القاهرة (الاتحاد)- استمرت حالة التوتر في شوارع القاهرة مع مواصلة انصار الرئيس المعزول محمد مرسي احتجاجاتهم. في وقت ارتفعت حصيلة الصدامات بين المؤيدين والمعارضين لمرسي إلى 35 قتيلاً و 1404 جرحى خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، فيما اغتيل قس بهجوم مسلح في العريش شمال سيناء.
و دعت الأحزاب والحركات السياسية والثورية، جموع الشعب المصري للاحتشاد مجددا اليوم الأحد في كل شوارع مصر وميادينها ومحافظاتها، وفي ميدان التحرير قلب الثورة، وأمام قصر الاتحادية، وأمام مباني المحافظات، تحت شعار “الاستقلال الوطني”، للتأكيد على تمسك المصريين باستقلالهم الوطني ومكتسبات الثورة ضد أي محاولات داخلية أو خارجية للنيل من الوطن وثورة شعبه.
وأعلنت القوى الوطنية والسياسية عن مشاركتها في مؤتمر صحفي عالمي اليوم لفضح ما سموه بـ”المؤامرة الأميركية الإخوانية” ضد الثورة المصرية، والتأكيد على أن ما يجري في مصر هو استكمال للثورة بإرادة شعبية في مواجهة زعم الإخوان الذي تروجه للخارج بأنه انقلاب على الشرعية.وجاء في نص البيان الذي أصدرته هذه القوى “بعد ظهور بوادر النصر للموجة الثانية للثورة المصرية التي بدأت في 25 يناير ويستكملها الآن الملايين من الشعب المصري منذ 30 يونيو، والتي استجاب لها الجيش المصري ليعيد الشرعية لأصحابها الأصليين، وبعد أن توافقت القوى الوطنية على خطة طريق تبدأ بخلع محمد مرسي وتنتهي بانتخابات رئاسية مبكرة، لم تجد جماعة الإخوان بعد كل ذلك إلا أن تستنجد بحلفائها بالخارج وأبرزهم الإدارة الأميركية الحالية ليساندوها في وقفتها ضد إرادة الشعب المصري، وهو ما يمثل بحد ذاته عملاً من أعمال الخيانة العظمى حسب القانون المصري”.
وأضاف “لم يتأخر حلفاء الإخوان وفي صدارتهم الإدارة الأميركية في تقديم كل سبل الدعم لهذه الجماعة الخائنة التي استنجد مرشدها أخيراً بالقوات الأجنبية لحماية شرعية رئيسه، فسخرت وسائل الإعلام الغربية منابرها الإعلامية لمحاولة تصوير انتصار هذه الموجة الثورية على أنها انقلاب عسكري مع التجاهل التام للحشود الشعبية التي وصفوها هم أنفسهم قبل ذلك بيومين بأنها أكبر حشود بشرية عرفها التاريخ الإنساني لشأن سياسي، بل إنهم ذهبوا أبعد من ذلك بالضغط على الاتحاد الإفريقي لتجميد عضوية مصر بحجة وقوع انقلاب عسكري بها.
وبذلك أعطت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر والغطاء السياسي اللازم لجماعة الإخوان لبدء معركة لاستعادة سلطتهم ظناً منهم أنهم قادرون على جر البلاد لأتون حرب أهلية وتكرار التجربة السورية بمصر”.
ووقع على البيان كل من “جبهة 30 يونيو وحملة تمرد والتيار الشعبي المصرى وأحزاب المصريين الأحرار والدستور والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب الكرامة وحركة شباب من أجل العدالة والحرية واتحاد الشباب التقدمي وتحالف القوى الثورية والجبهة الحرة للتغيير السلمي والحركة الشعبية لاستقلال الأزهر وجبهة الشباب القبطي وثورة الغضب الثانية”.
بالمقابل، دعا تحالف للإسلاميين تقوده جماعة “الإخوان” المصريين إلى الاحتجاج في أنحاء مصر اليوم الأحد تعبيرا عن الرفض لإطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي. وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية البيان امس.
و أكد الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية أن حصيلة الاشتباكات التي وقعت بعدد من المحافظات أمس الأول بلغت 35 قتيلا و1404 جرحى. وقال إن المحافظات التي شهدت اشتباكات واسفر عنها إصابات القاهرة والاسكندرية والجيزة والدقهلية والبحيرة والشرقية والسويس ودمياط والاقصر وقنا واسيوط والاسماعيلية وشمال سيناء والغربية.وأوضح ان المحافظات التي شهدت سقوط قتلى هي القاهرة 11 قتيلا والجيزة 3 قتلى والاسكندرية 12 قتيلا والسويس قتيل واحد وشمال سيناء 4 قتلى واسيوط قتيل واحد والاسماعيلية 3 قتلى.
وشيع “الإخوان” والمعارضة أمس قتلاهم الذين سقطوا في الاشتباكات وأعمال العنف، وأدى آلاف من أنصار الرئيس المخلوع صلاة الجنازة في ميدان رابعة العدوية حيث يعتصمون منذ عشرة أيام، على أربعة من مؤيدي مرسي قتلوا في أعمال عنف.
وفي حي المنيل، جنوب القاهرة، الذي شهد اشتباكات عنيفة ليل الجمعة السبت بين مؤيدي مرسي والاهالي، شيعت جنازة 12 قتيلا من أبناء الحي. وشهدت الجنازة هتافات معادية للجماعة مثل “لا الله إلا الله الإخوان أعداء الله”.
وافادت مصادر أمنية في سيناء أن قسا مسيحيا قتل في هجوم مسلح استهدفه في مدينة العريش في شمال سيناء. وأوضحت المصادر أن مسلحين اخرجوا القس من سيارته واطلقوا عليه النار فاردوه قتيلا قبل ان يلوذوا بالفرار.
واعتقلت قوات الأمن المصرية 128 من مؤيدي مرسي منهم 76 في سيدي جابر بالإسكندرية وبحوزتهم 5 قطع من فرد خرطوش و22 طلقة خرطوش وقنبلتين يدويتين محليتي الصنع و5 قنابل غاز وسلاح أبيض و7 زجاجات مولوتوف خلال المصادمات التي وقعت أمس الأول مع الرئيس المعزول وأسفرت محصلتها النهائية حسب مديرة الصحة بالإسكندرية عن 14 قتيلاً و263 مصابا و7 في السويس متهمين باطلاق الخرطوش وقنابل الغاز اليدوية والمولوتوف على قوات الجيش الثالث الميداني المكلفة بتأمين محيط مبنى محافظة السويس واعتقال 14 متظاهراً من الإخوان المسلمين والجماعات المناصرة لهم بأسيوط وبحوزتهم أسلحة بيضاء وخرطوش وأسلحة أخرى خلال المصادمات التي شهدها محيط ديوان محافظة سوهاج مساء أمس الأول واستمرت حتى فجر أمس.
وأعلنت جماعة إسلامية جديدة عن تشكيلها في مصر ووصفت تدخل الجيش لعزل مرسي بأنه إعلان للحرب على معتقداتها وهددت باستخدام العنف لفرض أحكام الشريعة. وقالت جماعة أنصار الشريعة في مصر انها ستجمع أسلحة وتبدأ تدريب أعضائها.
عدد اليوم
