الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشيزوفرينيا» تصدع يصيب المشاعر والأفكار والسلوك

18 يناير 2011 20:09
الفصام الذي يعرف بين الناس»بالشيزوفرينيا» من الأمراض الغريبة التي لا يعرف عنها الكثير. وهو مرض دماغي مزمن يؤدي إلى خلل في بعض وظائفه وخاصة السلوك والأفكار والمشاعر. ينتج هذا المرض عن خلل في بعض النواقل الكيميائية في مناطق معينة في الدماغ. يتباين المرضى في شدة الإصابة بالمرض فمنهم من يعاني من فصام خفيف، ومنهم من يعاني من فصام أكثر شدة وهذا يعتمد على مدة المرض وتناول العلاج والانتكاسات والتأثر الدماغي بالمرض. .. لا يعرف بالضبط حتى الآن مسببات المرض. لكن الوراثة عامل مهم، فالمولود من أب وأم فصاميين يصاب بالمرض بنسبة أربعين بالمائة، بينما تكون الإصابة لمن يولد لأبوبين طبيعيين تعادل 1 بالمائة. وهناك نظريات عديدة فمنها ما يتحدث عن إصابة أثناء الولادة ومنها ما يتحدث عن إصابة بفيروس أثناء الحمل وغير ذلك، لكنها ما زالت نظريات ضعيفة ولا تفسر لماذا يبدأ المرض حول سن العشرين أو بعده. ..يمكن تقسيم أعراض الفصام إلى ثلاثة أقسام، الأول: أعراض إيجابية وأهمها سماع لأصوات غير موجودة، أي هلاوس سمعية للمريض وضلالات ومعتقدات خاطئة كالاعتقاد بأن هناك من يتجسسون عليه، أو انه مراقب ومتحكم به أو انه يمتلك سمات خارقة أو غير ذلك، مع اضطراب في التفكير والكلام، واضطراب في السلوك كأن يقوم بتصرفات غريبة وغير مقبولة. أما القسم الثاني: فتتمثل في أعراض سلبية كفتور الهمة، وقلة الاهتمام بمن حوله ولا بالنظافة الشخصية، ، والعزلة عن الآخرين، وعدم التفاعل العاطفي. وأخيراً القسم الثالث، وأعراضه معرفية، كضعف الذاكرة، وعدم الانتباه، والتردد، وصعوبة اتخاذ القرار وغير ذلك. وهذه الأعراض عادة ما تأتي بشكل خفي في بداية المرض لكنها تشتد وتزيد مع الوقت ومن ثم تأخذ شكل الزيادة والنقصان مع الوقت. .. والفكرة الشائعة بأن لمريض الفصام شخصيتين هي فكرة خاطئة ابتدعها كتّاب الروايات وأفلام السينما. ومرض الفصام يؤثر على كل أوجه الشخصية وتزيد هذه الأعراض، وتخف من حين لآخر حتى دون علاج، لذا يظهر على المريض بشكل غير واضح أنه يمتلك شخصيتين، والواقع أن المرض موجود طوال الوقت، فالفصام يقصد به ابتعاد المريض عن الواقع، وفصاماً بين المشاعر والأفكار والسلوك. .. ويجب أن ندرك أن ما يقوم به المريض من سلوك وما يحمله من أفكار وما يكيله من اتهامات هي نابعة عن خلل في المواد الكيميائية في مناطق معينة من الدماغ أي أنها نابعة عن مرض كمن يصاب بالحمى عندما يأتيه التهاب فيروسي أو بكتيري. ومن غير المنطقي أن نقول لمن يعاني من حمى بسبب التهاب فيروسي أن نقول له «لا يجب إلا يكون لديك حمى.. هيا الآن أوقف هذه الحمى !» فمن غير المنطقي أن نقول لمريض الفصام توقف عن حمل هذه الأفكار أو السلوك بهذه الطريقة لأنه يقوم بذلك بسبب مرض خارج عن إرادته. ولقد أثبتت الدراسات أن القسوة في معاملة المريض وكثرة انتقاده والتهجم عليه من الأمور المضرة التي تسبب الانتكاسة حتى لو كان مستقر الحالة. وللأسف نجد أن بعض الأهل يعاملون المريض بهذا الأسلوب ثم يتهمونه بأنه لا يتحسن ولا يستجيب للعلاج.! فالعلاج الدوائي هو الركن الأساسي لعلاج الفصام. وأكبر خدمة يقوم بها الأهل والأصدقاء للمريض هو حثه على أخذ العلاج وضمان استمراره، إنها مهمة صعبة لكنها تضمن تحسن المريض. كما أن الضغط النفسي والمشكلات من محفزات حدوث الانتكاسة، لكنها لا تسبب الفصام إلا لمن لديه استعداد للمرض، أي أنه يحمل سمة المرض فتأتي هذه المشكلات كعامل محفز وليس سبباً. ويعرف أنه من النادر جدا أن يصاب مريض بعد الأربعين بالفصام إلا إذا كانت الأعراض قد بدأت قبل ذلك ولم ينتبه إليها أحد. أما إذا أصيب شخص بعد الأربعين بأعراض الفصام فيجب أن نفكر بأمراض نفسية أخرى أو عضوية تشبه الفصام. والعلاج الأسري للمريض، حيث يتم تعليم الأسرة كيفية التعامل مع المريض، وتوضيح الأساليب الخاطئة في التعامل معه، إلى جانب العلاج التأهيلي بعد استقرار المريض وتحسن حالته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©