الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطائرات بدون طيار... والدور الرقابي للكونجرس

الطائرات بدون طيار... والدور الرقابي للكونجرس
4 يوليو 2012
مرة كل شهر، تعبر مجموعة من الموظفين في لجنتي الاستخبارات التابعتين لمجلسي النواب والشيوخ نهر "بوتوماك" إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية، "سي. آي. إيه"، في فرجينيا، وتتجمع في قاعة آمنة، ثم تشرع في المهمة غير الممتعة المتمثلة في مشاهدة صور فيديو لآخر الضربات التي نفذتها طائرات من دون طيار في باكستان واليمن. أحياناً يشاهد هؤلاء الموظفون صواريخ "هلفاير" تضرب مباني بعد أن يدخلها من يشتبه بصلتهم بالإرهاب. وفي أحيان أخرى يرون مركبة أو مجموعة من المركبات تلتهما النيران في انفجار. وأحياناً، يقتل انفجار صغير شخصاً واحداً فقط، مثلما يقول مسؤولون إنه حدث عندما ضرب صاروخ خلال الشهر الماضي غرفة في المناطق القبلية لباكستان وقتل أبا يحيى الليبي، الذي يعتبر الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة". صور الفيديو هذه هي أكثر وضوحاً من الصور رديئة الجودة، التي يمكن مشاهدتها على شبكة الإنترنت، حيث يقول مساعد رفيع المستوى في الكونجرس، وافق على الحديث حول البرنامج السري جداً شريطة عدم الكشف عن هويته، على غرار مسؤولين آخرين: "إن المرء يستطيع رؤية ما يحدث بشكل دقيق". وتعتبر المشاهدة الدورية لصور الفيديو التي في حوزة الـ"سي. آي. إيه" جزءاً من زيادة ملحوظة في الاهتمام، الذي بات يوليه الكونجرس لبرنامج الاغتيالات الذي نفذته الـ"سي. آي. إيه" بواسطة طائرات بدون طيار خلال السنوات الثلاث الماضية. ويقول مسؤولون إن عملية الإشراف، التي لم يسبق أن شرحت بتفصيل من قبل، بدأت بطلب من "دايان فاينشتاين"، رئيسة لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ. المشرعون ومساعدو لجان الإشراف الاستخباراتي لديهم مستوى من الوصول إلى صور الفيديو هذه يشتركون فيه فقط مع الرئيس أوباما، وكبار مساعديه، ومجموعة صغيرة من مسؤولي الـ"سي. آي. إيه". وإضافة إلى مشاهدة صور الفيديو، يقوم المساعدون التشريعيون بالاطلاع على المعلومات الاستخباراتية التي استُعملت لتبرير كل ضربة تنفذها طائرات من دون طيار. كما يقومون أحياناً بفحص تسجيلات المكالمات الهاتفية التي تم اعتراضها و"أدلة بعدية"، مثل تقييم الـ"سي. آي. إيه" للشخص الذي تم استهدافه. وفي هذا الإطار، كتبت "فاينشتاين" في مايو الماضي رسالة رداً على مقال نشر في صحيفة "ذا تايمز" يتساءل بشأن الضربات بواسطة طائرات بدون طيار: "إننا نتلقى إشعاراً مفصلاً بعد وقت قصير على كل ضربة، ونعقد اجتماعات دورية وجلسات استماع حول هذه العمليات". وأضافت تقول: "لقد عقد موظفو اللجنة 28 اجتماعاً شهرياً في إطار الإشراف المعمق من أجل مشاهدة تسجيلات الضربات والتساؤل بشأن كل جانب من البرنامج مثل قانونية البرنامج وفعاليته ودقته وتداعيات السياسة الخارجية والحرص على تقليل وقوع إصابات في صفوف غير المقاتلين إلى الحد الأدنى". ومعلوم أن الولايات المتحدة تواجه انتقادات دولية بسبب ضربات الطائرات بدون طيار، حيث يشتكي المسؤولون في باكستان بشكل خاص من أن الضربات تقتل الكثير من المدنيين، كما طرح بعض أعضاء الكونجرس مؤخراً أسئلة بشأن هجمات الطائرات من دون طيار بناء على نمط سلوك فرد ما. ويقول مسؤولو الكونجرس إن عملية المشاهدة التي يقومون بها ترغم الـ"سي. آي. إيه" على توخي قدر أكبر من الحذر، غير أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في الإشارة إلى أي تغييرات تقوم بها الوكالة. وفي حال اعترضت لجان الكونجرس على شيء ما، يستطيع المشرعون دعوة زعماء الـ"سي. آي. إيه" للإدلاء بشهاداتهم في جلسات استماع تحقيقية مغلقة. وإذا لم يقتنعوا، فإنهم يستطيعون تمرير تشريع يحد من تحركات الـ"سي. آي. إيه". غير أن المنتقدين يجادلون بأن ضربات الطائرات بدون طيار تضرب الأشخاص الخطأ أحياناً. وفي هذا الإطار، يقول العميد عبدالله دوجار، الملحق العسكري بالسفارة الباكستانية في واشنطن: "إنني أعلم علم اليقين أن مدنيين يُقتلون في هذه الضربات"، مشيراً في هذا الصدد إلى هجوم سيئ الصيت وقع في السابع عشر من مارس 2011 في داتا كيل، شمال وزيرستان، يشدد الباكستانيون على أنه ضرب مجلساً قبلياً وقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، معظمهم لم تكن لهم أي صلة بـ"القاعدة". ولكن الولايات المتحدة تشدد بالمقابل على أن الذين قُتلوا كانوا مقاتلين. ومن جانبها، تقول مؤسسة "نيو أميركا فاوندايشن" ومقرها واشنطن إن ما يصل إلى 471 مدنيا قُتلوا في ضربات منذ 2004. وقد وصف "بيتر برجن"، وهو محلل يشرف على عملية الإحصاء التي تقوم بها المؤسسة، ذلك بأنه "أفضل المتاح في غياب أي شفافية حكومية أميركية حقيقية". ولكن بعض المشرعين في لجنتي الإشراف في مجلسي النواب و"الشيوخ" يقولون إن التقارير الإعلامية الواردة من المناطق القبلية لباكستان واليمن تتحدث عن إصابات تدحضها صور الفيديو. وعلى سبيل المثال، فقد نقلت هيئة الإذاعة البريطانية الـ"بي. بي. سي" ومؤسسات إخبارية أخرى عن مسؤولين محليين قولهم إن 15 "مشتبهاً في علاقتهم بالإرهاب" قُتلوا في الضربة التي وقعت في الرابع من يونيو في باكستان وقتلت أبا يحيى الليبي. ولكن صور الفيديو تُظهر أنه هو الوحيد الذي قُتل، كما يقول مساعدو الكونجرس. ويقول "آدم شيف"، النائب الديمقراطي وعضو لجنة الاستخبارات الذي شاهد صور فيدو لضربات طائرات من دون طيار: "لو كان الشعب الأميركي جالساً في القاعة، فإنه سيشعر بالارتياح لأن الأمر يُنفذ على نحو مسؤول". كِن ديلانيان واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©