الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم التياسة العالمي

يوم التياسة العالمي
10 فبراير 2008 01:07
كل من يمشي على اثنين لا بد أن يمشي على أربع في يوم من أيام حياته، وهو الحد الأدنى، ففي هذا اليوم يرتكب فعلاً غبياً لا يفعله الإنسان الطبيعي· فالذي يرتبط بامرأة نكدية، يعتبر هذا اليوم يوم مشيه على أربع· والذي لا يكمل دراسته الجامعية ويخرج من الجامعة وهو يضحك، يعتبر هذا هو اليوم الذي كان فيه تيساً متساوي الأضلاع· والذي يدخن السجائر ثم يتسرطن سيعتبر أول يوم تدخين هو يوم ''تياسته''· أما اليوم الذي مشيت فيه على أربع فقد كان اليوم الذي سبق زواجي بأسبوع، حين باشرت في تأثيث شقة الزوجية· صباح هذا اليوم اتصلت بمحل المفروشات وطلبت منهم الحضور لتركيب خزانة الكتب الضخمة، وضربت لهم موعداً بعد المغرب· ثم اتصلت بمحل آخر وكلفتهم إحضار طاولة الطعام وتركيبها، بعد المغرب أيضاً· ثم اتصلت بالنجار وطلبت منه الحضور في الموعد نفسه لتركيب حواجز خشبية· واتصلت في جماعة الماء وفعلت الأمر نفسه· كنت أريد أن أجعل من الشقة ورشة عمل، يأتون كالنمل يعملون وأنا كالتيس أقصد كالملكة أضع رجلاً على رجل· بعد هذه الاتصالات، ذهبت لشركة تبيع نوعية أثاث يتولى المشتري تركيبها بنفسه، فاشتريت طاولة تلفزيون وحزمت ألواحها في سيارتي وذهبت إلى الشقة على أمل أن أنهي عملي قبل حضور جيش العمال· لكن الذي يعرف حجم الطاولة وطولها وعرضها وارتفاعها سيتعجب من هذه الشركة التي لا تبعث عمالاً لتركيبها، ثم سيتعجب مني لأنني قررت تركيبها بمفردي· لكن ماذا أفعل، فأنا بطبعي كسول لكن إذا شمّرت ساعدي للعمل، أحب أن أعمل كما لم يعمل أحد قبلي، أي أنني متطرف في الحالتين· حملت الألواح كلها بمفردي صعوداً إلى الشقة أكثر من خمس مرات وأزلت الكراتين وجهزت مفاتيح الرصّ وشرعت في العمل قبل منتصف النهار· أحمل هذا اللوح، فيسقط اللوح الآخر، أثبت الآخر على الحائط، فيسقط الأول، أضع رجلي حائطاً بينهما، أقع على الأرض، أثبت برغياً، يسقط اللوح، أرفع اللوح يتدحرج البرغي، أرفع البرغي يسقط مفتاح الرصّ·· إلى ما قبل العصر وأنا أحاول وأجرب حتى نفد صبري· وقفت أتأمل الألواح والمسامير والأعمدة المثبتة وأقارنها بكتيّب التركيب· يا سلام، الأعمدة لا تخص هذه الألواح أصلاً· عدت غاضباً إلى ''المحل'' وشرحت لهم مبتسماً عدم تطابق الأجزاء· عدت وبدأت العمل من جديد· سقط كل شيء مني عشرين مرة وتعبت عضلاتي وخرجت عروقي وقبل المغرب بدقائق أنهيت الأمر· كان لا بد من أخذ قسط من الراحة والتمتع بـ ''البلكونة ''حتى لو كان الجوّ حارا· كان هذا في منتصف شهر أغسطس· وقفت هناك أدخّن وبعد دقائق رنّ ''موبايلي''، حاولت الدخول لكن باب ''البلكونة'' موصد، فقد أغلقته من دون أن أدري، وهو من النوع ''الحلّوف'' الذي يغلق من الجهتين·· والمكالمات تتوالى