الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبناء المجتمع

7 يوليو 2006 00:23
يعرف الوقف في المفهوم الاسلامي على أنه حبس العين وتسبيل المنفعة وهو من المعاني السامية والنبيلة والتي تتسم بالتنامي والزيادة وقدرته الفائقة في تطور ونمو الأمة ويعتبر ذلك في الوقت نفسه قاعدة مادية ومعنوية عملاقة لبناء ودعم مؤسسات المجتمع وتطورها في مختلف المجالات التي يتطلبها الفرد المسلم كالمجالات العلمية والتعليمية والاسكانية والصحية وغيرها من الخدمات المختلفة التي يتطلبها الانسان المسلم· ونرى أن المسلمين وفي شتى العصور قد أسهموا اسهامات كبيرة في مجال الوقف ايماناً بهذا الجانب المهم فهي بلاشك تؤدي وظائف لا يمكن الاستغناء عنها إذا ومن هذا الباب نقف اليوم أمام مؤسستين كبيرتين في الدولة ما زالتا تقومان بالدعم الكبير والمتواصل لابناء هذا المجتمع· وأقصد بهما هنا مشروع الشيخ زايد للاسكان وصندوق الزواج فهما بحق من المؤسسات الخدمية الكبيرة التي تقدم خدماتها لشباب هذه الدولة، اليوم نشهد جميعاً حالة التراجع الشديدة التي أصابت هاتين المؤسستين في شح الأموال المقدمة لهما مما يترتب عليه أحياناً كثيرة التأخير في صرف مستحقات الشباب المواطنين المتزوجين أو المقبلين على الزواج أو منحة مشروع الاسكان لولا تدخل الحكومة جزاها الله خير الجزاء عنا جميعاً ابناء هذا الوطن المعطاء · والفكرة التي نود التوصل إليها أو بالأحرى توصيلها للجميع خاصة الطبقة الغنية وهي لماذا لا يكون هناك ريع لمشروع وقف بشكل دائم لهاتين المؤسستين حتى يمكنهما تكملة مسيرتيهما اللتين بدأتاها منذ فترة طويلة، حيث لا نريد لهذين المشروعين المتميزين أن يقفا في نصف الطريق بعد هذا المشوار الذي لا بأس به وبعد هذه القاعدة المتينة التي بنيت وترسخت أواصرها فيما بينها وبين أفراد المجتمع وبعد أن ساهمتا وبشكل كبير في رفع المعاناة الحقيقية عن كاهل الشباب المواطنين، بقدر ما نريد لهما التقدم دائماً لخدمة أبناء هذه الدولة· الحمد لله التجار وأصحاب رؤوس الأموال والأغنياء وأصحاب المليارات والملايين هم أيضاً كثر فأين مشاركتهم في هذا الجانب الحيوي والذي يمثل قمة العطاء لمواطني وشباب الدولة؟· فمشاريع الوقف المختلفة تتيح للأفراد التمكن والانتفاع من ريع هذا الوقف دون الاعتماد الكلي على الدعم الحكومي، وهو أيضاً أي هذا الوقف يعتبر من ضمن منظومة العمل الخيري والتضامن الاجتماعي الاسلامي الذي يكفل للفرد المسلم العيش بكرامة· هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الدولة قد أصبحت اليوم تقوم باعباء وجهود كبيرة ومتعددة وفي مجالات كثيرة جلها ينصب في خدمة أبناء هذه الدولة ومؤسساته المتعددة والتي أصبحت تتنامى من يوم لآخر لذا فيكون مطلب الوقف ضرورة ملحة في مجتمعنا حتى تكون هي أيضاً لها دورها التكميلي الكبير لخدمة المجتمع· حمدان محمد كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©