الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راوية العلمي: الحجر لعبتي·· وقلمي سلاحي

راوية العلمي: الحجر لعبتي·· وقلمي سلاحي
10 فبراير 2008 01:09
صاحبة ملامح هادئة، وابتسامة ''محايدة'' تغلف عنادها واصرارها، اختارت البرامج السياسية طريقاً لعملها الإعلامي، وتطل على المشاهد كل صباح من خلال قناة ''العربية'' ببرنامجها ''صباح العربية'' منذ أكثر من سنتين ونصف، بعد نجاحها في تقديم برنامج ''الطبعة الأخيرة'' على نفس القناة لمدة ثلاث سنوات· ولدت راوية العلمي من رحم النضال والانتفاضة، فهي من مواليد ''بيت حنينا'' بالقدس الشرقية، لم تعش طفولتها تلعب، وتلهو، وتفرح بعرائسها ودُماها كأي طفلة أخرى، وانما تفتق وعيها بالحياة لتشارك أطفال الأراضي الفلسطينية المحتلة ثورتهم وغضبهم وانتفاضتهم الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، فكان ''الحجر'' قلمها، ولعبتها، وسلاحها، واللغة الوحيدة التي تجيدها منذ وقت مبكر من عمرها· نشأت راوية العلمي في بيئة متأججة بالحس الوطني، وسط أسرة فلسطينية مثقفة عانت رذائل الاحتلال، فوالدها رجل أعمال يحمل دكتوراة في الهندسة الكيماوية، ومؤرخ وكاتب مرموق، ووالدتها صيدلانية من أصل نابلسي، وترتيبها الابنة الكبرى لشابين وفتاتين تربوا على الانضباط والاعتماد على النفس، ونالوا درجات جامعية راقية· انتقلت راوية من القدس إلى عمان، ومن ثم إلى لندن لاكمال دراستها الثانوية والجامعية في كلية القانون، ونالت درجة الماجستير في القانون الدولي، وعاشت الغربة بقساوتها منذ عمر مبكر· اختارت دراسة القانون، وعن سبب هذا الاختيار تقول: ''رأيت أنني من خلال القانون يمكن أن أناضل لدفع الظلم عن شعبي وبلدي ووطني، رغم أنني كنت أميل إلى دراسة الصحافة، وكنت أحب اللغة العربية، وأكتب الشعر، وهو ما جعلني أتجه إلى الإعلام بعد ذلك''· تستحضر راوية العلمي سنوات طفولتها القاسية وتقول: ''عشت كثيراً من الآلام والجراح، وكانت طفولة قاسية، لم ننعم فيها بساعة للراحة أو اللعب، وكم كنت ولا زلت أشعر أنه بالتكاتف والاصرار والتحدي يمكن أن يتحقق المستحيل، ولا زلت أعيش إحساسي الحقيقي بالقوة والصلابة وأنا أواجه مع الأطفال الفلسطينيين مدرعات الاحتلال بالزلط والحجارة· وكم كنا سعداء نطير من الفرحة عندما يهرولون أمامنا ونحن أطفال وصبية خوفاً من الإصابة، وكم عشت ساعات ولحظات الفخر والمجد وأنا أشارك أهلي وشعبي في مظاهرة أو احتجاج ضد الاحتلال والظلم، فالايمان بعدالة القضية، وحق الوطن، دائما ما يعطي للإنسان زخماً غير عادي، وصلابة نادرة الوجود''· راوية العلمي الزوجة والأم، تعرفت على زوجها في عمان من خلال علاقات مودة تجمع أبناء الشعب الواحد خارج الوطن، والتقت به ثانية في دبي مصادفة حيث انتقل للعمل بها، وتزوجا وبارك الأهل زواجهما، وأنجبا ''عمر''، تقول: ''أعتني كثيراً بأسرتي وأحرص على أن أوفق بين عملي والتزاماتي الزوجية والأسرية وتربيتي لابني، وسأهتم بأن أكسبه حب القراءة، وممارسة الرياضة، وهما الجانبان اللذان تهملهما الأسرة العربية عادة في تربية أبنائها، وأتمنى أن نحسن تربيته وتعليمه، وأن يكون صاحب مواهب فنية وموسيقية لقناعتي بأن الفن يصقل الشخصية''· رواية: تهوى القراءة والموسيقى، وتحب أن ''تغني مع نفسها'' عندما تنهمك في أعمالها المنزلية، ولا تميل كثيراً الى تكوين علاقات اجتماعية واسعة، وتعترف بأنها مسالمة، تركن الى الهدوء، ولكنها عنيدة· طموحاتها الشخصية تتمثل في النجاح المهني، والاستقرار الأسري، أما على المستوى العام، فتتمنى أن تتوحد الكلمة والصوت والإرادة الفلسطينية، وتزول الشقاقات بين الأشقاء أبناء الشعب الواحد، وأن يتحقق الحلم الفلسطيني والعربي الكبير بالعودة الى الوطن الحبيب، ودحر الاحتلال وزواله من على أرض السلام·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©