السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

16 قتيلاً و29 جريحاً بتظاهرات «لا للحوار» في سوريا

16 قتيلاً و29 جريحاً بتظاهرات «لا للحوار» في سوريا
9 يوليو 2011 00:44
دمشق (وكالات) - سقط 16 قتيلاً على الاقل برصاص قوات الامن السورية في يوم حاشد من التظاهرات ضد النظام في انحاء سوريا تحت شعار “لا للحوار”. في وقت اتهمت فيه السلطات الرسمية امس الولايات المتحدة بالتورط في الاحتجاجات والتحريض على التصعيد، من خلال ارسال سفيرها في دمشق روبرت فورد إلى حماة للقاء من وصفتهم بـ”المخربين”. بينما انضم السفير الفرنسي اريك شوفالييه الى نظيره الاميركي في تفقد المدينة المحاصرة مداخلها بالدبابات لليوم الخامس على التوالي. وقال ناشطون حقوقيون بينهم رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ورئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي وعمار القربي من المنظمة الوطنية السورية لحقوق الانسان “ان بين الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الامن خلال تفريقها التظاهرات، 6 قتلى و5 جرحى في مدينة الضمير بريف دمشق و5 قتلى و24 جريحا بعضهم بحالة الخطر في حمص واحيائها، وقتيلين في حي الميدان وسط العاصمة، و3 قتلى في بلدة معرة النعمان عند الأطراف الشرقية لمحافظة اإدلب”. وشهدت حماة المحاصرة مداخلها بالدبابات لليوم الخامس على التوالي تظاهرة في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها، بلغ تعدادها وفق ناشطين 450 ألف متظاهر تحت شعار رفض الحوار واسقاط النظام. بينما اشارت مصادر إلى غياب كامل لعناصر الامن في المنطقة. واظهرت لقطات فيديو مباشرة نشرت على الإنترنت حشدا كبيرا في ميدان العاصي حمل بعضهم علما سوريا كبيرا، بينما قال سكان ونشطاء إن قوات الامن أطلقت النار على محتجين عند المدخل الشمالي لحماة، كانوا يحاولون الانضمام إلى تظاهرة في المدينة فأصابوا اثنين. وسارعت السلطات السورية الى اتهام الولايات المتحدة بالتورط في الحركة الاحتجاجية والتحريض على التصعيد عبر ايفاد سفيرها في دمشق روبرت فورد الى المدينة. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية قولها في بيان “ان السفير الاميركي التقى في حماة ببعض المخربين لحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار”، واضافت “انها تراقب عن كثب اعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة وتعمل على معالجتها”. وأعربت الوزارة عن دهشتها إزاء زيارة السفير الأميركي إلى حماة بشكل يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية، رغم وجود الحواجز التي يسيطر عليها المخربون وقطع الطرقات، وقالت “إن ما فعله السفير الأميركي يعد تحريضا على استمرار العنف وعدم الاستقرار ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية، وتعميقا للشقاق والفتنة بين أبناء الشعب الواحد الذي يرفض رفضا قاطعا مثل هذا التحريض الأجنبي ويستنكره بشدة”. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر بوزارة الخارجية قوله “إن وجود السفير الاميركي في حماة دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالاحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الاوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا”. واضافت “ان سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاستقرار في البلاد”. وقالت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري “إن هناك احتجاجا واستياء شديدين من قبل الشعب السوري حول بيان وزارة الخارجية الأميركية بوجود السفير بحماة واعتزامه البقاء فيها حتى الجمعة. وأشارت إلى أن السفير لم يطلب إذنا بالتوجه إلى حماة وأن وصوله إلى المدينة في لحظة محاولة أهل المدينة حل المشكلة يعني أنه جاء لمنع حلها”. لكن الإدارة الاميركية أبدت استغرابها واستياءها من رد فعل دمشق على زيارة السفير فورد الى حماة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “ان السفير فورد ترك المدينة عائدا الى دمشق في وقت لاحق بعد لقائه بعدد من المتظاهرين”. بينما قال سكان في المدينة إن السفير الاميركي كان تجول في مستشفى حوراني، حيث نقل بعض الأشخاص للعلاج هذا الاسبوع. وجددت نولاند التأكيد على ان واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بزيارة السفير الى حماة. وقالت “نحن بصراحة مستاؤون قليلا لرد الفعل السوري، وقول الحكومة انها تفاجأت بالزيارة لا معنى له”. واضافت ان المتظاهرين في حماة احتشدوا امس لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها، ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار. واضافت ان السفير ولدى