السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فضيحة التنصت تزلزل قطاع الاتصالات باليونان

فضيحة التنصت تزلزل قطاع الاتصالات باليونان
8 يوليو 2006 01:28
إعداد - محمد عبد الرحيم: في أوائل مارس من عام 2005 اتصل جورج كورنياس المدير التنفيذي لمجموعة فودافون في اثينا بمكتب رئيس الوزراء اليوناني بخصوص مسألة أمنية طارئة مشيرا الى ان شبكة فودافون في اليونان تعرضت الى عملية تسلل من قبل برنامج للمعلومات يتنصت على الهواتف ويستهدف مجموعة منتخبة من الهواتف الخليوية المخصصة للعديد من القادة في الدولة بمن فيهم كبار رجالات الشرطة والجيش ورئيس واعضاء مجلس الوزراء· ولكن تداعيات هذه الفضيحة المزلزلة والتي تتضمن وفاة احد مستخدمي فودافون والتي يعتقد المحققون انها مرتبطة بالمشكلة - أدت الى إحداث صدمة في هذه الدولة في أعقاب استضافتها للألعاب الاولمبية الصيفية لعام ·2004 وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فإن جهود التنصت ظلت ناشطة فيما يبدو في الاسابيع التي سبقت الالعاب الصيفية في اغسطس ولم يتم اكتشافها خلال فترة السبعة أشهر اللاحقة والتي يعتقد بأنها مارست عمليات التجسس على أكثر من مائة هاتف خليوي من بينها احد الهواتف المرتبطة بالسفارة الاميركية في اثينا· الا ان الفضيحة قد سببت قدرا هائلا من الاحراج والشعور بالخزي لاثنين من أكبر اللاعبين في صناعة الهاتف الخليوي العالمية - وهما شركة فودافون البريطانية المزودة الأكبر في العالم لخدمة الهاتف الخليوي من حيث الايرادات وشركة تيليفون ايه بي اريكسون السويدية المزودة لها بالمعدات - أما شركة فودافون بوضعها حاملة الترخيص فيمكن ان تواجه غرامة بملايين اليورو من قبل السلطات الاغريقية المنظمة لقطاع الاتصالات في حال التوصل الى وجود خلل أمني في شبكتها· الا ان الحادثة وفرت نافذة نادرة للتعرف على التقنيات المتقدمة في مجال التسلل كما سلطت الضوء على الكيفية التي يتمكن من خلالها المتنصتون من اختراق الشبكات التي يفترض انها تتمتع بقدر هائل من الامان ولطالما ظل من الممكن التنصت على محادثات الاشخاص في الهاتف الخليوي حيث اعتاد المسؤولون في الجهات المنفذة للقوانين على ممارسة هذه الافعال لمتابعة انشطة الارهابيين والمشتبه بهم من المجرمين بعد موافقة المحاكم في معظم الاحوال· الا ان الغريب في الفضيحة اليونانية ان الجهة المتنصتة ما زالت مجهولة الهوية كما انها استهدفت كبار المسؤولين الحكوميين في الدولة· ومما زاد من تعقيد ومفاقمة المشكلة انه قبل ساعات من اتصال كورونياس بالحكومة تواترت الانباء عن وجود احد مدراء الشبكة كوستاس تساليكيدس مقتولاً في شقته في اثينا وهو معلق بحبل تم ربطه مع الانابيب الموجودة خارج الحمام· ويعتقد المحققون ان حادثة الوفاة لديها ارتباط وثيق بعملية التنصت وفقا لمصادر مقربة من المحققين· اما عائلة تساكيليدس فقد رفضت اعتبار حالة الوفاة كنتيجة للانتحار كما اشارت الشرطة اليونانية أول الأمر· فهي تعتقد بأن تساليكيدس الخبير الفني البالغ من العمر 39 عاماً تم اغتياله بمجرد ان اكتشف وجود برنامج المعلومات الخاص بعمليات التجسس وأكدت العائلة انه كان يخطط لترك وظيفته في فودافون كما اخطر خطيبته قبل وقت قصير من وفاته ان الامر اصبح ''مسألة حياة أو موت'' وكانت شركة فودافون قد اشارت في تصريح لها في الثالث من فبراير عام 2006 الى نفي اية علاقة لوفاة تساليكيدس بمسألة التنصت الهاتفي كما قامت الشركة ايضا بشكل منفصل بانكار اي علاقة لها أو تورطها في عملية التنصت· أما شركة اريكسون في استوكهولم فقد نفت ايضا تورطها في الفضيحة مشيرة الى ان مسؤولية امن الشبكة تقع بالكامل على عاتق زبونتها التي تزودها بالخدمة الهاتفية في اشارة واضحة لشركة فودافون· وبالنسبة لكلا الشركتين فإن الفضيحة المدوية أخذت تثير العديد من الاسئلة غير المريحة بشأن مدى السهولة التي يمكن بها اختراق هذه الشبكات المفترض انها تتمتع بقدر هائل من الامان· علماً بأن شركة اريكسون المصنع الاكبر في العالم لمعدات الشبكات اللاسلكية والتي تتمتع بمعدل يبلغ 40 في المئة من اجمالي حركة مرور المكالمات العالمية تعتبر الشريك الأهم لشركة فودافون·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©