والرنين يصل إلى شقة الجيران وأنا كأن على رأسي فيلاً يقضي حاجته الصغرى· أخذت بأعلى صوتي أنادي على ناطور البناية الذي لا أدري كيف سمعني· أخبرته أن يهدئ العمال الذين ينتظرونني خلف الباب ثم قلت له أن يتصل بزوجتي فهي تحوز نسخة من مفتاح الشقة· نصف ساعة كاملة ضاعت والناطور يحاول أن يشرح ما جرى لزوجتي التي كانت تكلمه كلمتين ثم تتصل بي على ''موبايلي''، الذي كنت أراه ولا أستطيع الوصول إليه، لتنقل لي كلامه· وأخيراً فهمت·· وبعدها بساعة حضر شقيقها وهو يحمل مفتاح النجاة، لكن المفتاح لا يدور في القفل لأن مفتاحي بداخله· بعد ساعة استطاع خبير المفاتيح كسر القفل وتشويه الباب ودخول الجميع إلى شقتي التي أنا محبوس في بلكونتها·· لم يكن أمامي طريقة امتصّ فيها غضبهم سوى القول بأنه اليوم الذي أمشي فيه على أربع، يوم ''التياسة'' العالمي· أشوف الودع وأقرأ الكف وفنجان الكابتشينو!! كنت فتى يافعا عندما بدأ شغفي بالقراءة، حيث أسهم وجود ثلاث مكتبات بالقرب من منزلنا في فتح شهيتي لقراءة كل كتب معلومات الوجبات الخفيفة، قبل أن أتخصص في لعنة قراءة كتب الثقافة· بدأت اهتماماتي بكتب ''السين جيم'' والعجائب والغرائب وأسرار الأطباق الطائرة، وكتب كمال الأجسام وبالطبع كتب علم الكف وأسرار التنجيم· من تلك الكتب تعلمت أصول النصب والدجل، حيث بدأت باستدراج بنات عمومتي وعماتي لقراءة أكفهن، منطلقا من استراتيجية محبوكة، تبدأ بالحديث عن ظاهرة وجود الخطوط في الكف ومختلف النظريات التي تتناولها، وعلى رأسها أن كل كل خط منها يرتبط بعضو معين في الجسم، كخط القلب، وخط المال، وخط الزوج أو الزوجة، وخط الطفولة، أو خطوط عدد الأبناء في المستقبل· حينها كنت أتجاهل طبعا ذكر وجود نظرية تقول إن خطوط اليد وجدت بشكل طبيعي في أيدينا منذ أن كنا متكورين في بطون أمهاتنا وقبضاتنا مضمومة في حالتنا الجنينية حتى خرجنا بها إلى عالم النور· والحق أني وجدت إقبالا من بنات حواء على قراءة المستقبل من خلال قراءة خطوط أكفهن، فاستمتعت بالأمر، ولكي أضمن الإيقاع بضحاياي في الفخ، صرت أفتح الحديث عن علم قراءة الكف وأنني كنت أمارسه في السنوات السابقة، ثم أقلعت عن ذلك لأن العلم بالمستقبل يقلق دماغ الإنسان فالأفضل له ألا يعرف شيئا عن ذلك!! وهنا تتزايد رغبة الفتيات في طلب معاودتي للقراءة ولو لمرة واحدة· أجمل وأنجح وأخبث الكمائن التي نصبتها، كان لزميلة جميلة لي، كنت أستلطفها أيام دراستي في الجامعة أيما استلطاف، حيث نصبت الكمين في الكافتيريا صباحا قبل الانطلاق للمحاضرات، عندما بدأت بقراءة كف إحدى الزميلات التي كان صوتها مرتفعا بطبيعته فعملت لي إعلانا مجانيا في الكافتيريا، وحدث ما اشتهيته وانتبهت الفتاة العزيزة على قلبي للأمر، فتركت طاولتها وسحبت كرسيا إلى جانبي قائلة بأعذب صوت سمعته في حياتي آنذاك: ''محمد، ممكن تقرأ لي كفي!؟ فسكت قليلا ثم نظرت إليها بهدوء قائلا: ''شو حابة تعرفي؟ فقالت: كل شيء!· فقلت لها: ''إنت طماعة، الآن ليس هناك وقت، تعالي إليّ في الاستراحة الساعة عشرة ونص· ''فقالت ''أوكي''، فارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة فيما كنت أصرخ في داخلي: ''أيوه يا أبو جاسم، السنارة غمزت''!· قبل ''البريك'' رحت أعصر ذاكرتي حول كل ما أعرفه عنها، إضافة لكل الوصفات الجاهزة التي تتكرر في كل البيوت· حضرت البنت في الموعد الموعود، كان مجرد لمس يدها الناعمة والنظر في عيونها عن قرب خلال قراءة كفها مدعاة حسد من الزملاء الذين راحوا يتساءلون من بعيد عما يجري· المهم جلست الفتاة فأمسكت بيدها وقلت بلا تردد: ''حالتكم المادية كانت تعبانة، تحسنت في السنوات الأخيرة، عدد أسرتكم صغير، وهناك ضيف يزوركم هذه الأيام (كنت سمعتها منذ أسبوع تخبر زميلتها بزيارة قريب لهم) وكلما كنت أذكر أمرا كانت تقول: ''صح''! ثم انتقلت لجانب آخر فقلت لها: ''في عندك حد في البيت، إذا قلت شمال قال يمين، وإذا قلت فوق قالت تحت'' فقالت : ''صحيح هذي أختي فلانة'' ثم انتقلت للحديث عن المستقبل فطلبت منها ضم كفيها إلى بعضمها البعض، فنظرت نظرة العالم الخبير، سيكون شريك حياتك وسيما جدا ومحبا مخلصا وخلوقا وكريما وستنجبان ثلاثة أطفال'' (وسيم جدا يعني أنا) فقالت: ''بس ثلاثة''؟ فنظرت مرة أخرى في يدها وقلت مستدركا، ''يمكن خمسة، في اثنين بس مش واضحين، أما الثلاثة هادول فواضحين جدا'' ثم وصلت للصحة والعمر فأشرت للعافية وطول العمر ووفرة المال خصوصا في السنوات الأخيرة!!· وبينما أنا مستغرق في نعيم القراءة مع حورية القلب، قفزت بنت ثقيلة على قلبي دون سبب واضح وشاركتنا الجلسة قائلة: ''وأنا وأنا اقرأ لي كفّي بليز''!! فقطعت ''المفعوصة'' علي كل جوّي الهادئ فانتقمت منها أيما انتقام، فأمسكت كفها وقرأت التالي: ''إنتو ناس مستواكم عادي، أنت لا تحبين الأعمال اليدوية أو الطبخ ولا تحبين مساعدة أمك في البيت''!! والغريب أنها كانت تقول صح صح!، المهم واصلت انفجاري وغيظي المكتوم قائلا: ''سيتقدم لك شاب من أقاربك سيقبل أهلك خطبته قبل أن تكملي تعليمك، وستنجبين منه أحد عشر ولدا''، فصرخت: ''شو أنا أرنبة''؟! فقلت لها هذا المكتوب في كفك، وسيكون مستواكم المعيشي صعبا ولكنه قد يتحسن قليلا آخر العمر'' حتى نهضت المسكينة ودمعتها تكاد تسيل على خدها، فندمت ندما شديدا، ورحت أرفض طلبات قراءة الكف دون جدوى، فقد امتلأت الكافتيريا بالصبايا بعد انتشار خبري في الجامعة، وفي الأسابيع التالية تلقيت طلبات قراءة الكف حتى من (الخنافس) شباب الجامعة! الذين اعتذرت منهم ضاحكا: ''بالنسبة للشباب لا أقرأ سوى فناجين الكابتشينو''!