مغادرته حماة واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته. وقام السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه بدعم نظيره الاميركي عبر القيام ايضا بزيارة الى حماة للتعبير عن التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “إن زيارة شوفالييه كانت ضمن عدة زيارات قام بها لمراقبة الاضطرابات وزار خصوصا واحد من اكبر مستشفيات المدينة، حيث التقى الفرق الطبية وعددا من الجرحى ومن أهاليهم”. واضاف “ان فرنسا تعبر عن قلقها بشأن سكان حماة وإدانتها للعنف ضد المحتجين على يد السلطات”، داعيا الرئيس السوري بشار الأسد للافراج عن السجناء السياسيين وبدء إصلاحات. إلى ذلك، اشار عبد الرحمن إلى قيام قوات الامن بحملة اعتقالات ومداهمات في احياء حمص، كما اشار الى قيام قوات الامن بتفريق نحو 100 الف متظاهر في دير الزور (شرق)، وسقوط نحو 10 جرحى بينهم اصابتان خطيرتان اثناء تظاهرة في الميادين شارك فيها الآلاف”. ولفت ايضا الى تظاهرة شارك فيها الآلاف في إدلب (شمال غرب) اطلق فيها رجال الامن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين مما اسفر عن سقوط عدد من الجرحى”. واضاف عبد الرحمن ان الاجهزة الامنية اطلقت ايضا الرصاص الحي في محاولة لتفريق تظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)، واشار الى تفريق القوات السورية اكثر من الف متظاهر، وذلك بإطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)”. واكد انطلاق تظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماة وبإسقاط النظام”، موضحا ان المتظاهرين حملوا علما سوريا طويلا. واضاف عبد الرحمن “ان نحو سبعة آلاف متظاهر خرجوا في كنصفرة (ريف إدلب) رغم التواجد العسكري منذ ايام في منطقة جبل الزاوية، بينما ذكر ريحاوي ان الآلاف خرجوا للتظاهر في مدينة إدلب وقرى ريفها (شمال غرب)، وكذلك في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل اضافة الى تظاهرة نسائية في مدينة ادلب وتظاهرة في جاسم (ريف درعا)”. وتابع “ان آلاف المتظاهرين هتفوا برفض الحوار وإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة في سقبا وقطنا وجديدة عرطوز وقارة والقابون والزبداني ومضايا والقدم وداريا ونهر عيشة وبرزة (ريف دمشق)”. من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى “ان متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في احياء ضيقة بعد ان منعتهم قوات الامن من التظاهر”. واشار الى حضور أمني كثيف وغير مسبوق في الساحات التي تشهد عادة التظاهرات مما اثار انزعاجا لدى الفئات الاجتماعية والاحزاب الكردية”. واضاف “ان عامودا (شمال شرق) خرجت بالآلاف”، مشيرا الى مشاركة نسائية غير مسبوقة في المدينة. واشار الى خروج اكثر من 5 آلاف متظاهر في القامشلي (شمال شرق) تضامنا مع حماة”. بينما ذكر ناشط في اللاذقية “ان تظاهرة خرجت في حي الطابيات في المدينة إلا ان قوات الامن هاجمتها واعتقلت مشاركين فيها”، موضحا ان المتظاهرين فروا نحو حي الصليبة حيث لحقتهم قوات الامن”. واشار ناشط آخر من حلب الى ان آلاف الاشخاص تظاهروا في عدة احياء في حلب، حيث اعتدى عليهم رجال الامن واعتقل العشرات لمطالبتهم بإسقاط النظام”. وقال مركز “سواسية “السوري لحقوق الانسان في بيان ان قوات الامن أغارت ايضا مساء امس الاول على المستشفى الرئيسي في حرستا، وهو تكتيك استخدمته في هجمات مماثلة على مدن وبلدات في مناطق اخرى في سوريا وخطفت 3 محتجين مصابين. وكان الناشطون الذين دعوا الى التظاهر امس تحت شعار “لا للحوار” مع نظام الاسد، كتبوا على صفحتهم في موقع “فيسبوك” “اي حوار والدماء انهار، أي حوار والمدن تحت الحصار، الشعب يريد اسقاط النظام”. وقال الحقوقي انور البني “في الحقيقة، لا جدوى من الحوار الآن، إذا لم يتوقف الحل الأمني وتسحب القوات العسكرية والأمنية من الشوارع، ويتم التخلي عن استخدام الحل الأمني والقوة لقمع الشعب”. وعبر المعارض هيثم المالح عن دهشته من توجيه السلطات دعوة للحوار في الوقت الذي تنشر فيه الدبابات في أنحاء البلاد، ويراق الدم وتكتظ السجون بالسجناء ويطلب السوريون اللجوء إلى دول أخرى. واضاف “إنه لا يعتقد أن أي مواطن يحترم هذا البلد سيقبل مثل هذه الدعوة”. أما رسميا فاكتفت وكالة “سانا” بالقول عن تظاهرات امس “ان عشرات الآلاف احتشدوا في ساحة الحجاز وباب توما في وسط دمشق، احتجاجا على وجود السفير الاميركي في حماة مؤكدين ان هذا الوجود دليل على تورط اميركا وسعيها لتصعيد الاحداث في سوريا”. كما اشارت الى مسيرات في حلب وريفها دعما لبرنامج الاصلاح ورفضا للتدخل الخارجي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©