الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جابر العظمة يرصد العلاقة بين البشر والزمن

جابر العظمة يرصد العلاقة بين البشر والزمن
9 يوليو 2011 00:48
يعرض الفنان السوري جابر العظمة من خلال عشرين عملا فوتوغرافيا في معرضة “آثار” المقام حاليا في دبي العلاقة المزدوجة والمعقدة بين البشر والزمن والمكان. ففي أعماله المعروضة في صالة “جرين آرت” وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، تبرز بشكل أساسي البيوت القديمة وكل ما هو قديم ومهمل، فنجد في لوحاته برميل النفط الصدئ والمباني المهجورة والجدران والإطارات والسيارات. ومن خلال استبدال الجماد بالإنسان، يعمل العظمة في واقع الأمر بالتحقيق في القصص الحميمة بشكل مكثف من الناس الذين مروا في مشاهداته وتجربته عموما. ويهتم العظمة بعناصر الصورة وتوازناتها كالضوء والظل والكتل التي تتشكل من مواد جامدة. كما يحاول أن يستحضر آثار أشخاص مفقودين وما يدل على غيابهم، الأمر الذي يجعل لوحته تميل إلى أجواء ومشاعر الحزن. وأعمال العظمة تضعنا في أجواء حزن، لكنها مؤطرة جماليا بإضاءات ذات ألوان زاهية ومشاهد مبسطة ومفتوحة على فضاءات التأمل، حيث يترك الفنان للمتلقي فرصة رؤيتها من زاويته، فالفنان يمتلك عيناً قوية تعرف كيف تأخذ القطعة والتفاصيل بقوة وتعبيرية في آن واحد، الأمر الذي يزيد هذه الأعمال غنى، وفي هذا الإطار يقول “إن الصورة الملتقطة هي دائماً جزء من كل، وكل شخص يرى فيها ما يريد أن يراه، فمتعة التفسير تخص المشاهد والفنان بكل بساطة يشاركه بها”. وأضاف أنه يعمل ببساطة ومن دون تقنيات أو معالجات رقمية، مكتفيا بجماليات المشهد نفسه، ملونا كان أم بالأسود والأبيض، فما يعنيه أساسا هو استخراج الجمال من القبح والخراب، ومحاولة لفت انتباهنا إلى ما يجري حولنا من دون أن ننتبه له، فالهوامش التي لا تلفت انتباهنا تنطوي على الكثير من الدهشة والغرابة، لكن التآلف اليومي معها يجعلها تبدو عادية. هو يأخذنا إلى المشاهدات اليومية في صورة جديدة. وهو يعرض لنا الأماكن المهجورة الحافلة ببقايا آليات ومعدات وقطع غيار مستهلكة، وأبواب متهالكة وهياكل الأثاث المتداعي، ويوثق بالكاميرا تداعيات الجمال الخفي على العين العابرة، فنرى في صورة سطح الصفيح المتآكل ما يشبه اللوحة الفنية بتناغم ألوانها مع الصدأ والتكوين المدروس في العلاقة بين الدائرة والمستطيل والنافذة المطلة على الحياة عبر خضرة عدد من أغصان نبات ما. وفي بعض الصور نرى مجموعة من البراميل وخلفها مجموعة من الصناديق لمكيفات أو برادات، تشكل نموذجاً من الفن التركيبي العفوي الذي يقدمه الكثير من الفنانين المعاصرين. أمام هذا العالم يتأكد أننا أمام حرب جرت في صور مختلفة، حرب على الإنسان بأشكال متعددة، حرب حقيقية تبدو في الاعتداء على مبنى مستشفى، أو حرب على الذاكرة من خلال جدران تحمل آثار البشر من كتاباتهم المنسية، أو عبر صور مؤثرة عن حضور الزمن في الأشياء القديمة من أبواب ونوافذ.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©