دوّارات العين.. تهدي العابرين إلى الدروب

للمدن عشاق كثر، بخاصة إن كانت المدينة المعشوقة باهرة الجمال آسرة الحضور، كمدينة العين التي أخذت من اسمها كل النصيب، وحلّت في عيون الناس وقلوبهم، حتى باتت ''العين دار الزين'' حقيقة تتوارثها الأجيال، فهي مزدانة بالخضرة والحدائق المنسقة المنتشرة في كل أرجائها· في العين تجد الشواهد الثابتة التي تدل على أصالة شعب الإمارات وعمق اتصاله بالتاريخ، متمثلة في مجموعة من الدوّارات التراثية التي تستقطب بجماليات بنائها، وبساطها الأخضر، وزهورها القوس قزحية سياحاً يفدون إليها ليشاهدوا تكوينات أشبه بالمنحوتات والأعمال الفنية· مما دفع المسؤولين في المدينة وأندية التراث إلى توفير مجسمات وبطاقات عن هذه الدوّارات· وفضلاً عن المنظر الجمالي الذي تمنحه الميادين والدوّارات لمدينة العين، تتفرع عنها الشوارع في عدة مسارات، كأنها باطن كفٍ تتفرع عنه الأصابع، كما تربط شرق المدينة بغربها، ومنها ما يصل وسطها بطريق ''جبل حفيت''· ووفقاً لقطاع ''الطرق والبنية التحتية'' في بلدية مدينة العين ''يبلغ عدد دوارات العين وضواحيها بحسب إحصائيتها للعام الماضي 95 بمساحة كلية قدرها 297461 مترا مربعا، وأقدم هذه الدوّارات داخل المدينة دوّار الساعة، وأحدثها دوّار الشلال· وهناك دوّار الجامعة، المندوس، الدلة، السوق، الغزلان، البرج، التخطيط وغيرها الكثير، يقوم على صيانتها والعناية بها ''قطاع حدائق العين'' بما فيه الورشة الفنية، والمختبر ووقاية النباتات، وقسم تعقيم السماد، والري، ولهذا الأخيرعدة أساليب متبعة في ري الدوّارات كالتنقيط، التعويم، الرشاشات، وتناكر المياه· تنام على وسائد هذه الدوّرات الخضراء، شتى أنواع وألوان الزهور، منها ما هو محلي ينبت في تربة العين، ويقدرعددها بملايين الشتلات كالورد الجوري والخزامى والريحان والمروة والسوسن والليلك والأرجوان· ومنها مستورد كاللوتس والقرنفل والزنبق القصير والجاردينيا والأولندر والكاميليا والتوليب، بينما تستيقظ النوافير مبتهجة لتبلل برذاذها محاجر الأضواء الملونة التي تراقبها تارة وتغازلها تارة أخرى·