد ويليامز”، مدير برنامج “بي إيه إي سيستمز” للإمكانات المستقبلية، بما أنجزه فريق العمل خلال هذه الفترة القصيرة، وأشار إلى حضوره تجربة تحليق “ديمون” في “كومبريا” واصفاً إياها بأنها لحظة فارقة في تاريخ الطيران، وقال إن أروع ما في الأمر هو ما استطاعت العقول البريطانية إنجازه من خلال التعاون لإنتاج تقنية عالمية المستوى، وأكد أن مبادرات من هذا النوع تساعد في ضمان احتفاظ المملكة بمستوى القدرات السيادية والتنافسية العالية. وقال البروفيسور جون فيلدينج كبير المهندسين، وقائد فريق “ديمون” في جامعة “كرانفيلد”، إن تصنيع طائرة يمكنها التحليق والمناورة دون استخدام تقنيات التحكم التقليدية يعد إنجازاً ونجاحاً بحد ذاته، إضافة إلى الجمع بين تقنيات بناء جديدة وآليات تحكم مبتكرة بشكل يفوق الطموحات، لكن ذلك قد تحقق على يد هذا الفريق الرائع. ولفت إلى أنه بالرغم من أن الطائرة الجديدة ذاتية الحركة جرى تطويرها ضمن برنامج بحثي، إلا أنها معقدة تقنياً، وحصلت على موافقة هيئة الطيران المدني، وحلقت بنجاح بفضل جهد وتفاني فريق العمل الذي يحق له الآن أن يفخر بهذا الإنجاز الذي استطاع تحقيقه.