الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك: نسعى لإيجاد منظومة صحية متكاملة تستفيد من أفضل الممارسات العالمية

نهيان بن مبارك: نسعى لإيجاد منظومة صحية متكاملة تستفيد من أفضل الممارسات العالمية
22 يناير 2014 00:55
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أكد معالي الشيخ نهيان بن مبـارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير بكلّ عزمٍ وتصميم، نحو إيجاد منظومةٍ صحيةٍ متكاملة، تأخذ بأفضل ما في العالم من جهودٍ وممارسات، مشدداً على أن الإمارات في ظلّ القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، تحرص كلّ الحرص على توفير الحياة الكريمة للإنسان، ورفع مستوى الرعاية الصحية، وتقديم خدمات طبية وصحية، على أرقى وأعلى المستويات. وقال معاليه خلال افتتاح المؤتمر الدولي الذي انطلقت فعالياته أمس وينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، تحت عنوان «مؤتمر الخليج الدولي لأبحاث الصحة العامة» إنه بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد رئيس الدولة تحظى أبوظبي بنظامٍ صحّيٍّ فعّال، يركّز على التوعية، والوقاية، والتشخيص، والعلاج، ويحقّق المستويات العالمية الرفيعة، كما أنه يرتبط على نحوٍ وثيق بأهداف التنمية البشرية والاقتصادية في المجتمع، وهو نظام يجعل من العاصمة مركزاً عالمياً رائداً للرعاية الصحية الناجحة والمتطوّرة على المستويات كافة. وتقدم معاليه بالشكر إلى راعي المؤتمر، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مؤكداً الاعتزاز برعاية سموه للمؤتمر، والتي تأتي امتداداً أميناً لجهوده المتواصلة، والتي تركّز على إيجاد نظامٍ ناجحٍ ومتكامل للرعاية الصحية في أبوظبي ودولة الإمارات. وأشار معاليه إلى أن المؤتمر يتناول بالمناقشة أمور الصحة العامّة في منطقة الخليج العربي، التي تشهد تطورات اقتصادية واجتماعية متلاحقة، وارتفاعاً في مستويات المعيشة، وتغيراً في أنماط الحياة، وزيادةً في انتشار الأمراض المزمنة، فالأمراض المزمنة، تمثّل التحدي الأكبر للصحة العامة، في الحاضر والمستقبل. وأوضح معاليه أن المؤتمر يؤكد أن النجاح في هذا المسعى يتطلب أن يكون التخطيط الصحيّ مرتبطاً بالتخطيط الاقتصاديّ والاجتماعيّ، كما يتطلّب أيضاً الأخذ الذكيّ والمستنير باستراتيجيةٍ متكاملة، ومن وجهة نظري لابد أن تركّز على أربعة محاور مهمّة الأول: ضرورة وجود استراتيجياتٍ وطنية وإقليمية وعالمية، للتعامل مع الأمراض المزمنة، والثاني: تحقيق الجودة، في عمل المستشفيات وعمل وحدات الرعاية الصحية كافة، وأعتقد أنه قد حان الوقت لإنشاء هيئاتٍ وطنيةٍ أو إقليمية لاعتماد المستشفيات وإصدار التراخيص لها، وفق معايير عالميةٍ رفيعة . وأضاف أن المحور الثالث يتمثل في اعتبار التوعية والوقاية جزءاً رئيسياً في منظومة التعامل مع الأمراض المزمنة، ويجب أن تنتشر المعرفة بالأمراض وبأسبابها. أما المحور الرابع: ضرورة تطوير دور الفرد ودور الجمهور العامّ في مواجهة الأمراض المزمنة، حيث إن هناك تقنيات متاحة تسمح للأفراد بدورٍ أكبر في الوقاية والعلاج. كما حمل خبراء عالميون في المؤتمر شركات الأغذية السريعة والمشروبات الغازية، والتبغ بأنواعه، وألعاب الفيديو مسؤولية تفاقم الأمراض غير المعدية ومنها القلب والأوعية الدموية والسكري والجلطات الدماغية والقلبية، وأن المواجهة شرسة