· ترشيد الاستهلاك الفني! في ظل ثورة القنوات الفضائية، أشعر بخبو شغفي القديم في متابعة أو حتى سماع مطربيّ المفضلين، فهذا الظهور المتواتر غير المحسوب أطفأ جذوة المتابعة والانسجام المطلوبين· الإحساس تغيّر، وكلمة ''أوف'' أصبحت مكررة كما لو أنك تستقبل زائراً ثقيلاً في وقت غير مناسب! حالة استهلاك الفنانين من قِبل الفضائيات وغرور بعضهم وتسّيد نرجسيتهم في ظهور أكثر كثافة هي أشبه بحالة الاستهلاك اليومي للمياه في دول الخليج!، ناهيك عن التسريب والإهدار المتواصل لمصادر المياه الأخرى، فمعدلات الاستهلاك اليومي للفرد مع غسيل السيارات وصلت أوجها مما ينذر بكارثة بيئية ما لم نحسن استخدام هذه النعمة· كراتين مياه الشرب أيضاً ارتفعت ولحقت بالقائمة الرئيسية للمواد الاستهلاكية، فلا حل سوى الترشيد، يا سادة يا كرام، وإذا أحدكم ''ركب رأسه'' واستهان بمسألة الماء، فأود أن أُبشر الجميع ببشرى غير سارّة، بأن الحرب القادمة ستكون ''حرب مياه'' وليس ''مواء''!، يعني سعر قنينة المياه الواحدة يساوي سعر برميل البترول الأخير، وفي السوق'' السودة'' مش ''البيضة'' بعد، والحاضر يعّلم الغايب· وعلى كل فرد أن يتعقّل في صرف الماء منعاً للإحراج، بارك الله فيكم· شوفو كنا وين وصرنا وين!؟ ·· فالأمور متداخلة بطريقة هي أشبه بلعبة ''البزل''، كله بيكمّل بعضه· المهم في مسألة تنطيط الفنانين بين القنوات وعلى مدار أربع وعشرين ساعة فيه من الإهدار لقيمة الفنان نفسه، فأخذت نجومية بعضهم تجنح نحو الأفول وهم فرحين و''مبسوطين''!· لما حضرة جنابك صاير مثل فرقع لوز ··السي دي أبو خمسين درهما أشتريه ليش ·· ممكن أفهم؟!· ؟ همسة: أحلام قالت: يقولون، الثقل صنعة !· فاطمه اللامي فتاة رقيـقة كانت (هبة) فتاة حساسة رقيقة· الجميع يعرف هذا· والأهم أنها تعرف ذلك· عندما أراجع المدونات التي تكتبها الفتيات أو الأسماء اللاتي يستعملنها في برامج الثرثرة (الشات)، فإنني أندهش من الصورة التي ترسمها الفتاة لنفسها عندما تتخذ اسمًا: الملاك الحساس، بسكويتة، القطة الشقية، الحلوة···! نرجسية لا توصف، وإعجاب بالنفس لا حد له· من الصعب أن تقنع نفسك بأن هذه الفتاة تخاطب نفسها وإنما تحسبها عاشقًا يغازل فتاة·· فقط العاشق هو من يطلق على حبيبته اسم (بسكويتة)، أما أن يطلق الشخص على نفسه هذا الاسم، فتصرف غريب يدل على أنه يعاني حالة عشق للنفس مفرطة· يقول (أوسكار وايلد): ''الشخص الحساس هو شخص لأنه يعاني ألمًا في قدمه فهو لا يكف عن وطء أقدام الآخرين''· وأنا أصدقه·· إن الأشخاص الحساسين هم أشخاص يعتقدون أنهم كذلك· كل تفكيرهم منقلب للداخل· لا يفكرون إلا في أنفسهم وآلامهم· كلما تلقيت مكالمة من (هبة) عرفت ما سوف تقوله على الفور· لابد من العبارة التالية: ''آه يا ربي·· أنا مرهفة رقيقة وسط كون لا يفهمني· لا أحد يفهم كم أنت حساس رقيق''· هذه نقطة مهمة لهذه النوعية من الفتيات: الكون ينقسم إلى من لا يفهمون، وهؤلاء الذين لم تلقهم بعد ··· الذين لم تلقهم بعد