الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ساويرس «المغامر» يسير في اتجاه جديد

5 أكتوبر 2010 22:09
أنشأ الملياردير المصري نجيب ساويرس، الذي سيبيع أداته الاستثمارية “ويذر” والسيطرة على “أوراسكوم تليكوم” إلى “فيمبلكوم” مقابل 6,6 مليار دولار، إمبراطورية في قطاع الهاتف المحمول تمتد عبر أربع قارات من خلال المغامرة بدخول أسواق محفوفة بالمخاطر يخشى الآخرون العمل فيها. وأسس ساويرس (56 عاما) رئيس مجلس إدارة “أوراسكوم تليكوم” وحدات في كوريا الشمالية وفي زيمبابوي وفي العراق بعد الحرب وفي دول أخرى ردعت الحروب والعقوبات المنافسين عن دخولها لكنها تتمتع بإمكانات نمو كبيرة. وفي عام 2008 قال ساويرس، وهو الأكبر بين ثلاثة أشقاء ينتمون لأسرة قبطية ذات نفوذ، “إذا قدمت من مكان محفوف بالمخاطر، فالمخاطر نسبية عندئذ”. وأضاف في تعليقات للمحاور التلفزيوني الأميركي تشارلي روز “أتذكر حين ذهبت إلى الجزائر، وقيل لي إنهم يقتلون الناس هناك وأن هناك قنابل وقلت هذا ما يحدث يومياً في الجزء الذي أعيش فيه من العالم ولذا فهو لا يشكل أهمية كبيرة”. وكان استثمار ساويرس في الجزائر، في عام 2001 حين كانت لا تزال تعاني من الحرب الأهلية، خطوة مميزة تتفق مع تفكير رجل الأعمال المصري. وحقق الاستثمار مكاسب في البداية، لكن خلافاً مع الجزائر بشأن ضرائب متأخرة أدى إلى وأد خطة سابقة لبيع الوحدة. وقال شاردول شريماني المحلل في اي.اتش.اس جلوبال انسايت “اوراسكوم حققت مساراً ناجحاً جداً. من العار أنها تعرضت للضرر في الجزائر”. وساويرس الآن أحد أبرز الشخصيات في مصر ويملك استثمارات في الإعلام مثل صحيفة “المصري اليوم” المستقلة واسعة الانتشار وقناة تلفزيونية تقدم برامج علمانية للشبان. وأثار تأييده الصريح للفصل بين الدين والدولة غضب البعض. وكان أحد رجال الدين المسلمين قد دعا في عام 2007 إلى مقاطعة شركات ساويرس بعدما قال إن انتشار الحجاب في مصر يشعره “بالغربة”. لكن ساويرس دائما ما يشير إلى ديانته المسيحية كمصدر قوة وينسب لتعليمه بالمدرسة الألمانية الإنجيلية بالقاهرة الفضل في تحليه بالمثابرة وإيمانه بأهمية العمل. ودرس ساويرس الإدارة الفنية والهندسة في زيوريخ وانضم إلى شركة والده المقاول أنسي في عام 1979 وأسس أنشطتها في قطاعات السكك الحديدية والمعلومات والتكنولوجيا والاتصالات. وانفصلت أنشطة “أوراسكوم تليكوم” فيما بعد ويدير شقيقاه حاليا شركتي “أوراسكوم للإنشاء والصناعة” و”أوراسكوم القابضة للتنمية”. ويقول ساويرس ان والده أقام أعمالاً في قطاع المقاولات من الصفر إلى أن جرى تأميمها في الستينات خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وانتقل أنسي بعد ذلك إلى ليبيا غير أنه خسر أصولاً هناك أيضاً. وقال ساويرس لشبكة “سي.إن.إن” في عام 2005 “لم يستسلم أبداً لشيء... يقاتل من أجله إذا كان صواباً. لم يكن يهدأ أبداً إذا كان أمامه هدف”. وقال ساويرس الذي قاتل طويلاًً وبضراوة للاحتفاظ ببعض أصوله إن المال ليس دافعه الوحيد. وقال لصحيفة “جلوب آند ميل” اليومية الكندية في أغسطس “رفضت صفقات كثيرة على مدى حياتي بأرباح كبيرة .. لأنني لا أحب الطرف الآخر”. وفي وقت سابق هذا العام رفض ساويرس عرضاً من “فرانس تليكوم” للسيطرة على الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول “موبينيل”. لكن ساويرس يعلم أيضاً متى يقلص خسائره. فقبل أقل من عشر سنوات باع وحدة “أوراسكوم” في الأردن وأصولاً أخرى لتخفيف جبل من الديون التي تراكمت بعد شراء تراخيص في الجزائر ومناطق أخرى.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©