الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جيوش الإنسان الآلي تغزو اليابان

جيوش الإنسان الآلي تغزو اليابان
7 يوليو 2006 00:27
إعداد - عدنان عضيمة: ربما كانت للمعاهد التكنولوجية في اليابان وظيفة مختلفة تماماً عن وظائف المعاهد المماثلة في بقية دول العالم وخاصة في مجال بناء وتطوير الروبوتات· وإذا ما استثنينا معهدي ماساشوسيتس وكاليفورنيا التكنولوجيين في الولايات المتحدة، فلن يبقى في العالم كله أية معاهد متخصصة في صناعة وتطوير البشر الآليين (الروبوتات) إلا في اليابان· ولعل الأهم من كل ذلك هو الإشارة إلى أن تصميم وبناء الروبوتات أصبح في اليابان هوى وعشق وليس مجرّد واحد من أبواب البحوث التكنولوجية المعقدة؛ ويقول أحد الكتّاب العلميين عقب قيامه بزيارة ميدانية إلى كافة المؤسسات المهتمة بهذا الفن: إذا زرت اليابان ورأيت حلاقاً أو صانع أحذية يعمل في تصميم الروبوتات فلا تعجب لأن هذا لا يدلّ إلا على شيء واحد وهو أنك في اليابان· ويبدو أن العالم كله ما زال غافلاً عن تقدير النتائج الحقيقية لهذا التطور الذي يطرأ على الروبوتات في اليابان؛ حيث يتوقع بعض الباحثين أن تصبح جيوش الروبوتات اليابانية ذات يوم أكثر من اليابانيين أنفسهم· ولا شك أن اليابان سوف تصبح ذات يوم مصدر الروبوتات الصناعية في العالم عندما ستبلغ من التطور ما يجعلها صالحة لإنجاز كافة الأعمال التي ينجزها البشر· وكل من يزور المختبرات التي يتم فيها تطوير هذه الآلات العجيبة لا بد أن يصاب بالدهشة والذهول؛ وبلغ أمر الاندهاش والإعجاب بهذا التطور أن عمد المحرر العلمي كلايف كوكسون إلى نشر تقرير في الفايننشيال تايمز تحدث فيه عما أطلق عليه (ثقافة الروبوتات في اليابان) حين وصف العلاقة الحميمة التي نشأت هناك بين البشر الحقيقيين من ذوي اللحم والعظم، والروبوتات الفولاذية· وهو يتحدث عن هذه ''الفصيلة الجديدة من البشر'' بلغة أفلام الخيال العلمي فيشير إلى أنه ذهب إلى أحد المعاهد المتخصصة ببناء الروبوتات وراقب بأم عينيه سلوكات الروبوت البشري العجيب (بروميت) الذي رآه راقداً على الأرض؛ ولما نهره بإصبعه نهرة خفيفة، سرعان ما نهض واقفاً على قدميه وكأنه تلقى أمراً بالاستعداد لإنجاز مهمات معينة· ويقول كوكسون: إذا طلبت منه أن يحضر لك عصيراً من الثلاجة فإنه سيفهم ما تريد ويتوجّه إليها ليفتحها بيده اليمنى ثم يتناول زجاجة العصير باليسرى بحركات متقنة كل الإتقان· وإذا بدأت بعزف الموسيقى أو تشغيل شريط كاسيت فإنه يسرع إلى الرقص بحركات تامة الانسجام مع الإيقاع· و(بروميت) ليس إلا واحد من إبداعات (المعهد الوطني الياباني للتكنولوجيا والعلوم المتقدمة) الذي يوجد مقره بمدينة تسوكوبا· وهو مجرّد عضو منفرد من أصل فريق (فولاذي) يتألف من دستة روبوتات تشبه البشر ينشغل العلماء في تطويرها معاً· وحتى لو بدا وكأن الوظائف التي يمكن لهذه الروبوتات أن تؤديها تقتصر على المتعة والتسلية إلا أن القصد النهائي منها أبعد من ذلك بكثير· وربما يمثل الروبوت البشري (آسيمو)، الذي نال حظا كبيرا من اهتمامات الصحافة، النموذج الأكثر تطوراً من بين كل أقرانه· ويعود تاريخ الانتهاء من بناء نسخته الأولى إلى عام 1986 من قبل شركة هوندا لصناعة السيارات، ويندرج في إطار مجموعة الغرائب التي تلفّ هذه الصناعة الحساسة· وهناك شركات أخرى لصناعة السيارات في اليابان افتتحت أقساماً ومختبرات ضخمة لبحوث الروبوتات من أشهرها مركز بحوث الروبوتات البشرية التابع لشركة تويوتا، وهناك معاهد أخرى تعمل في هذا الاختصاص تابعة لشركات: هيتاشي وميتسوبشي وإن إي سي· وبعد أن نجحت شركة سوني الشهيرة في تركيب الروبوتين الناجحين (كريو) و(آيبو) عمدت إلى إيقاف بحوثهما أو بتعبير آخر (أطلقت عليهما النار) في إطار استراتيجية جديدة ترمي إلى تخفيض الإنفاق بسبب ضائقة مالية تعاني منها· وقد يكون الأغرب من كل ذلك أن الروبوت البشري (بروميت) هو نتاج مشروع طموح أطلقته مجموعة كوادا للمشاريع الكبرى المتخصصة ببناء الجسور الفولاذية· ويقول هيروشيسا هيروكاوا المشرف على برنامج تطوير بروميت: (إننا ننفق نحو مليوني دولار سنوياً على تطوير هذا الروبوت إلا أن شركة هوندا لا يهمها ما تنفقه على تطوير روبوتها الشهير آسيمو؛ وأنا أقدّر أنها تنفق عليه سنوياً أكثر من 100 مليون دولار)·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©