ينتظرون دورهم كي يصيروا ممن لا يفهمون· الصداع وآلام المعدة جزء من أسلوب حياة هؤلاء الفتيات· من خبرتي الطبية أعرف أنهن يصبن بالصداع قبل أن يعرفن أن لديهن رأساً· تمشي معي هبة في الشارع فيجري وراءنا ذلك الطفل ممزق الثياب ويطلب منها بعض المال، فتشخط فيه وتحمر عينيها حتى ليوشك الشرر أن يخرج منها·· ثم تواصل كلامها معي: ـ'' الناس قد تغيرت والنفوس لم تعد كما كانت· لي صديقة كنت أحبها وتحبني ثم تغيرت ونقلت عني كلامًا كاذباً لواحدة أخرى، وهذه الأخرى كانت قد نقلت عني كلاما لواحدة قالت عني كلاما سيئا''· نقف على باب الكافتيريا، هنا نرى قطة صغيرة تموء من الجوع ويبدو أن سيارة يقودها وغد ما قد هشمت ساقها الأمامية· تقول (هبة) وهي تفتح باب المطعم: ـ''أنا أحب القطط الصغيرة لأنني مرهفة الحس··· كنت أحكي لك عن صديقتي· لا أعرف كيف سمح لها ضميرها بذلك، ولا كيف استباحته لنفسها· قطعت علاقتي بها لكن الجرح ما زال ينزف ···''· نجلس إلى مائدة في المطعم وأطلب الساقي· نرفع رأسينا للتلفزيون المعلق هناك والذي يعرض مشاهد من نشرات الأخبار· هناك من يبكون ويصرخون والدم ينزف من جراحهم في غزة، ثم تنتقل الكاميرا إلى ضحايا حادث قطار ممزقين في روسيا، ثم نرى مشاهد من اضطرابات كينيا· يقول التقرير إن القتل والاغتصاب في كل مكان· أطلب من الساقي أن يحول القناة· لو كنا قد جئنا هنا كي نتعذب فمن الأسهل أن نفعل ذلك مجانًا في بيوتنا، لكن هبة تواصل الكلام: ـ''لقد تخلى عني أعز إنسان عندي وهو من وثقت به جدًا، فنقل عني كلاما محرفًا لطرف ثالث لا يهمك أن تعرفه· وما دهشت له هو كون النفوس تتغير من لحظة لأخرى''· ثم بدأ الدمع يتجمد في عينيها··· وهمست: ـ''مشكلتي هي أنهم لا يعرفون كم أنا حساسة· أبي لا يفهم هذا· أخي لا يفهم هذا· أنت لا تفهم هذا···''· على القناة التي نراها على الشاشة رجل فقد ذراعيه وساقيه في الحرب وهو يزحف على الأرض· ما هذا المطعم؟ هل هو مطعم خاص لهواة أفلام الرعب؟ لكنها لم تلحظ شيئًا لأنها كانت تتكلم عن الصداع الذي لا يفارقها· هذا من حسن الحظ لأنها حساسة ولن تتحمل مشهدًا كهذا· عندما خرجنا أخيرًا بعد نصف ساعة كان رأسي يرتج من الداخل من فرط ما سمعته، وشعرت بأنه يزن طنَّيْن وأن ساقي لا تتحملان وزن رأسي· كانت القطة الصغيرة الجائعة تنتظرنا على الباب، فركلتها (هبة) ركلة خفيفة بطرف حذائها لتبعدها، وقالت: ـ''أنا أحب القطط والأطفال فعلاً· أحيانًا أشعر بأنني ملاك مرهف جاء من عالم آخر إلى هذا العالم الذي يعج بالشياطين· ألا ترى هذا معي؟''· قلت لها وأنا أنظر للقطة التي راحت تبادلني النظرات المندهشة: ـ''فعلاً·· أنت ملاك ·· فقط لو قابلت من يفهمك· لا تقلقي·· هذا الملاك موجود في مكان ما ويوم يجمعك الله به سيتعذب اثنان بدلاً من أربعة!''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©