بين المسؤولين عن الصحة والعاملين فيها وبين هذه الشركات، وأن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في ذلك أيضاً، وأن المجتمع الدولي يحتاج إلى وقفة صادقة لإنقاذ العالم من الأمراض المزمنة وغير المعدية التي تكلف اقتصادات العالم مليارات الدولارات. إلى ذلك قال الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة السابق، إنه من المتوقع في عام 2020 أن يعاني 15 % من سكان العالم من السمنة، والتي تبدأ من مرحلة الطفولة، وأن هناك 155 مليون طفل حتى سن 17 سنة يعانون من السمنة، و42 مليون طفل تحت سن الـ5 سنوات يعانون من السمنة، وقد حدثت زيادة تعادل 4 أضعاف ماكان عليه الوضع في عام 1980، مقارنة بعام 2008 ، حيث زادت الإصابات من 250 مليون مصاب إلى 704 ملايين مصاب. وقال إنه بالنسبة للوضع المحلي فإنه حسب دراسة أجراها على طلاب المدارس وجد أن 38% من الطلاب مصابون بالبدانة، والمصابون بالسمنة نحو 16 %، وتبين أن 75 % من طلاب المدارس لا يمارسون الرياضة، وأن ظاهرة البدانة منتشرة في الإمارات. ولفت إلى أن الإنفاق الخليجي على السمنة بلغ 12 مليار دولار في عام 2006، وأنه من المتوقع حسب دراسات علمية متخصصة أن يصل الإنفاق إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2025. وأشار الخبراء في مشاركاتهم أمس أن حائط الصد الأول لمواجهة زيادة الأمراض، هو الاعتماد على أطباء الأسرة وأطباء الرعاية الصحية الأولية وتعزيز الثقافة الصحية لدى طلاب المدارس، وإيجاد بدائل عن ألعاب الفيديو والأجهزة الحديثة التي تشجع على الكسل، وأن التخلص من التبغ ومواجهته يحتاج إلى قرن كامل. وكانت أعمال مؤتمر الخليج العربي الأول لأبحاث الصحة العامة بالتعاون مع «معهد الأبحاث الدولية» قد بدأت بجلسة تحت عنوان «تدابير لرعاية صحية أفضل في المستقبل»، وذلك عبر أربع جلسات ألقى فيها متخصصون أوراقاً بحثية بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والبدانة والسمنة ومضار التبغ وغيرها من الأمراض. من ناحية أخرى أكد الدكتور وائل المحاميد استشاري أمراض القلب ورئيس شعبة القلب بمدينة الشيخ خليفة الطبية، أن هناك زيادة في أعداد المصابين أو المعرضين للإصابة بالأمراض غير المعدية، ومن بينها أمراض القلب والأوعية الدموية، وأن دول الخليج العربية تنفق حالياً نحو 30 مليار دولار على علاج هذه المشكلات، وأنه من المتوقع حسب الدراسات التي أجريت أن ترتفع تكلفة علاج المرض إلى نحو 68 مليار دولار بحلول عام 2020. وقالت الدكتور كينيث لابروش إن الأمراض غير المعدية مشكلة تواجه المجتمعات وأن منطقة الخليج، تشهد زيادة في معدلات الأمراض غير المعدية التي تصيب البالغين من عمر 30 سنة إلى 70 سنة، والتي تعد من أعلى النسب عالمياً، وأن مرض السكري أصبح مشكلة عالمية. وقدم الدكتور واين هولدن، الرئيس والمدير التنفيذي، بمعهد الأبحاث الدولية في أميركا عرضاً حول المعهد الذي يعد مؤسسة بحثية عالمية توفر الأبحاث المبتكرة والتقنيات، وأوضح أن المؤتمر يتناول قضية مهمة؛ ألا وهي الأمراض المزمنة التي أصبحت ظاهرة منتشرة عالمياً. وعلى مدار العقد المقبل سينفق العالم ما يزيد على نصف ناتجه المحلي الإجمالي على الأمراض المزمنة، وستكون هناك حاجة إلى توفير زهاء 30- 40 تريليون دولار لمواجهة هذه التحديات المتعلقة بالصحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©